الشهيد محمد محروس رحل بعد خطوبته بأسبوعين ووالدته تحمل «صورته» فى يد و«شهادة وفاته» فى الثانية
فى حفل صغير لم يشارك فيه سوى عدد من أصدقائه وأسرته، احتفل الشهيد محمد محروس قبل أسبوعين بخطوبته، محمد مهندس ديكور، وليس له أى اتجاهات سياسية أو دينية، وكان ينوى الخروج فى مظاهرات الثلاثاء ٢٥ يناير، لكن ظروف عمله منعته، فعزم على الاشتراك فى جمعة الغضب، ودع والدته وخرج من منزله بالحلمية الجديدة ليلتحم مع أعداد كبيرة من المتظاهرين بحثاً عن الحرية، وعن تغيير نظام ثبّت قواعد الفساد فى كل مكان.. استمر فى التظاهر حتى أدى صلاة المغرب ليصاب بعدها برصاصة تنهى حياته.
وقف الشهيد فى البداية يتابع الموقف من بعيد وهو يحاول الالتزام بتعليمات والدته بالبقاء بعيداً عن الاشتباكات.. لم يهتف ضد الحكومة، لكنه وقف صامتا يشاهد بعينه التفاصيل، وكيف أن الأمن يتعامل مع المتظاهرين بقوة وعنف، وعندما اقترب من الصفوف الأمامية لمشاهدة ما يدور من اشتباكات بين الطرفين، بدأ ضباط قسم الدرب الأحمر فى إطلاق الأعيرة النارية، ليجد نفسه دون أن يشعر يهتف: «الشعب يريد إسقاط النظام»، إلا أن رصاصة غادرة أسكتته إلى الأبد، بعدما استقرت فى قلبه، إلا أنه تماسك للحظات نطق خلالها الشهادتين قبل أن يلفظ أنفاسه.
رحل محمد وهو لم يكن ينوى المشاركة فى المظاهرات، ذهب إلى المظاهرة وهتف بعد أن شاهد مصابين ومتوفين أمامه، ملأ الحماس قلبه وقاده إلى الاستشهاد، هو أحد الأعمدة الرئيسية بمنزله، وهو من يتولى تدبير نفقات منزله بعد رحيل والده، رفض الزواج حتى يطمئن على أشقائه وإنهاء تعليمهم، ومنذ أسبوعين فقط أعلن خطوبته.
قال عمرو، أحد أصدقاء الشهيد: تربطنى علاقة صداقة بمحمد منذ أكثر من ١٠ سنوات، كنا أخين وليس صديقين، لم أحضر خطوبته بسبب ظروف عملى، اكتفيت بتهنئته فقط وإطلاق لقب العريس عليه، كنا نتجمع أسبوعيا على أحد المقاهى بمدينة نصر، نضحك ونتحدث فى أمور البلد، ولكن فى المقابلة الأخيرة كنا نتكلم فقط عن العريس، ونحن لا نعلم أنه عريس السماء الذى سيرحل عنا بعد أيام.
داخل منزل الشهيد تجلس والدته تسمع صوت بكائها من الداخل بوضوح، تجلس وهى تمسك فى يدها صورته وفى اليد الأخرى شهادة الوفاة، تبكى وتدعى على من قتل ابنها، تقول الأم: «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتل محمد، ابنى كان طيب،
لم يضر أحداً من قبل، كان يريد الاشتراك فى المظاهرات ولكننى كنت أمنعه خوفا عليه، كنت أشعر بأن الموت ينتظره فى الخارج، حاولت منعه ولكن الموت كان أقوى منى، يجب أن يحاكم حبيب العادلى، وزير الداخلية السابق، بتهمة القتل العمد.. الضباط كانوا يطلقون رصاصهم بعشوائية.. كانت لديهم أوامر بضرب النار.. ومن أعطى الأوامر يجب أن يحاسب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى