أشعار أحمد فؤاد نجم (من غناء الشيخ إمام) تندمج في الجو السياسي الذي غمر مصر عقب حزيران... الجو الي قامت فيه تظاهرات حلوان و الاسكندرية و انتفاضة الطلبة. إنه العمل الوحيد الذي يبدو أنه خرج من صلب التحرك الجماهيري و اندمج فيه بصورة نهائية.
إن عمل الشيخ إمام نجم يتمحور بصورة مباشرة حول المسألة الوطنية التي كانت أيضا محور الحركة الشعبية،فهو يتناول الهزيمة التي يقع عبئها على الشرفاء الكادحين في مواجهة خط انهزامي تطرحه الطبقة المسيطرة دفاعا عن امتيازاتها..
نحن إذن أمام عمل سياسي يرتهن بمهمة واحدة هي مخاطبة الجماهير و إعدادها سياسيا. و كون هذا العمل سياسيا صرفا هل يفقره فنيا كما تعودنا في قصائد سياسية (ملتزمة) كثيرة؟ أبدا.. إنه عمل جديد يتعدى هواجس المثقفين الضيقة كما أن أداء الشيخ إمام ينقل الغناء العربي القائم على الترجيع و التطريب إلى آفاق جديدة.
الشيخ إمام واسمه الحقيقي إمام محمد أحمد عيسى (2 يوليو 1918 - 7 يونيو 1995)، ولد في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة لأسرة فقيرة وكان أول من يعيش لها من الذكور حيث مات منهم قبله سبعة ثم تلاه أخ وأخت. أصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينه، فقضى إمام طفولته في حفظ القرآن الكريم وكانت له ذاكرة قوية
التحول النوعى في أعمال الشيخ إمام
كغيره من المصريين زلزلت هزيمة حرب يونيو 1967 إمام وسادت نغمة السخرية والانهزامية بعض أغانيها مثل: "الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا - يا محلى رجعة ظباطنا من خط النار"، و"يعيش أهل بلدى وبينهم مفيش - تعارف يخلى التحالف يعيش"، و"وقعت م الجوع ومن الراحة - البقرة السمرا النطاحة"، وسرعان ما اختفت هذه النغمة الساخرة الانهزامية وحلت مكانها نغمة أخرى مليئة بالصحوة والاعتزاز بمصر مثل "مصر يا امة يا بهية - يا ام طرحة وجلابية".
انتشرت قصائد نجم التي لحنها وغناها الشيخ إمام كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر، فكثر عليها الكلام واختلف حولها الناس بين مؤيدين ومعارضين، في البداية استوعبت الدولة الشيخ وفرقته وسمحت بتنظيم حفل في نقابة الصحفيين وفتحت لهم أبواب الإذاعة والتليفزيون.
لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الشيخ إمام في أغانيه على الأحكام التي برئت المسئولون عن هزيمة 1967، فتم القبض عليه هو ونجم ليحاكما بتهمة تعاطي الحشيش سنة 1969 ولكن القاضي أطلق سراحهما، لكن الأمن ظل يلاحقهما ويسجل أغانيهم حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.
قضى الشيخ إمام ونجم الفترة من هزيمة يوليو حتى نصر أكتوبر يتنقلوا من سجن إلى آخر ومن معتقل إلى آخر ومن قضية إلى أخرى، حتى أفرج عنهم بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
في منتصف الثمانينيات تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالاً جماهيرياً كبيراً،وبدأ في السفر في جولة بالدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت كلها نجاحات عظيمة، وللأسف بدأت الخلافات في هذه الفترة تدب بين ثلاثى الفرقة الشيخ إمام ونجم ومحمد على عازف الإيقاع لم تنته إلا قبل وفاة الشيخ إمام بفترة قصيرة
التحول النوعى في أعمال الشيخ إمام
كغيره من المصريين زلزلت هزيمة حرب يونيو 1967 إمام وسادت نغمة السخرية والانهزامية بعض أغانيها مثل: "الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا - يا محلى رجعة ظباطنا من خط النار"، و"يعيش أهل بلدى وبينهم مفيش - تعارف يخلى التحالف يعيش"، و"وقعت م الجوع ومن الراحة - البقرة السمرا النطاحة"، وسرعان ما اختفت هذه النغمة الساخرة الانهزامية وحلت مكانها نغمة أخرى مليئة بالصحوة والاعتزاز بمصر مثل "مصر يا امة يا بهية - يا ام طرحة وجلابية".
انتشرت قصائد نجم التي لحنها وغناها الشيخ إمام كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر، فكثر عليها الكلام واختلف حولها الناس بين مؤيدين ومعارضين، في البداية استوعبت الدولة الشيخ وفرقته وسمحت بتنظيم حفل في نقابة الصحفيين وفتحت لهم أبواب الإذاعة والتليفزيون.
لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الشيخ إمام في أغانيه على الأحكام التي برئت المسئولون عن هزيمة 1967، فتم القبض عليه هو ونجم ليحاكما بتهمة تعاطي الحشيش سنة 1969 ولكن القاضي أطلق سراحهما، لكن الأمن ظل يلاحقهما ويسجل أغانيهم حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.
قضى الشيخ إمام ونجم الفترة من هزيمة يوليو حتى نصر أكتوبر يتنقلوا من سجن إلى آخر ومن معتقل إلى آخر ومن قضية إلى أخرى، حتى أفرج عنهم بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
في منتصف الثمانينيات تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالاً جماهيرياً كبيراً،وبدأ في السفر في جولة بالدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت كلها نجاحات عظيمة، وللأسف بدأت الخلافات في هذه الفترة تدب بين ثلاثى الفرقة الشيخ إمام ونجم ومحمد على عازف الإيقاع لم تنته إلا قبل وفاة الشيخ إمام بفترة قصيرة
اغانى للشيخ امام
2- بقرة حاحا3- شرفت يا نيكسون بابا
4- يابلح ابريم
5 - احنا مين وهما مين
هما مين واحنا مين
هما الأمرا والسلاطين
هما المال والحكم معاهم
واحنا الفقرا المحكومين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيحكم مين
احنا مين وهما مين
احنا الفعلا البنايين
احنا السنة واحنا الفرض
احنا الناس
بالطول والعرض
من عافيتنا تقوم الارض
وعرقتنا يخضر بساتين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا
بيخدم مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما الفيلا والعربيه
والنساوين المتنقيه
حيوانات استهلاكيه
شغلتهم حشو المصارين
حزر فزر شغل مخك
شوف مينا فين بياكل مين
احنا مين وهما مين
احنا قرنفل على ياسمين
احنا الحرب حطبها ونارها
واحنا الجيش اللي يحررها
واحنا الشهدا ف كل مدراها
منتصرين او منكسرين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيقتل مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما مناظر بالمزيكه
والزفة وشغل البولوتيكا
ودماغهم طبعا استيكه
بس البركه في النياشين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا
بيخدع مين
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما بيلبسوا اخر موضه
واحنا بنسكن سبعة ف اوضه
هما بياكلوا حمام وفراخ
واحنا الفول
دوخنا وداخ
هما بيمشوا بطيارات
واحنا نموت
بالاوتوبيسات
هما حياتهم بمبي جميله
هما فصيله واحنا فصيله
حادي يا بادي يا عبد الهادي
ياللي عليك قصد الغنوا دي
لما الشعب يقوم وينادي
يا احنا ياهما في الدنيا دي
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا
حيغلب مين
فاليري جيسكار ديستان
والست بتاعه كمان
حيجيب الديب من ديله
ويشبع كل جعان
يا سلاملم يا جدعان
ع الناس الجنتلمان
داحنا حنتمنجه واصل
وحتبقى العيشه جنان
التليفزيون حيلون
والجمعيات تتكون
والعربيات حتمون
بدل البنزين
بارفان
وحتحصل نهضه عظيمه
وحتبقى علينا القيمه
في المرسح او في السينما
او ف جنينة الحيوان
وحتبقى الاشيا زلابيه
ولاحوجه لسوريا وليبيا
وحنعمل وحده أرابيا
مع لندن والفاتيكان
والفقرا حياكلوا بطاطا
وحيمشوا بكل ألاطه
وبدال مايسموا شلاطه
حيسموا عيالهم
جان
ودا بفضل صديكي
ديستان الرومانتيكي
ولا حدش فيكو شريكي
في المسكن
والسكان
جيفارا مات
جيفارا مات
جيفارا مات
آخر خبر ف الراديوهات
و ف الكنايس
والجوامع
و ف الحواري
و الشوارع
و ع القهاوي وع البارات
جيفارا مات
جيفارا مات
و اتمد حبل الدردشة و التعليقات
مات المناضل المثال
يا ميت خسارة ع الرجال
مات الجدع فوق مدفعه جوة الغابات
جسد نضاله بمصرعه
و من سكات
لا طبالين يفرقعوا
ولا اعلانات
ما رأيكم دام عزكم
يا انتيكات
يا غرقانين
ف الماكولات و الملبوسات
يا دفيانين
ومولعين الدفايات
يا محفلطين
يا ملمعين يا جميسنات
يا بتوع نضال آخر زمن
ف العوامات
ما رأيكم دام عزكم
جيفارا مات
لا طنطنة
و لا شنشنة
و لا اعلامات و استعلامات
عيني عليه ساعة القضا
من غير رفاقة تودعه
يطلع أنينه للفضا
يزعق و لا مين يسمعه
يمكن صرخ من الألم
من لسعة النا ف الحشا
يمكن ضحك
أو ابتسم
أو انتشى
يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع
لجل الجياع
يمكن وصية للي حاضنين القضية
بالصراع
صور كثير ملو الخيال
و ألف مليون احتمال
لكن أكيد و لا جدال
جيفارا مات موتة رجال
ياشغالين و محرومين
يا مسلسلين
رجلين و راس
خلاص خلاص
ما لكوش خلاص
غير بالبنادق و الرصاص
دا منطق العصر السعيد
عصرالزنوج و الأمريكان
الكلمة للنار و الحديد
و العدل اخرس أو جبان
صرخة جيفارا يا عبيد
في أي موطن أو مكان
ما فيش بديل
ما فيش مناص
يا تجهزو جيش الخلاص
يا تقولو ع العالم
خلاص
ظاهرة الشاعر و الشيخ
بجوار الأزهر الشريف , وعلى امتداد ساحته العريقة يقع حي > الغورية < . واحد من الأحياء القديمة في القاهرة ، حفظ لمصر الكثير من ملامحها الحضارية و الاجتماعية.البؤس الطويل القديم ، والاستمرار رغم كل شيء . و يقدم هذا الحي كل يوم طاقات عظيمة لا حدود لغناها.
>و جوش قدم< حارة ضيقة ، يصل المرء اليها مخترقا صفوف عربات اليد الصغيرة التي تحمل نمادج من انتاج >خان الخليلي< بينما تفوح من الحوانيت المصفوفة على الجانبين رائحة البخور و العطور الشرقية. و لان المكان يأبى الا أن يخاطب في زائريه كل الحواس معا ،فان نداءات الباعة و أصوات المؤذنين و تراتيل المقرئين و المصلين لا تتوقف ليللا أو نهارا حيث يصنع الايمان هنا حاجزا منيعا ضد اليأس المطلق .
في >جوش قدم< يعيش شاعر و مغن ، و رسام ، ونحات في بيت قديم متآكل ، و في الوقت الذي يبدو فيه هذا البيت القديم آيلا للسقوط يعد مخزنا حقيقيا للاسرار و يستعصي على القدم و التفسخ .. الشيخ امام عيسى ،و الشاعر أحمد فؤاد نجم و فريقهما الصغير الذين يقفون اليوم في مقدمة الظواهر الايجابية التي ولدتها هزيمة> حزيران < بكل اهوالها ، فمن حيث لا يدري أحد و لا يتوقع يقدم الشعب المصري مفاجآته في لحظات الظلام الكثيف.
غيفارا و أبو علي اياد
في غرفة صغيرة بالدور العلوي ، يسهر الشيخ >مولانا< كل ليلة و فوقه صورتان احداهما لغيفارا و الأخرى > لأبي علي اياد< رسمهما مرافقه و صديقه > محمد علي< . في هذه الغرفة يجتمع دائما عدد كبير من مثقفي مصر شبابا و شيوخا . و على اختلاف اهتماماتهم و أعمالهم يجمعهم شيء واحد هو حلم التغيير و التوق المضني إلى الخلاص . و قد صاغ كل من الشاعر و الشيخ الحلم و التوق معا . و أضافا إلى ذلك أنهما قدما بالفن البسيط حلولا. و كانت هذه الحلول حصيلة رحلة طويلة , قطعها كل على حدة في البدء ثم التقيا ليواصلا معا طريقا لا يحده الزمن و لا الموت. و من خلال الجوع و التشريد و السجون و المعتقلات خرجت الكلمات و الأنغام متكاملة تماما مع المواقف العملية لتجرف في طريقها ببطء و أناة الحواجز و المواقع .فوصلت رغم الحصار و المصادرة الى شباب العمال و الطلاب .
رجعوا التلامذه
رجعوا التلامذة
يا عم حمزة للجد تاني
يا مصر إنتي اللي باقية
و انتــــــــــي
قطف الأماني
لا كورة نفعت
و لا أونطة
و لا المناقشة و جدل بيزنطة
و لا الصحافة و الصحفجية
شاغلين شبابنا
عن القضيـــة
قيمولنا صهبة يا صهبجية
و دوقونا طعم الأغاني
رجعوا التلامذة
للجد تـــــــاني
طلعوا التلامذة ورد الجناين
اسمع يا ميلص و شوف و عاين
ملعون أبوك ابن كلب خاين
يا صوت أميركا
يا أمريكانـــــــي
رجعوا التلامذة يا عم حمزة
للجد تانــــــــــي
يا مصر إنتي اللي باقية و انتــــــــــي
قطف الأمانــــي
القاهرة 20 يناير 1972
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى