عندما يصدر قرار بتعيينات سيادية موقع من عصام شرف عليك أن تتحسس رأسك وتتوقع أن وراء الأكمة ما وراءها.
أقول قولى هذا بمناسبة صدور قرار رئيس الوزراء بتكليف السفير محمد العرابى بحقيبة الخارجية المصرية، التى لم تهنأ طويلا بالوزير نبيل العربى فجرى نفيه إلى أمانة الجامعة العربية.
قبل ذلك كان القرار الأزمة بتعيين عماد ميخائيل محافظا لقنا، فكانت أياما سوداء بدت فيها الدولة المصرية مهددة بشبح التقطيع والتشرذم، ولاحظ أن القرار الذى صدر بتعيينه حمل توقيع عصام شرف على الرغم من أن حركة المحافظين فى المعتاد تصدر من رئيس الدولة الذى هو الآن المجلس العسكرى.
هناك شىء ما مريب وضبابى فى تعيين محمد العرابى، فوفقا للمتعارف عليه أيضا والواقع الفعلى فإن تعيين وزراء الجهات السيادية ومنها وزارة الخارجية يصدر من رئيس الدولة، ولذا كان مثيرا للغاية أن يعين محمد العرابى أو يكلف بقرار من عصام شرف.
والعرابى لم يكن شيئا مذكورا على الإطلاق فى بورصة الترشيحات أو التوقعات أو التمنيات الخاصة باسم وزير الخارجية الذى سيخلف نبيل العربى، ومن هنا كانت المفاجأة أو الصدمة، فالرجل لم يكن معروفا إلا لمن تعاملوا مع جمعية مصر الجديدة لصاحبتها سوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع، حيث كان العرابى مقررا للجنة مكتبة مصر الجديدة.
وربما كان آخر ظهور إعلامى خجول للعرابى فى سبتمبر 2009 عندما أدلى بتصريح لموقع الجمعية تناول فيه خلفيات معرض للأعمال الفنية للأطفال رعته السيدة سوزان «حيث عرض الطالب كريم شلتوت 11 عاما ولمدة ثلاثة أيام مجموعة من أعماله، صرح بذلك السفير محمد العرابى مساعد وزير الخارجية ومقرر اللجنة الثقافية بالجمعية»
ويقول تاريخ خدمة العرابى إنه عمل سكرتيرا أول فى سفارة مصر بالكيان الصهيونى أيام السفير محمد بسيونى، ثم طار إلى برلين سفيرا لمصر فى ألمانيا محطما كل الأرقام القياسية والأعراف الدبلوماسية، كونه أمضى ثمانى سنوات سفيرا فى مكان واحد فى الفترة من 2001 إلى 2008، على الرغم من أن قواعد السلك الدبلوماسى تقضى بانتقال السفير من مكانه بعد أربع سنوات من البقاء فيه كحد أقصى، غير أنه ظل راسخا كالطود هناك فى ألمانيا، ولم يتزحزح منها إلا لكى يعين مساعدا لأحمد أبوالغيط للشئون الاقتصادية، جامعا بين منصبه الدبلوماسى وبين موقعه كمقرر للجنة مكتبة مصر الجديدة لصاحبتها سوزان مبارك.
وإذا وضعت قرار تعيين العرابى وزيرا لخارجية مصر، بجوار تعيين رئيس لقطاع الفنون التشكيلية ــ مثلا ــ ممن تثار حولهم الأقاويل بأنهم من رجال أمانة السياسات لصاحبها جمال مبارك فإنك ربما تشعر بالدوار من هذا الإصرار العجيب على اختيارات تصيب الناس بالإحباط واليأس وتضرب كل الأحلام التى فجرتها الثورة فى مقتل.
غير أن حالة وزير الخارجية الجديد أكثر مدعاة للدهشة، فالرجل لم يعرف عنه أنه من «أسطوات» الدبلوماسية المصرية الأكفاء أصحاب الأداء المدهش، فضلا عن مجيئه من مدرسة أو جمعية سوزان مبارك وأحمد أبوالغيط.. ما يجعلك تسأل: هل عدمت مصر البديل حتى يفرضوا عليها رجال الحد الأدنى أو ما دون ذلك؟
هل حقا تعتبرون أن مصر صنعت ثورة؟ أفيدونا أفادكم الله
21/06/2011
وزير للخارجية من مدرسة سوزان مبارك -وائل قنديل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
موضوعات عشوائية
-
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى