قال الكاتب الصحفي بصحيفة الجارديان ثاناسيس كامبانيس أن مصر ''أصبحت لعبة الجميع فكل الفصائل والتيارات والاحزاب والائتلافات يدعون قيادة الثورة مهما كانت أجنداتهم ووسط كل هذه الفوضى لا يوجد شيء واضح سوى أن الجيش هو من يملك مقاليد الأمور''.
ولخص ثاناسيس في مقاله الأربعاء الوضع في مصر بعد ستة أشهر من قيام الثورة بأن" نفس الجنرالات لا يزالون يحكمون والقبض العشوائي على الناس وادعائهم بأنهم يتعرضون للتعذيب لا تزال أشياء عادية ولا يزال تليفزيون الدولة يشيطن ويهاجم كل من ينتقد المجلس العسكري وفوق كل ذلك فان المجلس العسكري يتخذ القرارات في هذه المرحلة دون استشارة أحد."
وذهب ثاناسيس الى "أن الانقسام الأخذ في الازدياد بين قوى المعارضة العلمانية من جهة وقوى الاسلام السياسي في المقابل هي شيء يسعد المجلس العسكري لأن هذا الانقسام كلما تزايد يزيد من قبضته على مقاليد الأمور".
وأشار الى ان المجلس العسكري بتبنيه لنمط التراخي وعدم اتخاذ اجراءات لتحقيق مطالب الثورة الا تحت ضغط من جمعات مليونية
تسبب في "اجهاد الثورة والقضاء على اللحمة التي كانت تسود مختلف الفصائل والتيارات التي كان لها دور فيها " كما تسبب في فقدان حماس الشارع للتيار الذي يدعو للضغط حتى استكمال تحقيق مطالب الثورة.
وقال أن ما يحدث الأن في مصر قد يقوض الأمل في أي اصلاح مؤكدا أن الجيش يحاول حماية امبراطورية المصالح الاقتصادية الخاصة به والتي لا علاقة لها بوظيفته الأساسية وهي الأمن القومي للبلاد وأنه يؤمن ويتصرف بقناعة تامة بأنه " له الحق في كتابة سيناريو المرحلة الانتقالية بمفرده وأنه في هذا يملك صلاحيات مطلقة وغير محدودة".
وقارن الكاتب بين مؤتمر للاخوان المسلمين في مدينة شبين الكوم وبين فعالية أقامها أحد الاحزاب الليبرالية - الحزب الديمقراطي الاجتماعي- في مدينة شبيهة لشبين الكوم وهي مدينة كفر الشيخ، مشيرا الى أن الألاف كانوا متواجدين في مؤتمر الاخوان بينما مؤتمر الحزب اليبرالي لم يحضره سوى 150 فرد وذهب الى أن الليبراليين لم يستطيعوا الاقتراب من الفلاحين، بينما الاخوان يستطيعون أن يتعاملوا بشكل جيد وحميم مع هذه الفئة التي تمثل قطاعا عريضا من الشعب المصري.
ولخص ثاناسيس الفارق بين الاخوان المسلمين والليبراليين في أن الاخوان "يطورون من أنفسهم باستمرار منذ لحظة انشاء الجماعة عام 1982 حتى الأن أما الليبراليين فبالرغم من أنهم ربما يمتلكون أفضل النوايا الا أنهم لا يزالون يتحدثون عن أمنيات بتحقيق ما هو مثالي."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى