لا أعرف ما هى المشاعر التى سيطرت على محمد البرادعى وعمرو موسى وحمدين صباحى وسليم العوا وعبدالمنعم أبو الفتوح، وأى مرشح خفى يفكر فى ترشيح نفسه للرئاسة، وهم يشاهدون حسنى مبارك داخل قفص الاتهام طريح الفراش بلا حول ولا قوة.
لا أعرف هل تراجعت رغبتهم قليلا فى الترشح للرئاسة أم لا؟!
لا أعرف أيضا ما هى المشاعر التى سيطرت على تفكير كل مسئول مصرى وهو يشاهد «الفرعون» الذى كان يملك كل شىء ويتحكم فى كل شىء، لا يملك من نفس أمره شيئا، لا يتحدث إلا بإذن ولم ينطق إلا بعبارة: «موجود يا فندم» عندما سمح له القاضى بالكلام.
خلال أسابيع أو شهور سيصير حسنى مبارك منتميا هو ونظامه إلى التاريخ.. لكن الذى ينبغى أن نقاتل من أجله فى المستقبل هو ألا نسمح بإعادة استنساخ ظاهرته مرة أخرى.
لمن يتذكر فإن مبارك عندما تولى الحكم فى أكتوبر 1981 لم يكن شخصا سيئا ويعتقد كثيرون أنه ظل مستقيما حتى بداية التسعينيات، صحيح أنه لم يكن زعيما «كاريزميا»، وأقرب إلى الرئيس الموظف.. لكنه لم يكن فاسدا وقتها.. فما الذى أفسده وحوله إلى طاغية؟!.
النظام و«السيستم» هو الذى يصنع كل شىء، لو أن شخصا ذا ميول استبدادية موجود فى نظام محترم فإنه سوف ينصاع للنظام ولن يجد فرصة ولو ضئيلة كى يتحول إلى مستبد، ولو أن هناك شخصا يتمتع بأخلاق الأنبياء فى ظل نظام ديكتاتورى فإنه سيتحول إلى ظالم إن آجلا أو عاجلا.
إذن هل يمكن أن نشهد نسخة جديدة من مبارك فى حياتنا السياسية المقبلة؟!.
الأمر يتوقف ببساطة على الدستور الذى سنصنعه.. ولذلك علينا أن نبذل كل جهد لوضع دستور محكم بلا ثقوب ينفذ منها أى حاكم ظالم.
أعرف المرشحين للرئاسة معرفة جيدة، معظمهم يؤمن بالديمقراطية ولديهم رسالة وبعضهم له تاريخ طويل من النضال من أجل الحريات والتقدم والعدالة الاجتماعية.
لكن التاريخ يقول لنا إن الفرعون لا يولد فرعونا بل تتم صناعته.
يولد الإنسان بريئا وقد يتولى شخص محترم منصب الرئيس ثم نفاجأ بأنه تحول إلى ديكتاتور.. وقتها لا ينبغى أن نلوم إلا أنفسنا..
لا ينبغى علينا أن نراهن على الأخلاق الشخصية للمرشحين ــ رغم الإقرار بأهمية الأخلاق ــ لكن أولا وقبل كل شىء علينا أن نضع من القوانين ما يمنع تحول أى شخص إلى طاغية.
لو كنت مكان أى مرشح للرئاسة لقاتلت من أجل أن تكون صلاحيات الرئيس مقيدة. وأن يتمكن البرلمان والقضاء والمجتمع من مراقبته بصورة تمنع إفساده. قد لا يكون النظام البرلمانى الكامل صالحا للتطبيق فى مصر الآن، لكن ترك صلاحيات الرئيس كما كانت موجودة أيام مبارك ستحول أى شخص ديمقراطى ونزيه وعادل إلى طاغية.
الجميع اتعظ صباح الخميس، وأظن أن بشار الأسد ومعمر القذافى وعلى عبدالله صالح وكل طاغية عربى أو إفريقى أو حتى عالمى لم ينم جيدا ليلة الجمعة، وأعتقد أن كوابيس كثيرة وليست أحلاما ــ قد هاجمتهم بعد بث المحاكمة على كل الفضائيات.
نريد أن يكون الرئيس القادم رجلا عاديا كى نستطيع أن نحاسبه، لا نريد زعيما ولا نريد نصف آلة، الزعماء أوردونا مورد التهلكة. نريد البطولة للشعب ونريد البطولة للمؤسسات والهيئات وليس للأفراد.
شكرا لله، وشكرا للشهداء الذين لولاهم ماكنا قد وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
05/08/2011
عماد الدين حسين:كابوس مبارك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى