آخر المواضيع

آخر الأخبار

13‏/08‏/2011

بلال فضل : لليائسين فقط

137
كتب الروائى الصديق إيهاب عبد الحميد تدوينة فاتنة وشديدة الأهمية عن واقع ومستقبل الثورة المصرية للأسف لم أجدها منشورة فى أى مطبوعة، ربما لأنها طويلة، وربما لأنها ليست زاعقة ولا منبطحة بل تدعو إلى التفكير والتأمل، يمكن أن تقرأها كاملة على الفيس بوك إذا أردت، لكننى سأقتطف منها بعض الفقرات مركزا على الجزء الذى يحاول فيه إيهاب تأمل مستقبل الثورة المصرية فى هذه الفترة العصيبة التى تكسرت فيها النصال على النصال، وبدا أن كثيرا من المتفرجين وبعضا من الثوار يعودون لممارسة رياضتهم المفضلة: اليأس. واليأس للأسف رياضة جماعية لا يلذ لعبها إلا إذا قام اليائس ببخ يأسه على أكبر عدد ممكن ممن حوله قدر ما استطاع بل وبأكثر مما يستطيع، لذلك أنشر هذا المقتطف الذى تسمح به المساحة من تدوينة إيهاب عبد الحميد على أمل أن يشجعك ذلك على قراءتها والبحث عنها، فتنفق وقتا لا بأس به فى ممارسة شيئ آخر غير اليأس وتيئيس الآخرين أو إتهام من لا يشعرون باليأس بأنهم سذج، على أن تعود بعدها لليأس إذا أردت، والله من وراء القصد.

يقول إيهاب عبد الحميد من المهم أن نسأل أنفسنا ماذا حققت الثورة؟. تعالوا معا نقسم «منجزات الثورة» إلى ثلاثة أقسام: ما تحقق، ما هو قيد التحقق (وفقا للخطوات أو الوعود)، وما لم يتحقق، مع العلم أن أهمية الإنجازات شديدة الاختلاف والتباين.
أولا: ما تحقق: الإطاحة بالدكتاتور حسنى مبارك، الذى حكم البلاد 30 عاما- -الإطاحة بمشروع التوريث، الذى كان جمال مبارك بمقتضاه سيحكم البلاد لعقود أخرى-حل الحزب الوطنى الذى أفسد الحياة السياسية المصرية على مدار الأعوام السابقة- إحالة عدد كبير من كبار المفسدين (يمثلون زبدة الطبقة السياسية الحاكمة) إلى القضاء فى اتهامات مختلفة. (من بينهم عدد كبير من الوزراء السابقين والأسبقين، وأمين عام الحزب الوطنى، ورئيسا مجلسى الشعب والشورى… إلخ)-بث روح الأمل فى الشعب المصرى من جديد- استعادة كرامة المصريين بعد اتهامات بالذل والخنوع-إثارة حراك سياسى سوف يدفعنا إلى الديمقراطية التى نستحقها، وبالسرعة التى نستحقها-الإطاحة بجزء كبير من الطبقة السياسية الفاسدة (من المجالس النيابية والمحلية)-تمهيد التربة لديمقراطية مرتقبة (انتخابات رئاسية وبرلمانية).
ثانيا: ما هو قيد التحقق (بدرجات متفاوتة): -تطهير المؤسسات (الحكومية والجامعية…إلخ) -تطهير الداخلية -تطهير المحافظين-انتخابات برلمانية نزيهة-انتخابات رئاسية نزيهة–دستور جديد-إرساء مبدأ الشفافية (بعلانية المحاكمات)-الإسراع فى تطبيق العدالة (من خلال تخصيص دوائر وإلغاء الأجازة القضائية).
ثالثا: ما لم يتحقق:وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين-محاسبة قتلة الشهداء من الضباط، بالإيقاف عن العمل أو الحبس لحين الفصل فى قضاياهم المنظورة.-المحاسبة على الإفساد السياسى- وضع حد أدنى وأقصى للأجور-إلغاء قانون الاضرابات-نقل مبارك إلى سجن طرة.
وبإمكانك شخصيا: الإضافة والحذف من التصنيف السابق. بحسب رغبتك. لكن مع الوضع فى الحسبان أن تحقيق منجزات الثورة بالكامل سوف تكون مهمة البرلمان والرئيس المنتخبين، وأن إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وانتصار القوى الثورية فى تلك الانتخابات، هو الوحيد الذى سوف يضمن تحقيق كافة الانجازات.
المستقبل: كيف ندير نقاشا؟
إن انفتاحنا المفاجئ على السياسة، بعد عقود كاملة من القمع والصمت، جعلنا فى حالة من الفوضى أرجو ألا تستمر كثيرا. وكانت من نتيجة تلك الفوضي: أن فضل البعض الصمت حتى لا يُتهم بالتواطؤ (مع المجلس أو مع الثوار) أن علت الأصوات الأقل عقلانية (بدعوى أننا مش عايزين كلام كبير لأننا فى وقت ثورة)- أن ازدادت المزايدات (من يدعو للتهدئة هو خائن للثورة)- أن تزايد ازدياد المزايدات… يجب أن تتراجع تلك الحالة سريعا: لأننا لن نمضى إلى الأمام إلا مع تفاعل كل الأفكار (بما فيها أكثرها رزانة وأكثرها شططا) دون تخوين. وأن هذا التفاعل سوف يؤدى إلى الإسراع من الثورة الحقيقة: وهى الثورة المجتمعية.
فالثورة المجتمعية هى إحدى مشكلاتنا الحقيقية، وتأخر تحقيق أهداف الثورة نابع، ليس فقط من المجلس العسكرى، ولكن من غياب القدرة على اجتذاب المزيد من أفراد الشعب إلى صف تلك الثورة، وتوحيد قيادتها. فهناك حقيقة واضحة: إذا زاد اقتناع الشعب بالمطالب (عبر نقاش هادئ ومنطقي) وبطرق الضغط المقبولة (لدى الشارع)، وتحت قيادة موحدة (أو ائتلافية) سوف يتم الإسراع (بصورة منطقية وبالضرورة) فى تنفيذ هذه المطالب (سواء كان ذلك فى عهد مبارك أو فى عهد المجلس العسكرى، أو فى عهد الرئيس القادم المنتخب، أيا كان اتجاهه السياسى).
…. إن المجلس العسكرى اعتاد فى الفترة السابقة على ألا «يضرب» الثوار حتى لا يلقى غضبا من الشعب. والخطر أن يعتاد المجلس فى الفترة القادمة على أن «يضرب» الثوار، بتأييد من الشعب…. هناك عدد لا بأس به من الثوريين الراديكاليين الذين كانت الثورة تدشينا لاهتمامهم بالسياسة، إنهم أناس لم يعرفوا السياسة من قبل، لم يشاركوا فى أحزاب أو حركات سياسية معارضة، ولا فى منظمات المجتمع المدنى، ولم يشاركوا فى مظاهرات (2004-2011)، ولا فى الإضرابات العمالية، ولم تكن السياسة تمثل لهم أدنى اهتمام، ولم يجربوا منها سوى «الاعتصام»، وقد أتى الاعتصام بنتيجة هى سقوط مبارك، ومن ثم، فإن أى شيء غير الاعتصام (أو الإضراب عن الطعام عندما نشده إلى أقصاه) فهو عبث ولن يأتى بأى نتيجة. هؤلاء الناس هم أنقياء، ربنا أكثرنا نقاء. لكن نقاءهم ذلك لن يدفع البلاد بالضرورة إلى الأمام.
وأخيرا: لقد قمنا بالثورة كى نفرح (هل تتذكر صورة الشهيد المبتسم؟)، وسوف تنهزم الثورة إن اكتأبنا. حافظوا على الفرح. لا يعنى ذلك ألا ننظر إلى الصعوبات، وألا نستعد لتقديم المزيد من التضحيات، لكنه يعنى أن نفعل ذلك بطاقة من الفرح والتفاؤل. إن الثورة تحتاج للجميع.. تحتاج رأيى ورأى من يخالفنى. تحتاج من يدعون إلى الهدنة، ومن يدعون إلى التصعيد. لكنها تحتاجنا جميعا «إيد واحدة»، دون مزايدات أو تخوين. قد تختلف معى فى ألف موضع: لكن يكفينى فضل «إثارة النقاش». وكل نقاش سوف أقيمه فيما بعد، سوف يقوم على قناعاتى التى ذكرتها هنا بالتفصيل، ما لم تتغير تلك القناعات، أو يثبت لى خطؤها.
الله ينور ياعم إيهاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى