اثنى المفكر السوري الدكتور برهان غليون على تحرك أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية باتجاه زيادة الضغط على النظام السوري، ومطالبة إمارات الخليج العربي بضرورة وقف العنف المسلط على جماهير الشعب السوري، وقال في اتصال هاتفي أجرته معه ''الخبر'' إن تحرك المجتمع الدولي بشكل عام باتجاه الإدانة الصريحة لحكام دمشق، ودفعهم دفعا لوقف العنف الوحشي الممارس ضد الشعب السوري المطالب بحقه في العيش بحرية، تحرك عادي وطبيعي حتى وإن جاء متأخرا، وهذا لأن كل المجتمع الدولي لم يعد يحتمل وحشية لا تختلف في شيء عن الوحشية التي كان تمارسها جيوش الغزاة في القرون الوسطى.
الدكتور غليون يقول بأنه أمام العقاب الجماعي الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه دون حياء، لم يعد بإمكان المجتمع الدولي الصبر أكثـر على هذه الممارسات التي تجاوزت حدود المعقول، والتي ستبقى وصمة عار في جبين مرتكبيها وفي جميع الساكتين عنها والعازفين لأي سبب كان عن إدانتها. ويضيف بأن النظام السوري حسم أمره وقرر الذهاب بعيدا في الدفاع عن بقائه حتى ولو تطلب ذلك إبادة الشعب السوري كله، وهذه الوحشية هي الكامنة وراء اليقظة الجديدة في المجتمع الدولي لإجبار حكام دمشق على وضع حد لهمجيتهم والإقرار بأن سياستهم ليست خاطئة فقط وإنما لن تؤدي إلى نتيجة.
وعما يجري في مدينة حماة قال الدكتور برهان الدين غليون بأن المدينة محاصرة بالدبابات والمدافع منذ أكثـر من أسبوع، ولم يكتف النظام بقطع الكهرباء وكل قنوات الاتصال عنها، وإنما لجأ إلى قطع الماء والخبز عن سكانها، وكأنه يريد أن يخير هؤلاء السكان بين الخضوع له أو الموت عطشا وجوعا، وعليه فالعالم كله مطالب بنجدة قاطني هذه المدينة الذين يطلبون النجدة من الجميع.
وحذر الدكتور غليون من أن كارثة القتل الجماعي هي في طريقها إلى مدينة دير الزور التي ينتظرها نفس المصير في حالة عدم ردع النظام السوري، وكشف أن نصف سكان دير الزور قد هربوا من مساكنهم خوفا من أن يعرفوا نفس المصير الذي عرفه سكان حماة.
وعن معنى إصابة بعض الجنود السوريين ورجال الأمن بالرصاص وموت بعضهم، وإن كان هذا التطور مؤشر على أن الثورة بدأت تتسلح، نفى محدثنا الأمر، وقال بأن لجوء بعض المواطنين إلى استخدام السلاح دفاعا عن أنفسهم ودفاعا عن شرفهم، بعد أصبح الجنود يقتحمون منازلهم ويغتصبون بناتهم، هو رد فعل طبيعي ضد عنف السلطة المفرط... ويؤكد الدكتور غليون بأن المعارضة تدين العنف وتطالب وتصر على سلمية الثورة، لكن إذا ما تصرف موطنا ما بعنف واضطر لاستخدام السلاح الذي بحوزته دفاعا عن شرفه، فإن هذا لا يعني أن الثورة قد بدأت تتسلح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى