نادينا بالديمقراطية، ومن أجلها وقفنا أمام الرصاص بصدور عارية، وبفضل الله، ثم بفضل الشعب المصرى العظيم، خلع رئيس مستبد، واعترف العالم أجمع بشرعية الثورة، وبوطنيتها، وخرست جميع الألسنة التى تدعى أن الشعب المصرى شعب ذليل، أو شعب لا يمكن أن يحكم إلا بالكرباج.
مطالب الثورة وأهدافها واضحة وضوح الشمس، وقد تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتنفيذ هذه المطالب، بعد ذلك لاحظ المصريون شيئا من التباطؤ فى تنفيذ هذه المطالب.
ما زلت أرى أن المجلس العسكرى لا يريد أن يحكم، ولكن يبدو أنه يريد شيئا آخر، ما هو هذا الشىء؟
أعتقد أنه يريد وضعاً خاصاً فى الدولة المصرية الجديدة التى نحاول إقامتها.
هل يريد الجيش أن يكون فوق الجميع؟
فوق رئيس الجمهورية، وفوق المجالس المنتخبة، وفوق حرية الصحافة، وفوق رقابة الدولة على ميزانيات المؤسسات المختلفة؟
هل يريد الجيش وضعاً خاصاً فى الدستور يجعله فوق المساءلة؟ ويجعل قياداته فوق سلطة القضاء؟
هل يريد الجيش أن يكون له الحق فى إعلان الحرب، ولا يحق ذلك إلا له؟
لا أدرى، ويبدو أنه لا أحد يدرى!
أقترح أن يصارحنا المجلس العسكرى بكل ما يريده، فوالله الذى لا إله إلا هو لو صارحنا المجلس العسكرى بأى شىء سيناقشه المصريون فيه بمنتهى الهدوء، وستكون المصارحة هى أفضل الطرق لحل كل الخلافات، وللوصول إلى ما نريده جميعا وهو مصلحة بلدنا الحبيب.
إذا كان الجيش يريد أن يكون (على راسه ريشة) فليقل ذلك صراحة، وأنا على يقين بأن صراحة الطرح ستجب كثيراً من الغضب، وستمحو كثيراً من العتب.
أما أسلوب الإنهاك والإجهاد الذى يستخدمه معنا البعض الآن فهو أسلوب مرفوض، ولن يكون له من رد إلا مزيداً من الاعتصام والاحتقان والاحتجاج والتظاهر.
للمؤسسة العسكرية كل الاحترام والتقدير، ولكن نتمنى أن نفتح كل الملفات المتعلقة بالمستقبل، لأن الماضى قد انتهى، ولن يفتح ملفات الماضى إلا من يضمر الشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى