آخر المواضيع

آخر الأخبار

08‏/08‏/2011

طاهر أبو زيد : الجزاء من جنس العمل

320

الثواب والعقاب سنة أصيلة لدى البشر مع اختلاف عقائدهم ولولاها ما استقامت الحياة أبدا.. والإنسان بصفة عامة لا يحيا فى هذا الوجود دون قوانين تحميه وتنظم له حياته وعلاقاته بالآخرين.. وهو على الدوام عرضة للثواب والعقاب منذ الصغر سواء كان شابا أو شيخا.. حاكما أو محكوما.. فالقانون لا يفرق بين الناس بأعمارهم ولا بأوصافهم والجميع سواسية فى ميزان العدل.. وإذا كان الله قد فرض عدله من فوق سبع سماوات وتعامل مع البشر بمبدأ (الجزاء من جنس العمل) دون أن يفرق بينهم بلون أو لسان أو حتى بأعمارهم فلا جرم فى محاكمة الرئيس المخلوع وحاشيته على ما اقترفوه.. ولا عجب فى أن يقف هؤلاء جميعا خلف القضبان بمن فيهم كبيرهم ممددا على فراش المرض فقد تكون أحكام الدنيا أخف من حكم الآخرة عندما يحشرون هم وأزواجهم بين يدى ربهم (وهم مسئولون).


أقول هذا بعد أن كثر الكلام عن العطف والتعاطف مع الرئيس المخلوع وهو خلف القضبان بدعوى كبر سنه وظروف مرضه ومطالبة من يسمون أنفسهم أنصاره برحمة (عزيز قوم ذل).. وأتصور أن الكلام عن التعاطف والتراحم والعفو عند المقدرة كلها كلمات وعبارات لا قيمة لها ولن تقدم أو تؤخر فى سير المحاكمات فالقاضى لا يتعامل مع المذنبين بأحاسيسه ولا يتأثر بحجم التعاطف مع القتلة والمجرمين (قل أم أكثر) لكنه يأخذ دائما بالبراهين والأدلة ويبنى عقيدته فى حكمه على الحقائق المادية وليست العواطف ولا المشاعر فالقاضى هو ضمير الأمة وليس له رقيب إلا الله.


وعلى الذين يدعون ويزعمون التعاطف مع القتلة والفاسدين أن يتقوا الله فى أنفسهم أولا.. ويتذكروا المجنى عليهم قبل التعاطف مع الجناة فهناك (900 شهيد) و(6 آلاف جريح).. ومن قبل كل هؤلاء ملايين المصابين بالسرطان والفشل الكلوى والتهاب الكبد بجانب الفقر والبطالة. هذا بخلاف جرائم بيع الغاز لإسرائيل برخص التراب.. وعليهم أن يتذكروا أيضا أسر الضحايا ويتألمون لألمهم.. وعليهم أن يضعوا أنفسهم مكان الآباء والأمهات الذين ضحوا بفلذات أكبادهم.. وألا ينسوا الأرامل واليتامى.. ومن قبل كل ذلك عليهم أن يتذكروا قول الله تعالى: «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب».. نعم فى القصاص حياة.. لأنه يردع كل من تسول له نفسه الرغبة فى تكرار الجريمة.. ويحمى المجتمع من المجرمين.. وعندما يقتص القاضى من الجانى تهدأ النفوس ويدرك أولياء الدم أن حقهم لم يضع.


وإذا كان البعض يبرر تعاطفه مع الرئيس المخلوع بكبر سنه وظروف مرضه فلابد أن يعلم هؤلاء أن غالبية رجال النظام السابق من الشيوخ والعجائز الذين استباحوا قيادة البلاد وهم غير مؤهلين لها بحكم السن، الهرم، والصحة المتهالكة وما دام المولى عز وجل قد أمر بألا تأخذنا بالجناة رأفة فى دين الله فعلى الجميع أن يتفهم هذا القول ويدرك أن التعاطف مع الجانى هو ظلم بين للمجنى عليهم وإذا كان رجال النظام السابق قد رضوا بأن يحكموا البلاد وهم عجائز ومرضى ولم يرحموا أحدا من فسادهم وظلمهم فليس من الإنصاف أن نرأف بهم وهم خلف القضبان.. وكيف نتعاطف مع رجل ينفى قتله الثوار السلمين.. ومن أين نأتى بشفقة أو رحمة لرجال فتحوا النار على شعب أعزل بل منعوا إسعافهم وكانوا يخططون لقتل المزيد منهم.


إن الرئيس المخلوع يردد ما يمليه عليه محاميه ويظن أنه ناج من فعلته ونسى أنه مدان فى قضية سياسية من الدرجة الأولى.. فقتل الثوار لم يكن داخل مساكنهم ولا فى غرف مغلقة كى ينكرها أو حتى يحاول محاميه أن يطيل أمد التقاضى فيها بطلب مئات الشهود ومقارنة الأحراز.. فتهمة قتل الثوار جزء من القضية وليست كلها لأن الجريمة الأكبر من القتل هى عدم حمايته لأبناء شعبه وقد كان فى استطاعته أن يمنع عنهم القتل وهو رئيس للبلاد ورئيس للمجلس الأعلى للشرطة لكنه أغمض عينه وأذنه فاليوم لا يقبل منه عدل وليس له شفاعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

موضوعات عشوائية

-

 


ADDS'(9)

ADDS'(3)

-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى