تاريخ الحلقة: 28/8/2011
- أسلحة ليزر وبلطجة ورشى
- أصحاب الياقات البيض
- ثلاثة أهداف لنجاح الثورة
- معركة السيطرة على الميدان بين الثوار والبلطجية
- أم مكلومة في ميدان التحرير
أحمد منصور
صفوت حجازي
أسلحة ليزر وبلطجة ورشى
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على الثورة حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الدكتور صفوت حجازي أحد قيادات ورموز الثورة المصرية، دكتور مرحبا بك..
صفوت حجازي: مرحبا أستاذ أحمد.
أحمد منصور: إحنا في الحلقة الماضية توقفنا عند الجزء الثالث من معركة أو موقعة الجمل اللي وقعت يوم 2 و3 فبراير 2011 وكنا حكيت لنا قصة عبد الكريم الذي تمنى الشهادة فجاءته حينما وقف، يعني بين أمنيته واستشهاده لحظات.
صفوت حجازي: نعم.
أحمد منصور: أنت قلت ده بعد صلاة الفجر لكن المعركة أو القسم الثالث من المعركة اللي كان هو الأخطر اللي استخدم فيه الذخيرة الحية والقناصة بدأ الساعة 2 بالليل تقريبا..
صفوت حجازي: بدأ من وحدة ونص اثنين بالليل لغاية قبل الشروق شوية صغيرين..
أحمد منصور: في اللحظة دي كتير من الشهود في الميدان قالوا لي أنه كان الليزر بتاع الأسلحة كان بيبان على المباني وعلى الناس وكده.
صفوت حجازي: نعم، كنا شايفينه..
أحمد منصور: كان منين.
صفوت حجازي: أنا شفته، كان في مكانين فندق هيلتون رمسيس والجزء القريب من شارع الجلاء من عمارة برج الدوحة.
أحمد منصور: دوحة ماسبيرو.
صفوت حجازي: دوحة ماسبيرو.
أحمد منصور: يعني القناصة طلعوا على المبنيين دول.
صفوت حجازي: أه، نعم.. دول الأشعة اللي شفناهم اللي أنا شفتهم.
أحمد منصور: في المكانين دول، أنت قدمت شاهدتك قدام أي لجنة بشكل رسمي.
صفوت حجازي: بشكل رسمي.
أحمد منصور: عن القصة دي موقعة الجمل.
صفوت حجازي: لأ، لأ.
أحمد منصور: مع أن تقرير لجنة تقصي الحقائق طلع، لكني أعتقد أن الموضوع بحاجة إلى مزيد من التحقيق.
صفوت حجازي: زي ما قلت لحضرتك هي الإشكالية في الشهادات أو خاصة في الأسماء، إحنا عشان نتكلم في شهادات عاوزين أسماء، عاوزين أشخاص.
أحمد منصور: لأ ما هو هنا هيلتون رمسيس في اليوم ده معروف مين الناس المناوبين فيه ومعروف مين اللي استأذنوا منهم أو طلبوا منهم أو أجبروهم إنهم يطلعوا.
صفوت حجازي: الشباب راحوا أدلوا بالكلام ده، وكثير من الشباب اللي كانوا موجودين شافوا نفس الموقف في نفس المواقع ونفس الأماكن.
أحمد منصور: وأسلحة بالليزر أسلحة يعني في جهات معينة اللي بتملكها.
صفوت حجازي: بقول لحضرتك، هو تقرير لجنة تقصي الحقائق بتقول إن هي إدارة مكافحة الإرهاب.
أحمد منصور: أمن الدولة.
صفوت حجازي: أمن الدولة.
أحمد منصور: وإدارة مكافحة الإرهاب كانت علاقتها مباشرة بالولايات المتحدة والسي أي إيه، والأجهزة اللي كانت بتدربها وبتدفع لها.
صفوت حجازي: أنا متأكد.
أحمد منصور: من خلال المعلومات والمصادر اللي نشرت في الموضوع.
صفوت حجازي: حتظهر حقائق كثيرة أوي في الأيام القادمة يعني أنا عندي إحساس أن الأيام والليالي حُبلى بالأحداث.. والأحداث حُبلى بالمكاشفات أكثر من الأحداث، إحنا كل يوم بيتكشف.
أحمد منصور: بس في ظل ما تتعرض له الثورة من مؤامرات هل تعتقد أن الحاجات دي ممكن تتكشف.
صفوت حجازي: إن شاء الله حتتكشف، إن شاء الله.
أحمد منصور: يعني الآن الحيلولة دون إتمام الثورة اللي أهم هدف من أهدافها وهو أن الشعب يصبح صاحب السيادة والقرار والعراقيل اللي بتتم الآن أليس جزء منها طمس الحقائق حول هذه الجرائم.
صفوت حجازي: هو جزء من اللي بيدير الثورة المضادة الآن هم اللي كانوا بيديروا وينفذوا هذه المعارك.
أحمد منصور: يعني دول لا زالوا في موقع السلطة.
صفوت حجازي: لا زالوا في موقع المقدرة على اتخاذ، المقدرة على التدبير والتخطيط والتنفيذ، ما زالوا موجودين، لما تنتهي هذه الثورة المضادة ستظهر هذه الحقائق جليّة، من الحقائق أو من الأشياء اللي فوجئنا بها شاب اسمه خالد على ما أذكر، بعد أظن كان يوم 15 أبريل.
أحمد منصور: أبريل.
صفوت حجازي: أه.
أحمد منصور: إحنا هنا كان في مليونية 8 أبريل.
صفوت حجازي: أه، 15 أبريل.
أحمد منصور: يعني الخميس.
صفوت حجازي: أه، لقيته بعد ما تفض الاعتصام..
أحمد منصور: الجمعة.
صفوت حجازي: بعد ما تفض الاعتصام.
أحمد منصور: الاعتصام تفض يوم الثلاثاء، 10، 11، 12..
صفوت حجازي: يوم الخميس.
أحمد منصور: 14 أبريل.
صفوت حجازي: أه، يوم الخميس 14 أبريل، اتصل بحد اسمه الدكتور حسين في الميدان، الدكتور حسين اتصل بيه وقابلت هذا الولد، الولد قصته أنه خرج يوم 29 أبريل.
أحمد منصور: أبريل.
صفوت حجازي: 29 يناير، وتحت كوبري 6 أكتوبر قبل ما يدخل الميدان لقى شب وقفه هو الولد بيشتغل حداد، شاب وقفه أنت رايح فين، أنا رايح الميدان، ليه ومش ليه والريس ومش الريس وأنت تبقى خاين ومش خاين تعال معنا، وجاه مديله خمسين جنيه، الولد بيقول لي هو اللي بيحكي أنا رحت، خمسين جنيه، واقتنعت أنه الريس برئ وأنا مش رايح لحاجة أنا رايح أتفرج أصلا، وبدأت أشتغل مع البلطجية اللي بيحدفوا الطوب، ووصلني براجل لقيت راجل قاعد في عربية مرسيدس ناحية ماسبيرو، الرجل ده أنا بقول له شكله إيه، قال لي أنا متأكد أنه لابس ماسك.
أحمد منصور: على وجهه.
صفوت حجازي: بقول له ليه، قال لي وشه شباب لكن رقبته مليانة تجاعيد، راكب عربية مرسيدس سودا، ولازق على النمر بتاعتها ورقة، والولد وصف العربية بإن هي مخبوطة في الرفرف القداماني يمين لقيت الراجل قاعد في العربية وفاتح الباب وفي حوالي 10، 12 واحد قاعدين وبيكلمنا على الريس وإن إحنا لازم نحمي مصر والريس ومش الريس وبدأت اشتغل معاهم، وكان كل يوم بيديني 50 جنيه.
أحمد منصور: نفس الراجل ده بيروح يوزع عليهم.
صفوت حجازي: الشباب اللي معاه، 50 جنيه، بقولوا كان يوصلكم إزاي، قال لي في تيلفون بيتصل بي، يا خالد نتقابل في المكان الفلاني وغالباً كان بيكون تحت كوبري 6 أكتوبر، بقولوا إيه اللي خلاك جاي تقول الكلام ده دي الوقت، قال لي اتصل بينا امبارح وقال لي إن إحنا يوم قبل يوم شم النسيم حنروح إسكندرية علشان نفجر كنايس هناك.
أحمد منصور: يعني في أبريل ده
صفوت حجازي: الراجل ده قابلني يوم 14 إبريل، شم النسيم 21 مش عارف 22 أبريل، قلت له بعدين، قاللي أنا أول مرة أحس بالخوف وأحس إن أنا بعمل حاجة غلط.
أحمد منصور: قال له ده في التليفون؟
صفوت حجازي: في التليفون.
أحمد منصور: يعني مش همه.
صفوت حجازي: ما فيش..إحنا دلوقتي ما فيش عندنا لا أمن دولة ولا عندنا حاجة.
أحمد منصور: لأ هو ما فيش أمن دولة بس في جهات ثانية..
صفوت حجازي: قال الكلام ده بالنص في التليفون، الولد بيقول لي أنا جيت متصل بيه، فأول مرة أتصل بالرقم اللي بطلبني ، وكانت كلمة السر أنا معاكم، بيقوله مين قاله أنا خالد، خالد مين قاله أنا معاكم، فشتمه وهزأه، فرحت اتصلت بيه من تليفون تاني.
أحمد منصور: إنت حضرتك اللي اتصلت؟
صفوت حجازي: هو لأ هوالولد اللي بيقول، اتصلت بيه من تيلفون تاني، فأنا معاكم فهزأني برضه وشتمني، الكلام ده الولد كان معاي يوم الخميس، الكلام ده حصل يوم الثلاثاء، اللي هو قبل الخميس.
أحمد منصور: الثلاثاء ده اللي اتفض فيه ميدان التحرير، اللي هو حنقدر نقول يوم 12 إبريل لأنهم قفلوا الميدان بعد يوم 8 ليوم 12.
صفوت حجازي: بالضبط، الولد قلت له إنت جاي تقول لي ليه، قاللي أنا حاسس إني بعمل حاجة غلط وأنا خايف، قلت له عندك استعداد تقول الكلام ده قدام أي جهة، قال لي أه، قلت له فين رقم التليفون اللي بتصل فيك قال لي أهو، اتصل بيه قدامي قعد يشتمه.
أحمد منصور: وأنت سامع.
صفوت حجازي: أه، لو اتصلت بي تاني أنا حقتلك.
أحمد منصور: وأنت سمعت التهديد.
صفوت حجازي: وأنا سمعت الكلام ده، أنا اتصلت بالقوات المسلحة ووصلوني بحد مسؤول وإديته كل البيانات.
أحمد منصور: بما فيها رقم تليفون الشخص ده.
صفوت حجازي: بما فيها رقم تليفون الشخص ده، ورقم تليفون الولد نفسه، فقالوا لي خلي الولد، الكلام ده كان يوم الخميس الظهر.
أحمد منصور: 14 أبريل.
صفوت حجازي: أه الظهر بعد صلاة الظهر.
أحمد منصور: طب جزء من الثورة المضادة شغالة لأن يوم الثلاثاء 12 أبريل ده، يوم الثلاثاء 12 أبريل أنا كنت موجود في ميدان التحرير وقت ما فضوه واسمعنا شفنا البلطجية بيهتفوا لحسني مبارك وصورناهم وطلعنا الصورة على الجزيرة .
صفوت حجازي: نعم، الكلام ده كان بعد صلاة الظهر في فندق سميراميس، وأنا اتعمدت أقابله هناك على أساس إن الدنيا تبقى آمنة، لأن أنا كان جال لي تهديدات كثيرة بالقتل، المسؤول في القوات المسلحة قال لي خليه معاك، فعلى الساعة 4:30 تقريباً اتصلت بالمسؤول تاني قال لي لو عايز يمشي مشيه، قلت له إيه اللي حصل قال لي ما فيش حاجة، عاوز يمشي مشيه.
أحمد منصور: يعني اتقبض على الراجل ده؟
صفوت حجازي: ما عرفش، والولد مشي وإلى الآن ما شفتوش ولا..
أحمد منصور: ولا اتصل عليك.
صفوت حجازي: ولا اتصل علي أنا ما إديتوش تليفوني أصلاً، لكن اتصلت على الدكتور حسين اللي هو جابه، قال لي لأ ما اتصلش بي تاني خالص.
أحمد منصور: إيه معناه..
صفوت حجازي: هل ممكن يكون اتقبض عليه، ممكن الواد يكون اللي كان بيشغله هو اللي اتقبض عليه يعني حاجة من الاثنين يا الولد في أمان، يا الولد في السجن.
أحمد منصور: لكن دلوقتي في.. ده بيدل على إن الثورة المضادة ديت وراها ناس معاها فلوس ومعاها سلطة ومعاها نفوذ ومش حتتوقف.
صفوت حجازي: لأ الثورة المضادة دي يا أستاذ أحمد أنا على يقين كامل أن هناك لوبي من رجال الحزب ورجال أعمال من الحزب عندهم جيش من البلطجية، وكل عضو مجلس شعب، مش كل عضو عشان.. معظم أعضاء مجلس الشعب في دواير كثيرة كان عندهم جيوش من البلطجية هم اللي بينجحوهم في الانتخابات.
أحمد منصور: دول بتوع الحزب الوطني.
صفوت حجازي: بتوع الحزب الوطني، والبلطجية دول فين هم دلوقتي، دول بيكلوا ويشربوا ليهم مرتبات شهرية من الأعضاء اللي كانوا بينجحوهم، وأنا متأكد أن هناك تكوين وتنظيم من هؤلاء الأعضاء بيديروا هذا الجيش من البلطجية.
أحمد منصور: وأكيد بيتواصلوا مع ناس ليها نفوذ جوا الدولة.
صفوت حجازي: أنا متأكد إن هم بيتواصلوا مع ناس موجودين، ومع ناس خارج مصر، ولا أستبعد إطلاقاً علاقة بينهم وبين إسرائيل وأميركا.
أحمد منصور: يعني سادتهم كان ليهم العلاقة.
صفوت حجازي: أه طبعاً.
أحمد منصور: طب خلينا نرجع ليوم فجر 3 فبراير من الساعة 2 لما بدأ إطلاق الرصاص، إزاي التحول بدأ الآن بعد الطوب إلى إطلاق رصاص حي وزيادة في عدد الشهداء.
صفوت حجازي: إحنا فوجئنا الشباب بتوعنا بدؤوا مجموعة منهم لما حسوا بأن عددنا بيزيد أو لما عملنا الخدعة بتاعت الزيادة الشباب تحمسوا
فبدؤوا مجموعة منهم طلعت في شارع رمسيس من الجنب وطلعوا على كوبري 6 أكتوبر، كوبري 6 أكتوبر في منزل على
أحمد منصور: على شارع رمسيس نعم..
صفوت حجازي: على شارع رمسيس هم طلعوا الشباب بتوعنا طلعوا من على المطلع ده على أساس على الكوبري على أساس أنه هم يهاجموا..
أحمد منصور:البلطجية اللي كانوا فوق الكوبري.
صفوت حجازي: البلطجية اللي كانوا فوق الكوبري، وفي مطلع لكوبري 6 أكتوبر من على الكورنيش من عند المتحف أو من عند الحزب الوطني..
أحمد منصور: صح.
صفوت حجازي: بيطلع بينزل في شارع رمسيس.
أحمد منصور: مزبوط.
صفوت حجازي: مجموعة تانية من الشباب طلعوا على من المنطقة ديت.
أحمد منصور:لأ بس ده مش مطلع ده منزل، في منزل بنزل عند الهلتون من فوق 6 أكتوبر، وبنزل على ميدان التحرير عند المجمع لو أنت جاي من ورا.
صفوت حجازي: لأ مش ده آه في لو أنت جاي من على الكورنيش..
أحمد منصور: وفي مطلع كمان.
صفوت حجازي: أيوه المطلع ده.
أحمد منصور: من تحت.
صفوت حجازي: آه لو أنت جاي من عند مسبيرو ودخلت تحت كوبري 6 أكتوبر.
أحمد منصور: صح في مطلع كمان.
صفوت حجازي: وعايز تدخل شارع رمسيس ممكن تطلع منه.
أحمد منصور: في مطلع ده.
صفوت حجازي: الشباب اللي طلعوا من شارع رمسيس بدأوا يطاردوا..
أحمد منصور: البلطجية اللي فوق كوبري 6 أكتوبر.
صفوت حجازي: البلطجية اللي فوق6 أكتوبر.
أحمد منصور: اللي هم كانوا متحكمين فينا من فوق.
صفوت حجازي: اللي هم كانوا متحكمين علينا من فوق، بدأو يجروا ناحية المطلع التاني بتاع شارع بتاع كوبري 6 أكتوبر، شباب بتوعنا طالعين، بس الشباب اللي كانوا طالعين دول كان عددهم قليل خمسة أو ستة، عدد البلطجية اللي فوق كان عدد كبير فمسكوا الشباب الخمسة.
أحمد منصور:أعتقد أن الجزيرة صورت الصور..
صفوت حجازي: صورت الكلام ده ومصورة واحد من الشباب بتوعنا وهو بينجر بيجروه ولقينا راس من شبابنا إترمى علينا من فوق الكوبري..
أحمد منصور: راس يعني ادبح..
صفوت حجازي: ادبح، لما خدوا الشباب بتوعنا وبيجرجروهم وماسكين، الشباب التانيين اللي طالعين بدأوا يتقهقروا ورجعوا تاني بعد اللحظة ديه..
أحمد منصور: دول كانوا راكبين عربية نص نقل على ما أعتقد اللي هم البلطجية، وكان معاهم عربية نص نقل..
صفوت حجازي: كان في عربيات نص نقل بتتحرك، بتجيب ناس وبتنزل ناس وبتشيل، الشباب بتوعنا انسحبوا من اللحظة دي بدأ ضرب الرصاص، كان تقريباً الساعة اتنين ونص أو اتنين بالليل، الرصاص يعني إحنا اللي كان معظم إللي بيتصاب من الرصاص في المتراس التاني..
أحمد منصور: مش الأولاني..
صفوت حجازي: مش الأولاني..
أحمد منصور: لأن كان دول فوق فالكوبري حاجز.
صفوت حجازي: بالضبط، بالضبط.
أحمد منصور: يعني المسافة من المتراس الأولاني اللي كانت عند التمثال تقريباً
صفوت حجازي: آه عند التمثال ما كانش الرصاصة بتنزل عليهم..
أحمد منصور: لحد المتراس التاني اللي هو كان عند العمارة الأولانية وجزء من المتحف..
صفوت حجازي: بالضبط المتراس التاني كان..
أحمد منصور : دول كانوا محميين القناصة مش قادرين يجيبوهم.
صفوت حجازي: آه فكان ييجوا كله في المتراس التاني وبعد المتراس التاني، إحنا الشباب بدأوا يتحصنوا بالدبابات لما بدأ ضرب النار..
أحمد منصور : هنا القوات المسلحة كانت برده ماخده موقف..
صفوت حجازي: القوات المسلحة على الحياد تماماً، بس الدبابات كانت واقفة بالعرض فالشباب سابوا المتراس التاني لما لقينا ضرب النار بيصيب المتراس التاني فبدأ الشباب يسيبوا..
أحمد منصور : شفت الشهداء سقطوا قبل عبد الكريم؟
صفوت حجازي: لأ عبد الكريم، آه عبد الكريم عبد الكريم كان آخر حد أنا شفته قبليه شفت اتنين..
أحمد منصور :شهداء.
صفوت حجازي: لأني أنا كنت بتحرك عند نقطة المستشفى الميداني اللي كانت في قلب..
أحمد منصور : دي تسموها مستشفى الجبهة.
صفوت حجازي: كنا مسمينها مستشفى الجبهة.
أحمد منصور :لأن المستشفى الرئيسية كانت في المسجد الصغير اللي ورا..
صفوت حجازي: دي كانت نقطة من النقاط اللي كانت موجودة، ودي كانت سبحان الله ما كانش ييجي عليها رصاص برضة بسبب أن هي قريبة من المتراس الأولاني فالكوبري مغطيها شويه، شفت اتنين واحد منهم كان مضروب بطوبة ده كان الساعة 11:30، 12 ، والتاني كان الساعة 3..
أحمد منصور : الساعة 3 برصاصة ولا بطوبة؟
صفوت حجازي: الساعة 3 برصاصة في رقبته وكان عند المستشفى الميداني، وكان ما متش كان بيطلع في الروح، والدكاترة بيحاولوا يعملوا أي حاجة، لغاية ما لفظ أنفاسه بين إيدينا وأنا واقف، كان تحت المسلة اللي قدام المتحف دول 3 أنا يعني شفتهم في نفس المكان..
أحمد منصور : استخدام الرصاص هنا عمل فيكم إيه؟
صفوت حجازي: ما عملش فينا أي حاجة، ما فرقش معانا أي حاجة، كل اللي عملناه أن إحنا عملناه تركنا المتراس التاني ورحنا على المتراس التالت، كان المتراس التالت هو الأقرب للميدان، كان قبليه في الدبابات فأخدنا الدبابات ساتر، فبقى المنطقة من المتراس..
أحمد منصور : بس كان استشهد حوالي تقريباً 15 بالرصاص..
صفوت حجازي: كان لأ الكلام ده كان الساعة ثلاثة، ثلاثة كان معظم اللي استشهدوا، لأن المنطقة من المتراس الأول للدبابات كنا مخليين الحركة فيها قليلة جداً واللي بيمشي بيزحف وعارفين أن دي منطقة..
أحمد منصور: طيب والمجموعة اللي طلعت على الكوبري وادبح حد فيهم
صفوت حجازي: دول كانوا من المتراس الأولاني..
أحمد منصور: ودول كانوا كلهم قتلوا تقريباً؟
صفوت حجازي: لأ ما قتلوش الخمسة أو الستة اللي طلعوا دول تقريباً، إحنا بظننا إنه.. هم إحنا متأكدين إنه في 2 إتقتلوا منهم، إللي هو إترميلنا رأسه واللي كانوا بيجروه.
أحمد منصور: طيب دي عملت رعب بشكل شديد
صفوت حجازي: إطلاقاً إطلاقاً لم..
أحمد منصور:كان في واحد تاني بيجروه ده ظهر على الشاشات..
صفوت حجازي: آه لم يتأثر الشباب، إحنا متخيلين الاثنين دول هم اللي اتقتلوا والثلاثة التانيين أو الأربعة التانيين اتخطفوا أو اتأسروا ما زال في..
أحمد منصور: ما رجعوش..
صفوت حجازي: ما رجعوش في مفقودين إلى الآن..
أحمد منصور:إلى اليوم.
صفوت حجازي: إلى اليوم.
أحمد منصور:عددهم أد إيه تقريباً..
صفوت حجازي: تقريباً وفقاً للبلاغات حوالي 200 وشوية..
أحمد منصور:ودول مش لاقينهم لا في السجون ولا في أي حاجة.
صفوت حجازي: ولا في أي حاجة، ودول واحد منهم أظن اسمه كريم مش فاكر إسمه إيه، في آخر شهر مارس وجدت جثته مرمية في طريق مصر إسكندرية الصحراوي
أحمد منصور: حديثة مقتول حديثاً..
صفوت حجازي: آه..
أحمد منصور:معنى كده إن في ناس من دول ممكن يكونوا محطوطين في أي حته؟
صفوت حجازي: ممكن.
أحمد منصور:وممكن يكون في ناس اتقتلوا وادفنوا في أي حته؟
صفوت حجازي: ممكن ممكن ممكن، يعني الشباب وقفوا ورا الدبابات، بقى عندنا المتراس الأولاني والدبابات.
أحمد منصور:ده بقى الساعة 3 الصبح.
صفوت حجازي: :ده الساعة 3 الصبح، استمر الضرب بقى لغاية الساعة.
أحمد منصور:إنت ما غادرتش المنطقة دي ولا كنت بتمشي في الميدان.
صفوت حجازي: لأ أنا من الساعة 3 لغاية الساعة 7 الصبح ما غادرتش المنطقة دي لأن أنا لقيت الضرب، وحصل بقى صلاة الفجر وعبد الكريم، أنا ما غادرتش المنطقة دي خالص.
أحمد منصور:معنوياتك كانت عاملة إيه؟
صفوت حجازي: أنا كنت يعني، أنا نفسياً كان نفسي أموت، فعلاً وكنت عندي إحساس إن أنا حموت حموت، بس أنا مش عاوز مش عاوز أنتحر والشباب مانعيني، وأنا كان نفسي أموت لهدف، دايماً في الأجواء دي لما حد معروف والناس بتحبه يموت..
أحمد منصور:بيعمل شحنة عاطفية..
صفوت حجازي: بيبقى وقود أنا كان نفسي..
أحمد منصور: بس برضه الواحد يموت بتمن غالي يعني..
صفوت حجازي: كان نفسي أكون كده، وكنت متأكد أن الثورة حتنجح خاصة بعد عبد الكريم، أنا بعد عبد الكريم بقيت أتنقل بين المتراس الأولاني والدبابات أشجع دول شوية وأشجع دول شويه وهم الشباب بمجرد ما بيشوفوني بيتشجعوا وما فيش رصاصة بتيجي فيه.
أحمد منصور:أنت بتتمنى الناس اللي بيسمعوا الحاجة دي الآن، وكتير من الناس بدأت تتكالب على المغانم السياسية للثورة، ونسيت إن دماء الشهداء هي التي صنعت هذا الأمر..
صفوت حجازي: نعم للأسف الشديد..
أحمد منصور: والثورة لسه في مصر يعني حتى وإحنا بنسجل الآن أمامها تحديات ومخاطر مهولة، والثورة المضادة قوية ضدها.
أصحاب الياقات البيض
صفوت حجازي: خليني أقول لحضرتك حاجة، كان في مجموعة من الناس بس ما تسألنيش على أسماء، كنا نحن مسمينهم أصحاب الياقات البيضاء، منهم شباب ومنهم رجالة كبار ومعروفين، ومنهم شباب من شباب الثورة ما بيمشوش من الفضائيات، الناس اللي بتتكالب على تقسيمة التورتة ما شفوش الأحداث ديت ما حدفوش طوبة, وعاوز أقول لحضرتك ان معظم الناس اللي كانوا على الجبهات ديت, وخاصة عبد المنعم رياض أو طلعت حرب, معظم الناس دي ناس بسطاء, مخلصين, كانوا فعلا واقفين الوقفة دي عشان حاسين إنهم بيجاهدوا في سبيل الله, واحد من الولاد دول اسمه عبد المنعم قال لي دكتور أنا مبصليش وعمري ما صليت, أنا لو مت حبقى شهيد, قلت له توب يا عبد المنعم وقوم صلي, قام صلى, النوعية دي من الناس خلصت المهمة بتاعتها ورجعت بلادها وقاعدين في بيوتهم.
أحمد منصور: بستنوا بثمار السلطة..
صفوت حجازي: وهم دول لما بنقول في مليونية هم دول اللي بيجوا, لكن الناس ذوات الياقات البيضاء, اللي كانوا بيجوا علشان يقولوا كلمة, ويتصوروا ويدلوا بتصريحات.
أحمد منصور: أنا كنت مستغرب من حاجة برضه إن ناس من دول كانوا بيجوا ميدان التحرير, ومستعجلين وعايزين يقولوا الكلمة ويقولوا احنا مش فاضيين ويغضبوا لو الناس أخروهم شوية وكأنه جاي يعمل زيارة ويمشي, وفي ناس نايمة في الميدان وبتموت في الميدان.
صفوت حجازي: هم دول اللي بنسميهم ذوي الياقات البيضاء, كان بعض منهم سلم علينا بطراطيف ايده, لو حد من الشباب جاه يحضنه لو هو مشهور ولا حاجة, يبقى يعني ريحة الولد ده أو الشب ده مش حلوة, وحقيقة كان الشباب يعني, في ولد اسمه بهاء صابر, بهاء كان كل ليلة الساعة واحدة بالليل بعد الناس دي كلها ما تمشي يقعد يبكي, الكلام ده من قبل التنحي, يا بهاء بتبكي ليه, قال لي يا دكتور الناس اللي بيقولوا كلمة ويمضوا في الأوتوغراف ويمشوا لو ثورتنا نجحت حيسرقوها, حيطلعوا فوق كتافنا, كان كل ليلة بهاء يقعد يبكي ويقول الجملة ديت.
أحمد منصور: أنت شايف ده بيحصل الوقت.
صفوت حجازي: آه بيحصل, لكن أنا على يقين إن الثورة تنجح, وأن نجاح الثورة عندي..
أحمد منصور: منين جالك اليقين ده, في ظل الآن, يعني المؤامرات على الثورة مش بسيطة والناس اللي بتسرق الثورة فيهم ناس لصوص حرمية محترفين سرقة, في الحياة يعني..
صفوت حجازي: اللي يقرأ تاريخ الثورات, يعرف كويس أوي ان ده شيئ طبيعي جدا, وهي الانقضاض على الثورة, وركوب الموجة وحصد مكاسب الثورة، ده مش حيحصل في ثورتنا علشان سببين اتنين.
أحمد منصور: إيه هم؟
صفوت حجازي: السبب الأول أن هذه الثورة صنعها الله, والله عز وجل يحمي هذه الثورة.
أحمد منصور: بس روح ميدان التحرير ما عادتش موجودة عند الناس؟
ثلاثة أهداف لنجاح الثورة
صفوت حجازي: مش مهم روح ميدان التحرير, لكن المهم روح الثورة, ما زال الشعب لما بنقول مليونية بيجي, والثورة دي ربنا عز وجل أراد لمصر بها الخير وإن شاء الله حتم وحتنجح, وأنا نجاح الثورة عندي أنا متخيل إن هو إذا تحققت ثلاث أشياء الثورة حتبقى نجحت بنسبة تسعين بالمية.
أحمد منصور: ايه هم؟
صفوت حجازي: دستور حر نزيه يرضي كل المصريين.
أحمد منصور: ما هو مش حيصنعوا غير انتخابات وهم مش عايزين الانتخابات تصير.
صفوت حجازي:حتم الانتخابات غصبن عن أي حد, إن شاء الله الحاجة التانية انتخابات برلمانية حرة نزيهة.
أحمد منصور: كل اللي بتعمل ده عشان ما تحصلش.
صفوت حجازي: حتحصل,إن شاء الله.
أحمد منصور: ويفضل العسكر موجودين.
صفوت حجازي:حتحصل إن شاء الله, غصبن عن أي حد, لأن دي إرادة الله عز وجل.
الحاجة التالتة رئيس منتخب.
أحمد منصور: برضه مش عازيين البلد توصل لدي.
صفوت حجازي: هم حرين, ما حدش كان عاوز حاجة, كل اللي إحنا وصلنا له يا أستاذ أحمد محدش كان يحلم بيه, ولا حد كان بفكر بيه فيه, ومن أول يوم من يوم 29 يناير, وهذه الثورة تقاوم ونجحت, نجحت بكل قوة رغم كل الأسلحة اللي استخدمت, وحتنجح وحتكمل, لما تتحقق التلات حاجات دول, حنبقى حققنا تسعين في المية.
أحمد منصور: الناس اللي بيؤمنوا بالمعايير المادية لو سمعوا كلامك ده حيقولوا الراجل ده بخرف.
صفوت حجازي: يقولوا, الناس اللي بيؤمنوا بالمعايير المادية, والتحليلات السياسية والاستراتيجية, يوم 25 يناير كانوا بيقولوا علينا بنخرف, ويوم 28 يناير كانوا بيقولوا دول شوية عيال, وأحمد شفيق قال أنا حبعتلهم بونبوني وملبس، كل اللي حصل..
أحمد منصور:انتا عايز يترشح ويبقى رئيس..
صفوت حجازي: مش حيحصل الملف بتاعه بيتجهز, كل الناس دي وكل التحليلات قبل 25 و28 يناير حد كان يتوقع, كلها كانت بتكذب اللي حصل.
أحمد منصور: بس برضه أتباع النظام موجودين وكل ما منصب جديد بيجي, بتلاقي واحد من أتباع النظام.
صفوت حجازي: والثوار موجودين, أنا متفائل.
[فاصل إعلاني]
معركة السيطرة على الميدان بين الثوار والبلطجية
أحمد منصور: أنا عايز أرجع لفجر يوم 3 فبراير, بدأ الشهداء يتساقطوا الآن برصاص القناصة اللي كانوا موجودين على فندق, أو موجودين في فندق هيلتون رمسيس, وعلى مبنى دوحة ماسبيرو.
صفوت حجازي: نعم, زي ما قلت لحضرتك الشباب لما طلعوا على الكوبري والبلطجية ردوهم ومسكوا الاثنين دول, فوجئنا بزيادة أعداد البلطجية بطريقة مهولة.
أحمد منصور: الكلام ده بعد الفجر.
صفوت حجازي: بعد الفجر, وبدأنا نسمع أصواتهم.
أحمد منصور: يعني بقوا قريبين جدا منكم.
صفوت حجازي: ده تحت على الأرض وفوق الكوبري, وهو بعد الفجر الدنيا الجو بيبدأ, يهدى قوي ويصفى وسكون والصوت ينتقل, وبدأنا نسمع أصوات كأنها قيادة, ياد إنت وهو اضرب, امشي من الناحية دي، واحد بيوجه, حد بيوجه هذه الجموع, لغاية تقريبا ضوء الشمس ما بدأ يطلع, إحنا أنا واحد من الناس كنت خلاص أنهكت تماما, ذراعي ماعدتش قادر أشيله من التحديف, ومش قادر أظهر أي نوع من أنواع التعب, ولا الإرهاق.
أحمد منصور: حواليك ناس بيبصوا لك.
صفوت حجازي: حوالية ناس بيبصوا لي, وكلهم شباب فيهم سمة الطيبة, سمة الإصرار القوة ومن الحاجات العجيبة أستاذ أحمد, كان في مجموعة قدامنا متقدمة قدام شوية كده, وكلهم رابطين العصابات بتاعة العلم الفلسطيني, فوجئت ان دول خمس بنات, بقالهم ييجي ساعة ونص واقفين قدامنا بيحدفوا.
أحمد منصور: وأنتم فاكرهم شباب.
صفوت حجازي: إحنا فاكرهم شباب, كلنا فاكرينهم شباب.
أحمد منصور: لابسين بناطيل يعني.
صفوت حجازي: لابسين بناطيل, وهم راجعين شفنا الحلق في ودانهم, لما تعبوا وأيديهم تخدلت, يعني الناس كلها بعد يوم الأربعاء ده, كنت تلاقي الشباب ماشيين أيديهم كلها مدلدلة مش قادرين يشيلوها, مش عاوز أقول لحضرتك الولاد لما شافوا البنات دول كأنهم يعني ولعت فيهم نار، ودي كلها مواقف أنا بعتبرها رسالات من ربنا عز وجل.
أحمد منصور: كثير قالوا لي إن البنات والستات لعبوا دور لدرجة إن لو إن واحد كبير في السن كان يتعب يروح يرجع ورا النسوان كانوا ببهدلوه النساء ببهدلوه لا عارف حتى يقعد، هو كبير في السن.
صفوت حجازي: أنا قبل الساعة 2 وأنا بتردد بين، لقيت واحدة ست واقفة عند المسلة، قاعدة على الأرض وجمبيها 2 شباب قاعدين فانا بصيت لهم كده وضحكت، يعني كأني بقول لهم قاعدين ليه.
أحمد منصور: كان فيك روح تضحك.
صفوت حجازي: آه، فواحد منهم قال والله يا دكتور ذراعي مش قادر برتاح شوية، فلقيت الست دي بصتلي قالت لي دول ولادي.
أحمد منصور : يا سلام.
صفوت حجازي: بيرتاحوا وأخوهم الثالث راح مكانهم، وقعدت تبدل في ولادها، واحد يروح على بال ما واحد يرتاح التاني يتعب الثالث يروح.
أحمد منصور: أنا هنا برضه لاحظت حاجة محدش كان خايف على ولاده.
صفوت حجازي: أبداً.
أحمد منصور: ولما أشوف ناس جايبين ولادهم الصغيرين يعني عايز أقول لهم روحوا العيال بس بقيت خايف أكلم الناس.
صفوت حجازي: لقيت ولد عمره 12 سنة بقول له إنت عمرك كام سنة، قال لي 12 سنة، شايل طوب في الجاكيت بتاعه وبقول له حبيبي إنت أكلت كان عند الساعة 9 بالليل تقريباً، قال لي أصل بابا وأخويا الكبير قدام فأنا بديلهم الطوب، قلتله أوعى تقول إن ماما معاك، قالي لي آه أهي هناك بتكسر الحجارة، تخيل الأسرة ديت، أم بتكسر طوب والطفل الصغير بشيل الطوب ده على شان يديه لباباه وأخوه الكبير إللي واقفين قدام، دي مواقف ولذلك أنا يوم الأربعاء، يوم الخميس 3 فبراير، أنا كنت شخص تاني.
أحمد منصور: إزاي بقى قول، لأن يوم الأربعاء ده في حالة انهزام سيطرت بشكل كبير على كثير من الناس وحالة من المعنويات المنخفضة.
صفوت حجازي: أنا الصبح الساعة، يوم الخميس الساعة 10 بدأت أشوف الجزيرة، أنا ما كنتش متابع، ولقيت رد الفعل في الإعلام على اللي حصل يوم الأربعاء.
أحمد منصور: أنتم في الحالة دي الصبح بدأت أعداد من الناس تيجي.
صفوت حجازي:دي الحالة التانية خلتي أتأكد إن إحنا إن شاء الله مكملين، إن يوم الثلاثاء بالليل الناس مشيت، يوم الأربعاء بالنهار الإقبال ضعيف والعدد ضعيف جداً، يوم الخميس إحنا عدينا نص مليون والناس جت، جت بقى إيه جت متحفزة يوم الخميس بالليل، إحنا كان في الميدان ده من أكتر الليالي اللي نام فيها الناس في الميدان، في أكثر من 200 ألف واحد في الميدان.
أحمد منصور: تقريباً أكبر عدد نام طوال الأيام السابقة.
صفوت حجازي: إحنا حضرتك في الليلة ديت كان عندنا مشكلتين، وهي مشكلة البطاطين ومشكلة الأكل، الناس عاوزة بطاطين وعاوزة أكل.
أحمد منصور: لأن في اليوم ده أنا شفت كميات هائلة من البطاطين بالليل دخلت الميدان في وقت كان في تعليمات لكل بائعة البطاطين إن أي حد ياخد كميات ما يدلوش أو يبلغوا عنه.
صفوت حجازي: ده كانوا بيروحوا يجيبوا البطاطين من شارع الأزهر، ومن السبتية ومن أحمد حلمي، بطاطين السمرا بتاعة الجيش، ده كان في يوم الخميس بالليل فش أقل من ميتين ألف، لذلك بقول لحضرتك ابتداءً من الساعة 10 الصبح يوم الخميس لما بدأت أشوف الناس جاية والناس جاية بروح تحدي روح رفض كامل اللي حصل يوم الأربعاء طول النهار وطول الليل، كان ناس كتير جاية حاسة شعور بالذنب أنه هم ما كانوش موجودين.
أحمد منصور: هنا أطلقت الدعوة لما سمي بجمعة الرحيل، خلاص تحدي بعد ما الناس 3 بالليل تعاطفت مع حسني مبارك إلى ظهر الأربعاء، أو بعد ظهر الأربعاء، الخميس مصر كلها خدت قرار إن يوم الجمعة جمعة الرحيل.
صفوت حجازي: وكان اليوم ده يوم الخميس بالمناسبة كان عندنا برضة مشكلة ضخمة البلطجية اللي اتقبض عليهم.
أحمد منصور: أنتم برضه هنا يوم الخميس كان في ضرب بالليل لم يتوقف.
صفوت حجازي: بالليل في ضرب.
أحمد منصور: وأحمد شفيق طلع.
صفوت حجازي: وأحمد شفيق طلع وقال ما فيش ضرب نار.
أحمد منصور: وقال أنا معرفش إيه إللي بيجرى وطلع كده.
صفوت حجازي: الضرب لم ينته إلا يوم الجمعة الفجر.
أحمد منصور: عمر سليمان ظهر برضه في حوار تلفزيوني في اليوم ده وقال إن مبارك وابنه مش حيترشحوا وظهر في هذا اليوم شعار جديد إللي هو الشعب يريد محاكمة السفاح.
صفوت حجازي: نعم، لأن الناس، الشعار ده بالمناسبة مش إللي إحنا طلعناه، الناس إللي بدأت تيجي يوم الخميس وشعورهم زي ما بقول لحضرتك، عندهم شعور بالذنب وشعور بالتقصير، وخاصة الناس إللي كان في مثلاً حوالي أربعين ألف مثلاً إللي بيبيتوا معنا ومشيوا يوم الثلاثاء، شعروا بذنب ودول يوم الخميس بالليل إللي هي ليلة الجمعة، الجمعة 4 فبراير وفجر الجمعة دول إللي كانوا بيقاتلوا قتال مرير مع البلطجية، إحنا إحنا تعبنا، يعني أنا يوم الخميس أو الجمعة بالليل أنا محدفتش طوبة لأن أنا لقيت الناس حاسة فعلاً بالذنب، مش عايز أقول لحضرتك إنه هم زعلوا لما البلطجية بقت بطلوا يضربوا.
أحمد منصور: إنت تقييمك إيه لما سمي بموقعة الجمل في ظل أن حسني مبارك بعد ما كسب تعاطف الناس بخطابه العاطفي، قاموا رجالته، رجال الحزب والأمن وطبعاً في عناصر كتيرة متورطة وأسماء كتيرة لكن لتقصي الحقائق ربما ما ذكرتهاش لكن بدأنا كل يوم الآن نشوف ناس بتتسجن باسم موقعة الجمل وتنقلب موازين الثورة والمعركة بهذا الشكل.
صفوت حجازي: أنا متصور أن ده غباء من إللي خططوا لهذا الحدث، وهم كانوا مراهنين على هذا الحدث، إذا كان أحمد عز ولا جمال مبارك ولا صفوت الشريف هم كانوا مراهنين وكانوا واثقين ثقة كاملة إن العدد إللي حيبعتوه مش حيقل عن مية ألف لكن حقيقة في رجال أعمل كتير رفضوا يخرجوا العمال بتوعهم والعدد إللي جه ما كانش يصل أبداً لعشرة ألاف واحد، وهي كانت دي الضربة إللي قسمتهم ودول ما كانوش بلطجية دول ناس موظفين وعمال في شركات ناس تابعين للحزب.
أحمد منصور: في برضه كتير قالوا لي إنهم مسكوا كتير من أمناء الشرطة والأمن المركزي.
صفوت حجازي: ده من يوم السبت.
أحمد منصور: في قنابل مسيلة للدموع أطلقت في اليوم ده.
صفوت حجازي:لأ.
أحمد منصور: بس في قنابل أطلقت في وقت ما، قالوا في قنابل مسلية للدموع أطلقت وده حتى علامات استفهام.
صفوت حجازي: قنابل مسيلة للدموع أطلقت في شارع طلعت حرب لكن عند ميدان منعم رياض ما فيش قنابل مسيلة اطلاقا.
أحمد منصور: ده بيدل برضه إنه مين اللي حيستخدم قنابل مسيلة للدموع، وقوات الأمن المركزي أو قوات الشرطة.
صفوت حجازي: طبعاً ، حضرتك من يوم السبت 29.
أحمد منصور: وعشان كده وجهت اتهامات لوزير الداخلية محمود وجدي إن هو متورط في الموضوع ده.
صفوت حجازي: من يوم السبت 29 حضرتك، إحنا مسكنا أمناء شرطة ومعاهم الكرنيهات بتاعتهم، مسكنا مخبرين سريين، مسكنا مجندين وبطاقاتهم، وكرنيهاتهم موجودة ومصورة، وأظن بعض الشباب ما زال معاهم بعض الكرنيهات.
أحمد منصور: جمعة الرحيل جمعة 4 فبراير.
صفوت حجازي: قبل جمعة الرحيل أنا عاوز بس أكمل قصة أم محمود.
أحمد منصور: أه أم محمود اللي أنت قابلتها عند شارع محمد محمود عند الهارديز.
صفوت حجازي: أه وقاعدة بتكسر طوب وبتقول يا رب طوبة من دول تيجي في دماغ إللي قتل ابني، أم محمود فضلت قاعدة نفس القعدة لغاية يوم الجمعة الجمعة، جمعة الرحيل قبل الصلاة.
أحمد منصور: اللي هي جمعة التنحي.
صفوت حجازي: لأ، الرحيل.
أحمد منصور: الرحيل كانت 4 فبراير.
صفوت حجازي: 4 فبراير، فضلت قاعدة بتكسر طوب.
أحمد منصور: ما راحتش تتدفن ابنها؟
صفوت حجازي: ما دفنتش ابنها، يوم الجمعة لما حسينا بعد صلاة الجمعة وحسينا أنه مفيش بلطجية خلاص فجات لي قالت لي أنا عاوزة أسألك سؤال في الشرع، قلت لها تفضلي يا أم محمود، قالت لي أنا مش حطلع محمود من المشرحة ومش حسيب الميدان غير لما الراجل ده يمشي وشتمته.
أحمد منصور: حسني مبارك.
صفوت حجازي: أه، ده حرام علي، أنا خفت أقول لها حرام أصدمها، قلت لها.
أحمد منصور: أنت معندكش يقين إنه حيمشي.
أم مكلومة في ميدان التحرير
صفوت حجازي: معنديش يقين، في الوقت ده أنا كان عندي زي ما قلت لحضرتك لما جاه يوم الخميس حسيت أنه بقى عندي شبه يقين أنه إحنا منتصرين إن شاء الله، قلت لها أم محمود.
أحمد منصور: ومليونية الجمعة.
صفوت حجازي: مليونية الجمعة، هي جات لي بعد صلاة الجمعة قبل العصر، قلت لها يا أم محمود إن شاء الله حيمشي وروحي ادفني ابنك، قالت لي مادام حيمشي مش حدفنه غير لما يمشي بتحدي ونظرة تحدي في عينيها الست المصرية اللي الغل.
أحمد منصور: ده ابنها الوحيد.
صفوت حجازي: ابنها الوحيد.
أحمد منصور: وكان حيتجوز.
صفوت حجازي: وكان حيتجوز يوم الجمعة 11 فبراير، عارف الست المصرية اللي الغل والثأر مالي قلبها شفت اللحظة دي في عينيها، قالت لي مادام حيمشي مش حدفنه، أنا خايفة يمشي وأنا بدفنه مفرحش معاكم، أنا قاعدة، كل يوم أشوف أم محمود.
أحمد منصور: كنت بتشوف أم مكلومة ولا أم فيها تحدي، فيها رغبة في الثأر.
صفوت حجازي: أه، أم لا مش ضعيفة، أم زي ما قلت لحضرتك الغل جواها والثأر والغيظ ومش عاوزة.
أحمد منصور: وثأرها مع حسني مبارك.
صفوت حجازي:: لما البلطجية مشيوا بقى خلاص بقى ثأرها على اللي جابوا البلطجية، يوم الجمعة 11 فبراير..
أحمد منصور: اللي هي جمعة التنحي.
صفوت حجازي: جمعة التنحي أه، الساعة تقريباً 2 بالليل، 3 بالليل.
أحمد منصور: ده فجر السبت؟
صفوت حجازي: فجر السبت، لقيت أم محمود جاية بتزغرت وبتاخدني بالحضن، بتحضني أنا بقيت مكسوف.
أحمد منصور: بعفوية الأم.
صفوت حجازي: بعفوية الأم تماماً.
أحمد منصور: الإنسانة البسيطة.
صفوت حجازي: بسيط، بقلها مبروك..
أحمد منصور: ابنها لسه في المشرحة، لم تدفنه.
صفوت حجازي: ألف مبروك يا أم محمود، شفتي فرح محمود بقى شكله إيه، قالت لي لا يا ابني ده فرح مصر مش فرح محمود وأم محمود وقاعدة بتزغرت، تخيل أم ابنها في المشرحة.
أحمد منصور: ده كان يوم فرحه.
صفوت حجازي: وده كان يوم فرحه، أنا كنت خايف عليها تجنن، نظرة الذهول اللي في عينيها تخيل عين من نظرة تحدي وإصرار وغل لنظرة ذهول، بقيت خايف عليها، لقيتها يوم السبت اللي هو 12 الصبح بتقول لي أنا عاوزة منك خدمة، قلت لها أأمري، تيجي معايا ندفن محمود، الست بقى ما تقرأش في وجهها حاجة لا هو حزن ولا هو تحدي ولا هو، وش بلا تعبير، رحت معاها المشرحة خرجنا محمود، دماغه مفتوح، صباعه عامل كده.
أحمد منصور: لا إله إلا الله.
صفوت حجازي: أنا مرضتش أغسله لأني أنا على يقين.
أحمد منصور: أن الشهداء لا يغسلوا.
صفوت حجازي: الشهداء لا يغسلوا، رحنا دفناه، وصلنا الست بيتها، قالت لي أنا كان لي أمنية، محمود كان حيعملها لي بعد ما يتجوز أنت ممكن تعملها لي، قلت لها إيه يا أم محمود، قالت لي كان نفسي أروح أزور سيدنا النبي وأعمل عمرة، قلت لها حاضر يا أم محمود، قالت لي إمتى، قلت لها حاضر إديني تليفونك أخذت تليفون بيتها، أنا فضلت في الميدان لغاية يوم الاثنين 14، بعد كده كل يوم بتصل بيها أطمن على أم محمود لغاية قبل الجمعة اللي أقيل فيها، استقال فيها شفيق.
أحمد منصور: أحمد شفيق.
صفوت حجازي: أه، كانت الجمعة أظن 18.
أحمد منصور: أحمد شفيق أقيل يوم الخميس 24 فبراير.
صفوت حجازي: يوم الخميس 24 فبراير.
أحمد منصور: وعصام شرف جيه..
صفوت حجازي: جمعة النصر، لغاية يوم الاثنين اللي قبل الجمعة بتاعت إقالة أحمد شفيق إللي هو حيبقى يوم 21، أنا كان المفروض أنه أنا حروح السعودية أجدد الإقامة بتاعتي أنا وولادي اتصلت بأم محمود عشان آخذ الباسبور بتاعها وأجيبلها تأشيرة وأخذها معايا تعمل عمرة، الكلام ده كان يوم الاثنين فاكر الاثنين أو الأحد، يا الأحد 20 يا الاثنين 21.
أحمد منصور: أنت قلت لي وقتها حتسافر يوم الثلاثاء.
صفوت حجازي: أه يبقى يوم الاثنين.
أحمد منصور: لأنه أنا برضه سافرت الدوحة بنفس اليوم.
صفوت حجازي: أه، اتصلت بها، أنا أول مرة يمكن أحكي القصة دي إن كان أظن جريدة الأسبوع نشرتها تقريباً على لسان حد ثاني وحدة صحفية كانت شافت أم محمود في الميدان، فردت علي وحدة صوت ثاني بقلها أم محمود فين، قالت لي أنت مين، قلت لها أنا فلان، قالت لي أم محمود تعيش أنت.
أحمد منصور: لا إله إلا الله.
صفوت حجازي: ماتت، مش عاوز أقول لحضرتك كان من أول الحاجات اللي شعرت فيها شعور غريب جداً من يوم التنحي لغاية يوم 21 فبراير.
أحمد منصور: عشرة أيام تقريباً.
صفوت حجازي:أنا كنت عايش في نشوة النصر ومش حاسس إن في ظلم في مصر، لما الست دي ماتت أنا حسيت إن هي مظلومة وإن هي ماتت مظلومة، أنا أحد الأسباب الرئيسية اللي خلتني أصر أني أنا أسافر رغم أنه كان عندنا مليونية كان أنه أنا أعمل عمرة لأم محمود وسافرت عملت العمرة لأم محمود، كثير من الشباب لما كانوا بيشوفوا أم محمود كانوا بيحسوا أن دي أمهم والست دي أنا بدلل بها على أن دي ثورة كل الشعب مش ثورة الشباب ولا طائفة معينة ولا فرقة معينة، لا دي ثورة كل الشعب وفي جنود مجهولين صنعوا الثورة ديت وممكن عشان خاطر الناس دي ربنا عز وجل حب وأراد أن يتم هذا النصر.
أحمد منصور: نكمل في الحلقة القادمة، شكراً جزيلاً، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الدكتور صفوت حجازي أحد قيادات ورموز الثورة المصرية حول أسرارها، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى