تعرضت الحكومة المصرية والمجلس العسكري لهجوم شديد من الشعب الغاضب وبعض وسائل الإعلام ومزيدات على الموقف الرسمي المصري وازداد هذا النقد بعد أن أقدمت تركيا على سحب سفيرها من اسرأئيل وطرد السفير الاسرائيلي علما بان جريمة القتل واحدة وإن اختلف مكانها فإلى أي مدى كانت الإرادة حاضرة لتركيا وغابت هذه الارادة عن مصر ومقومات هذه الارادة.
في الواقع أن تركيا الأن لديها إرادة قوية تمكنها من أن تتخذ قرارات جريئة ومصيرية بعكس مصر التي غابت عنها هذه الارادة وهذا كله راجع لعدة أسباب، أول هذه الأسباب أن تركيا تتمتع في ظل حزب العدالة والتنمية باستقرار سياسي واقتصادي لم تشهده تركيا منذ قيام تركيا الحديثة على يد كمال اتاتورك على عكس مصر التي ظلت الفترة الماضية في انهيار سياسي واقتصادي على مدار ثلاثين عاما مضت وهي بعد الثورة في مرحلة حرجة جدا في عنق زجاجة وتريد ان تخرج منها بأقل خسائر حيث انفلات أمني ووضع داخلي معقد واقتصاد منهار.
ثانيها: ان الجبهة الداخلية في تركيا مستقرة وكلها ملتفة حول حزب العدالة والتنمية مؤمنه بكل خطوة يتخذها عكس الوضع في مصر حكم عسكري ووضع استثنائي وصراع بين الأحزاب والفئات الاجتماعية.
ثالثها: تتمتع تركيا بعلاقات دولية قـــــوية سواء ســـياسية او اقتصادية جعلتها دولة فاعلة في المجمع الدولي وكذلك حضورها العربي والأفريقي في غياب واضح للدور المصري في كل الميادين وأصبحت تبحث عن الذات ومحاولة العودة لمكانتها التي افتقدتها على مدار الثلاثين عاما التي مضت.
رابعها: تركيا لا تربطها حدود مع اسرائيل فقطع العلاقة بينهما لن يكون له تأثير كبير ممكن أن يؤدي لقيام حرب بينهما على العكس مصر فإنها تربطها مع اسرأئيل حدود وبؤر مشتعلة قابلة للانفجار من الممكن أي توتر بينهما أن يؤدي لقيام حرب بينهما.
خامسها: تركيا تسعى لكي تتزعم المنطقة وأن يكون لها ثقل عربي بالوقوف بجانب القضية الفلسطينية وخاصة موقفها من حصار غزة على عكس مصر التي تريد أن تخرج من عنق الزجاجة وان تقف على قدميها مرة اخرى، وللعلم أي مواجهة مع اسرائيل في الوقت الراهن مصر ستكون الخاسرة، وذلك بسبب الوضع الحالي فيها من تفكك الجبهة الداخلية وفقدان الأمن، مما جعل الجيش ينزل للشارع ويترك مهمة حماية الحدود وينشغل بالوضع الداخلي، وكذلك الوضع الاقتصادي الذي تأثر بالثورة ويحتاج لوقت لكي يتعافى، والوضع الاستثنائي الذي تمر به المنطقة العربية من تغيير أنظمة وثورات كل هذا يضعف الجبهة المصرية من أن تقدم على التصعيد مع إسرائيل في الوقت الراهن، وهذا يحسب للحكومة والمجلس العسكري وليس عيبا أن تنتظر الوقت المناسب لكي تتخذ القرار الذي يرضي طموحات الشعب المصري، وهذا لا يعني أن نترك دماء الشهداء بل نسعى بكل الوسائل لرد الكرامة المصرية ومقاضاة الجناة على فعلتهم الخسيسة.
أيمن نصر
16/09/2011
لماذا طردت تركيا سفير اسرائيل ولم تفعل مصر؟!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى