استطلاع بجوجول عن اسماء محفوظ
لم تكن تتوقع هذه الفتاة ذات الخامسة والعشرين ربيعا تحلم يوما بأن صرختها التي أطلقتها منذ أيام عبر موقع اليوتوب ستحدث تحولا تاريخيا في مسار بلدها مصر، لا يماثله سوى انقلاب الضباط الأحرار على نظام الخديوي ونصر السادس من أكتوبر المجيد. نداء 25 يناير الذي تجاوب معه آلاف الشباب سيبقى خالدا في أذهان كافة المصريين في ذكرى أولى شرارات ثورة الفل.
أسماء طالبة بإحدى الجامعات الخاصة، وناشطة بحركة شباب 6 أبريل، فتاة شابة في مقتبل العمر ذكية، وواعية، بدأت نشاطها السياسي من شبكة الإنترنت وتحديدا من علي موقع الفايسبوك الاجتماعي حيث التحقت بمجموعة إضراب 6 أبريل سنة 2008. تحكي بالعامية المصرية على أحد مواقع الانترنت عن أولى نشاطاتها الاحتجاجية فتقول:"فضلت شويه أشارك من بعيد لغاية ما نزلت أول مظاهرة..طبعا كنت خايفه جدا كانت المظاهرة أمام نقابة الصحفيين ومكنتش عارفه حد، بس نزلت وشاركت واتعرفت علي الناس ورجعت أوصف للناس علي الفيس بوك ما حدث وأشجعهم ينزلوا للواقع، في الأول بابا كان خايف عليّ أوي وأهلي حاولوا يمنعوني كتير..كنت عارفه كويس الأمن بيعمل ايه وبيقدر يخوف البنات أزاى..بس كنت بقول لنفسي لو أنا خفت وغيري خاف هنفضل زي ما أحنا ومش هنتغير ولا هنعمل أي حاجه ويبقى عليه العوض في البلد دي".
رغم حداثة عهدها بالسياسة إلا أنه من خلال لغتها البسيطة والمؤثرة يظهر جليا أنها تعرف جيدا ما تريد، لا تملك خطابا مأدلجا كباقي الشباب الثائر غير أن صدق مشاعرها ووضوح أفكارها جعلها تتميز عنهم وتخطف منهم الأضواء.
تم استدعاؤها على قناة المحور المصرية بوصفها "منظمة الثورة" في محاولة يائسة لثنيها هي ورفاقها عن المضي في المسيرة المليونية التي نظمت يوم أمس. حاول المحاوران بإلحاح إقناعها باختيار عدد من المتظاهرين معها في ميدان التحرير والقدوم الى القناة في اليوم لإجراء محادثة مباشرة بينهم وبين المسؤولين. بذكاء ثاقب لم تعترض أسماء، وأبدت حماسها للفكرة لكنها رفضت أن تعدهم بذلك قبل أن تعود الى رفاقها وتأخذ رأيهم، لأنها لا تريد القفز كغيرها على انتفاضة هؤلاء وتنسب كل شيء لنفسها، أو تدعي أنها مخولة للحديث باسمهم، أسماء وضحت أن مطالبهم سهلة التحقيق، وأنهم يدركون تماماً أن الفراغ ليس بمصلحة البلاد، وأنهم يمكن أن يقبلوا بحكومة إنتقالية شرط أن يعرف عمرها بالضبط، وبشرط وجود لجنة يختارها المتظاهرون تشرف على هذا الانتقال السلمي للسلطة وعلى تنفيذه.
في حوارها التلفزيوني استطاعت أن تحرج عتاة ورموز المشهد المصري الحديث عندما أكدت بأنهم لا يشترطون أن يكون أعضاء الحكومة من المعارضة وطرحت أسماء أحمد زويل، وحمدي قنديل، وهيكل، وعمرو موسى... هذا الأخير صرح بعد ذلك بساعات بأنه يدعم الانتقال السلمي للسلطة وبأنه لن يستمر في منصبه الحالي في أمانة جامعة الدول العربية.
رغم كل محاولات جرها نحو تسلق الزعامة والركوب على الحدث. بكل تواضع وثقة في النفس تعتبر نفسها بأنها ليست مؤهلة للقيام بدور قيادي، لأنها بكل بساطة لا تمتلك الخبرة الكافية، وأنها مثلها مثل غيرها من الشباب الذي يريد لنفسه ولمصر مستقبلاً أفضل.
أسماء تؤمن بدور الشعب في حماية الثورة وتعهدها، وهذا ما دفعها وشباب التظاهرة المليونية إلى اعتماد آلية اللجان الشعبية لحماية المرابطين في ميدان التحرير. وفي المقابل تحمل النظام الحالي مسؤولية انسحاب الأمن في الأيام الماضية، وتستغرب تزامنه مع إحراق أقسام الشرطة، وإطلاق سراح البلطجية الذين هم بدون شك على حد تعبيرها يده السوداء المساهمة في تزوير الانتخابات.
أسماء لا تنوي التوقف عن السياسة، وذهبت لتستقبل الدكتور البرادعي في مطار القاهرة عند عودته للمساهمة في الثورة. منذ ما يقارب السنة وهي تجمع التوقيعات من الشارع لعمل توكيلات للدكتور البرادعي لتغيير الدستور، تصر على تجميع كل رموز المعارضة من إخوان ووفديين ويسار مسلمين وأقباط والعمل في تنسيقية مشتركة لتحصين الثورة وتعبئة الرأي العام الوطني في بلدها. لا هم لها الآن سوى إسقاط الرئيس والبحث في المستقبل القريب عن طريقة تستطيع بها مراقبة الانتخابات في شتنبر 2011.
رغم كل مضايقات رجال الأمن لها، وتخوف أبويها عليها كلما نزلت إلى ميدان التحرير، إلا أنها تظل صامدة في وجه كل التحديات مستلهمة من ثورة الياسمين نموذجا متنورا وخارطة طريق لصنع ثورة بيضاء ستظل خالدة في تاريخ مصر بل وفي ذاكرة العالم أجمع.
قال د. وليـد أحمد فتيحي - نشـر بجريـدة عكـاظ - الثلاثاء 22 فبراير 2011م
المقال كامل قبل مقص رقابة جريدة عكاظ
"أسماء محفوظ" - أسماء سيحفظها تاريخ مصر - من هي أسماء محفوظ؟هي رمز قبل أن تكون فتاة في مقتبل عمرها أكملت عامها السادس والعشرين في الأول من فبراير الحالي، حاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة القاهرة .. وصفتها الصحف بأنها ذكية واعية تجمع بين جمال المظهر والمخبر وإن بدت لأول وهلة فتاة جامعية عادية شأنها شأن كل الفتيات اللائي قد تُصادفهن في الشارع المصري كل يوم.
هي الناشطة المصرية بحركة شباب 6 ابريل التي تأسست عقب الإضراب الشهير الذي شهدته مصر في 6 إبريل من عام 2008م، وقد بدأت نشاطها من شبكة الانترنت وتحديداً على موقع الفيس بوك (Face book) وقد تحدثت بالعامية المصرية على أحد مواقع الإنترنت عن أولى نشاطاتها الإحتجاجية فتقول (فضلت شوية أشارك من بعيد لغاية ما نزلت أول مظاهرة .. طبعاً كنت خايفة جداً كانت المظاهرة أمام نقابة الصحفيين ومكنتش عارفة حد بس نزلت وشاركت واتعرفت على الناس رجعت أوصف للناس على الفيس بوك ما حدث وأشجعهم ينزلوا للواقع، في الأول بابا كان خايف عليَّ أوي وأهلي حاولوا يمنعوني كثير .. كنت عارفة كويس الأمن بيعمل ايه وبيقدر يخوّف البنات إزاي .. بس كنت بقول في نفسي لو أنا خفت وغيري خاف هنفضل زي ما احنا ومش حنتغير ولا هنعمل حاجة ويبقى عليه العوض في البلد دي).
لم تكن تتوقع ولا تحلم أسماء محفوظ أن صرختها التي أطلقتها في موقع اليوتيوب ستُحدث التحول التاريخي في مسار مصر الذي شهدناه وهو تحول لا يماثله أي انقلاب عسكري في التاريخ .. إنه نداء 25 يناير الذي تجاوب معه الملايين من أهل مصر والذي سيبقى خالداً في أذهان المصريين بل والعالم أجمع كواحدة من أولى شرارات ثورة الخامس والعشرين من يناير..
إلى من لم يستمع الى كلمات هذه الفتاة على مدى الأسابيع التي سبقت الثورة فعليه أن يفعل ..
تناشد فيه الشعب وخاصة الشباب والشابات بكلمات بسيطة مؤثرة بلسان صدق ومن ورائه قلب ينزف ألماً وحسرة وحباً لوطن ضاعت فيه كرامة الإنسان وتفشى فيه الظلم والفقر والفساد ..
تتحدث في اليوتيوب بلغة عامية بسيطة مؤثرة .. تذكر أهل مصر بالأربعة الذين أحرقوا أنفسهم من أهل مصر وكيف أن المجتمع انصرف من مناقشة أسباب وصول هؤلاء الشباب الى هذا الحد من الإحباط الذي يجعل الإنسان يفقد عقله ويحرق نفسه إلى مناقشة هل هم من أهل الجنة أو النار؟
وتقول لأهل مصر إن دعوتها الأولى للنزول إلى ميدان التحرير لم يستجب لها إلاّ 3 شباب وأنهم وجدوا في انتظارهم 3 عربيات أمن وضباط وعشرات البلطجية الذين أبعدوهم عن الناس وضربوهم.
واليوم تناديهم وتدعوهم بالإحتجاج يوم 25 يناير وذكرت في الفيديو أنها سوف تنزل يوم 25 يناير كفتاة مصرية تدافع عن كرامتها وحقوقها وتقول للفساد لا.. وتدعوا للخروج السلمي.. وتُحمل كل الشباب الإدانة لو أنهم تركوها تنزل وحيدة وتحملهم ذنب كل من سُيضرب في هذه المسيرة السلمية إذا ما هم تقاعسوا عن الخروج من بيوتهم .. وفي ليلة الرابع والعشرين من يناير الساعة العاشرة مساءً أرسلت فيديو آخرا تحث فيه المصريين على الخروج ليوم سلمي تماماً والإعتصام ليوم أو اثنين أو ثلاثة حتى تتحقق المطالب ..
وحثتهم على الصلاة والدعاء مسلمين ومسيحين لأن الله وحده القادر على نصرهم وحمايتهم وأنهت الفيديو بقولها (مستنية أشوفكم بكرة .. حأكون في الميدان الساعة الثانية ظهراً بالضبط .. ماحدش يتأخر كل واحد يجي ومعاه علم مصر .. هو الغطاء بتاعنا .. البلد بلدنا وحقنا .. ونطالب بحقنا كبني آدمين وكمصريين .. بكرة أملنا .. بكرة حلمنا .. أول خطوة في طريق حلمنا .. حأستناكم بكرة).
وكان يوم الثلاثاء الموافق الخامس والعشرين من يناير وانطلقت المظاهرات من معظم ميادين وشوارع مصر عقب الصلاة وبدأت الأعداد في التزايد وتحركت المظاهرات نحو ميدان التحرير، ولكن في الطريق الى الميدان بدأت تظهر القوى الأمنية والسيارات المصفحة وقوة مكافحة الشغب وجنود الأمن المركزي، وبدأ ضرب المشاة المسالمين بكثافة بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وتقول أسماء إنها شاهدت شباباً يموتون أمام عينها وكانت تبكي ولكن كلما انتابها الخوف كانت تقول لنفسها إنه لا يمكن التراجع الآن لأن دم هؤلاء الشباب لا يجب أن يضيع هباءً .. تقول أسماء (قاومنا كثير وهربنا أكثر .. وفي النهاية نجح عدد كبير منا في الوصول إلى ميدان التحرير وعندما قامت الشرطة بالانسحاب من الشوارع ليلة الجمعة أدركت لأول مرة أن الدعوة التي لم أكن أحلم أن ينضم إليها أكثر من 10 آلاف شخص تحولت إلى ثورة شعبية، وكان بعض المتظاهرين يرونني وسط المظاهرات ويقولون لي "انتي بتاعت الفيديو" .. "إحنا نزلنا الشارع علشانك، وتأثرنا بكلامك في الفيديو جداً"، وقتها أحسست أني قدمت شيئاً لبلدي وأهلي) ..
والكل يعرف بقية القصة .. ولكن الذي يحتاج إلى وقفة منا هو كيف استطاعت فتاة جامعية في مقتبل عمرها مع زملائها الإطاحة بأعتى وأشرس نظام دولة وجهاز أمني في المنطقة ..
إن المعركة لم تكن بين أسماء محفوظ وحسني مبارك .. وإنما كانت بين رمزين ..
(أسماء محفوظ) رمز للمواطن الذي يحس بمعاناة وطنه الذي يرضخ تحت الظلم والفقر والفساد.
و(حسني مبارك) الذي يرمز للنظام الذي كان منشأ الظلم والفقر والفساد .. فالمعركة لم تكن بين (أسماء محفوظ) و(حسني مبارك)، بل ولم تكن بين الشعب والنظام ..
وإنما كانت بين الله العادل الحق وبين الحاكم الظالم الباطل، وما الشعب والشباب والشابات وأسماء ووائل غنيم وغيرهم إلا أدوات في يد الرحمن .. وعندما جاء الإذن الرباني بنزع الملك كان لله ما أراد .. )يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويُعز من يشاء ويذل من يشاء)، ومنَّ الله على الذين استضعفوا كما وعد، ولم ينفع النظام ما جمع من أسباب الدنيا ولم ينجهم أمنهم وبطشهم مما كانوا يحذرون.
نعم إن (أسماء) هي رمز ونموذج تحكي قصة معاناة مواطن وشعب ..
و(مبارك) هو رمز ونموذج يحكي قصة طغيان حاكم ونظام ..
إنها سنة من سنن الله التي لا تتبدل ولا تتغير، وبالرغم من وضوحها وكثرة تعاقبها عبر العصور مما فصلت فيه الكتب السماوية، وبالرغم من كثرة القصص التي يرويها لنا تاريخ الإنسانية .. إلا أن أهل الظلم بما ران على قلوبهم من فساد لا يعتبرون ..
ولكنهم ظنوا كما ظن مَن قبلهم أنهم بالقوة والتهديد والتعذيب يستطيعون أن يُخرسوا صوت الحق ونسوا أن صوت الحق لا يُخرس فالله هو الحق وهو غالب على أمره .. ولينصرن الله أهل الحق والمظلمة بعز عزيز اوبذل ذليل وله الأمر من قبل ومن بعد ..
والعجيب في أمر هذه السنة الربانية أنه كلمَا اشتد الظالم إيذاءً للمظلوم، كلما أكسب ذلك المظلوم قوة ورسوخاً وثباتا،ً وكلما سارع ذلك في زوال قوة الظالم، وإذا بالظالم نفسه - يصبح دون أن يدري- أداة لتحقيق سنة الله فيه وفي زوال حكمه وسلطانه .. وبهذا يسخر القدر بكل هولاء وتسري سنة الله فيهم ليحق عليهم العذاب.
ولو أن النظام في مصر استمع حقاً لهؤلاء الشباب وبدأ في إصلاحات حقيقية لوجد الشباب خير مُعين له ..
ولكن سنة الله جرت عليهم فحرموا التوفيق، وكانت لهم سوء الخاتمة والعاقبة، وانتهت القصة كما انتهت كل قصص الأولين.
وستستمر القصة تروى على مدى العصور والأزمان، تتغير الأسماء والوجوه والأماكن والوسائل، وتبقى السنة الربانية قائمة .... لينتصر الحق ولو بعد حين ..
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ "5" وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}. سورة القصص، آية 5-6
د. وليد أحمد فتيحي
طبيب استشاري، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي
البرادعي اعتبر التحقيق معها "إجهاضاً لما قامت عليه الثورة"
القضاء العسكري المصري يحقق مع الناشطة أسماء محفوظ أبرز وجوه ثورة 25 يناير
دبي - العربية نتحققت النيابة العسكرية المصرية اليوم الأحد مع واحدة من أبرز وجوه "ثورة 25 يناير"، وهي الناشطة أسماء محفوظ، بتهمة "الإساءة إلى المجلس العسكري" عبر ما تكتبه على صفحتها على موقع "فيسبوك" وتصريحاتها عبر الوسائل الإعلامية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
وقررت النيابة إخلاء سبيل أسماء محفوظ بكفالة 20 ألف جنيه (نحو 3300 دولار) واستمرار التحقيق معها في الاتهامات المنسوبة إليها، نقلا عن تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جهتها نفت أسماء محفوظ اليوم عبر برنامج تبثه قناة "أوربت" للإعلامي المصري جمال عنايت سفرها لصربيا لتلقي تدريبات أو تلقيها أي أموال من الخارج، وأكدت أنها تتقاضى شهرياً راتباً قدره 2000 جنيه فقط، وأن الكفالة التي دُفعت لإخلاء سبيلها جاءت عن طريق بعض شباب الثورة الذين رفضوا الإفصاح عن هوياتهم.
من جهته أكد الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية على أن تقديم الناشطة أسماء محفوظ للنيابة العسكرية إجهاض لما قامت به الثورة.
وقال البرادعي على حسابه عبر "تويتر": "إن تقديم أسماء محفوظ للقضاء العسكري، ومبارك والعادلي للقضاء المدني هو إجهاض لكل ما قامت الثورة من أجله، أوقفوا هذه المهزلة فورا".
وأسماء محفوظ هي عضو مؤسس في حركة 6 أبريل الشبابية، وصاحبة الدعوة، مع حركة كلنا خالد سعيد، إلى تظاهرات 25 يناير/كانون الثاني، التي تحولت إلى انتفاضة استمرت 18 يوما وانتهت بإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير/شباط الماضي.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن أسماء محفوظ "تحدثت بشكل غير لائق عن المجلس العسكري ووجهت إهانات مشينة وألفاظا جارحة ضد المجلس".
وفي سياق آخر، ذكر أيمن نور، المرشح للانتخابات الرئاسية المصرية، أن الشرطة العسكرية احتجزت اليوم ابنه نور وأحد أصدقائه بعد أن هتف أمام مبنى النيابة العسكرية حيث تجري وقائع التحقيق مع أسماء محفوظ، بهتافات مناهضة لمحاكمتها من قبل المجلس العسكري، وذكر نور أنه تم إخلاء سبيل ابنه وصديقه قبل الإفطار.
وقد أعرب المجلس الوطنى، فى بيان له السبت، عن رفضه للمحاكمات العسكرية للمدنيين، الأمر الذى اعتبره شكلاً جديداً من الإرهاب وقمع حرية الرأى والتعبير الذى بذل شباب الوطن لأجلها الدماء فى ثورة 25 يناير.
وتابع المجلس فى بيانه قائلا "لن نقبل يوما بعودة مؤسسات القمع الممنهج وإرهاب النشطاء والسياسيين"، مشدداً على ضرورة محاكمة المدنيين أمام قاضيهم الطبيعي.
ويتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يترأسه المشير حسين طنطاوي السلطة في مصر منذ سقوط مبارك.
وكانت حركات شبابية قد انتقدت خلال الشهرين الأخيرين المجلس الأعلى للقوات المسلحة آخذة عليه ما اعتبرته "تباطؤا في الإصلاح وفي تطهير مؤسسات الدولة من رموز ورجال النظام السابق".
علاء الاسوانى : .. من يحاكم أسماء محفوظ..؟!
المصريون الذين يتابعون الإنترنت فقط هم الذين عرفوا أسماء محفوظ قبل الثورة. كانت تسجل فيديوهات تدعو فيها المصريين إلى الخروج للتظاهر من أجل خلع مبارك.. كان شكلها جميلا وحديثها مؤثرا نابعا من القلب. فتاة مصرية جميلة سمراء محجبة، تشبه بناتنا وأخواتنا، لكن شيئا نبيلا يميزها: بدلا من أن تهتم باصطياد عريس جاهز وتتمتع بحياتها كما تفعل كثيرات انشغلت بمصير الوطن وقررت أن تدفع ثمن الحرية.
قامت الثورة واشتركت أسماء فيها، استأنفت التعبير عن آرائها بصراحة فانتقدت أداء المجلس العسكرى أكثر من مرة ثم سجلت شهادتها فى مظاهرة العباسية فقالت إن البلطجية كانوا يهاجمون المتظاهرين بالسيوف وقنابل المولوتوف بينما أفراد الشرطة العسكرية يتفرجون ولا يفعلون شيئا لمنع المذبحة..
منذ يومين تلقت أسماء استدعاء من النيابة العسكرية للتحقيق معها.. ذهبت أسماء مع محاميها فى الصباح إلى النيابة العسكرية فوجدت مجموعة كبيرة من الشباب واقفين للتضامن معها فحيتهم وشكرتهم بحرارة.. أحست بالامتنان نحوهم لأنهم تكبدوا عناء المجىء فى الحر وهم صائمون. بعد قليل ظهر ضابط من الشرطة العسكرية، نفس الضابط الذى أدى تحية إجلال لوزير الداخلية السفاح حبيب العادلى وهو خارج من قاعة المحاكمة.. اقترب الضابط وسألها بنبرة استخفاف:
ــ أنت أسماء محفوظ؟
ــ نعم.
ــ انت عاملة زعيمة..؟ تعالى معى للتحقيق.
تبعته أسماء ومعها المحامى حتى وصلوا إلى باب حجرة التحقيق لكن الضابط توقف واستدار وقال:
ــ ستدخلين وحدك.
اعترض المحامى وأصر على الدخول معها لكن الضابط قال بحزم:
ــ السيد المحقق يريدها وحدها.
أدرك المحامى أنه لا فائدة من الاعتراض فانتحى جانبا بينما تقدم الضابط ونقر على الباب وانتظر الإذن بالدخول ثم دخل ومن خلفه أسماء فأدى التحية العسكرية للمحقق الجالس خلف المكتب ثم استدار وانصرف. كانت أسماء مطرقة ومرهقة من الحر والصيام، قال لها المحقق:
ــــ تفضلى:
كان صوته مألوفا، سمعته كثيرا من قبل. رفعت رأسها فأذهلتها المفاجأة. راحت تلهث من الانفعال. لم تصدق عينيها. خطر لها أنها تحلم.. كان حسنى مبارك جالسا خلف المكتب، مرتديا زيه العسكرى وقد علق على صدره النياشين. عاد بظهره فى المقعد وابتسم وقال:
ــ اقعدى يا أسماء.
صاحت بفزع:
ــ انت حسنى مبارك...؟!
ابتسم المحقق واستمرت هى فى الصياح:
ــــ أنت تخدعنا.. كيف هربت من السجن؟
ضحك مبارك وقال:
ــ أنا موجود هنا من سنوات.
ــ كيف تكون هنا وهناك فى نفس الوقت؟
ــ هذا موضوع معقد وشرحه يطول.
ــ إذا كنت هنا فمن الذى يظهر فى قفص الاتهام أثناء المحاكمة؟!
ــ اسمعى.. أنا هنا حتى أحقق معك وليس لأجيب عن أسئلتك..
ــ لازم أعرف كيف هربت؟
ارتفع صوت مبارك بلهجة منذرة:
ــ إن لم تكفى عن إثارة الضجة سألقى بك فى السجن الحربى بتهمة إهانة المحقق.
ساد الصمت وبدأت أسماء تتأمله من جديد.. هو حسنى مبارك بلا أدنى شك. إنه يبدو مرتاح البال هادئا يتمتع بصحة جيدة.. فكرت أن تخرج بسرعة لتخبر زملاءها فى الخارج وليكن ما يكون.. كأنما قرأ مبارك أفكارها فقال بصوت خافت:
ــ اعقلى وتصرفى بحكمة.. لا تقدمى على فعل تندمين عليه واعلمى أن مصيرك فى يدى.. الآن سأبدأ التحقيق معك..
ــ ليس من حقك أن تحيل المدنيين إلى المحاكم.
ــ ليس من حقى ولكن بإمكانى.
صمتت أسماء وقال مبارك بلهجة رسمية:
ــ لماذا تسيئين إلى القوات المسلحة؟
ــ أنا مثل المصريين جميعا أعتز بالجيش المصرى.
نظر مبارك أمامه فى الأوراق وقال:
ــ لكنك كتبت على «فيس بوك» ألفاظا غير لائقة فى حق المجلس العسكرى.
ــ لقد كنت أوجه نقدا لسياسة المجلس العسكرى.
ـــ هذه إساءة للجيش.
ــ الإساءة أن نسكت على الخطأ.. المجلس العسكرى يقوم بمهام رئيس الجمهورية أثناء الفترة الانتقالية وبالتالى من حقى أن أوجه انتقادات لأدائه.
ــ من أنتِ حتى توجهى نقدا للمجلس العسكرى؟!
ــ أنا مواطنة مصرية.
ـ أنت طفلة تعيش فى الوهم وأنا سأعلمك الأدب.
ـ هل هذه طريقتك فى إجراء تحقيق قانونى؟!
نظر مبارك إلى الأوراق مرة أخرى وقال:
ــ لقد كتبت على «تويتر» تحرضين المصريين على الاغتيالات.
ــ هذا اتهام سخيف وكاذب.. لقد قلت بالحرف «لو لم يتحقق العدل سيأخذ أهالى الشهداء حقهم من القتلة بأياديهم».
ساد الصمت من جديد ثم اندفعت أسماء تقول:
ــ من فضلك.. هذا التحقيق غير قانونى. أولا لأنه يتم إجراؤه فى غياب المحامى، وثانيا لأنك نفسك متهم أمام محكمة الجنايات. كيف تحقق معى؟!
بان الغضب على وجه مبارك وتقلصت عضلات وجهه وضرب المكتب بيده وصاح بصوت كالرعد:
ــ قلت لك أنا موجود هنا من زمان.. فهمتِ؟
ـــ أنت تقول ما تريد لكنى لن أجيب عن أسئلتك.
ــ ستؤذين نفسك.
ــ لا يمكن أن أقبل أن تحقق معى مهما يكن الثمن.
ــ سأصدر قرارا بحبسك.. سأجعلك عبرة.
ــ أنا مستعدة للحبس.
تطلعت إليه أسماء بنظرة متحدية.. ضحك مبارك فجأة وقال:
ــ لا يا بنت بطلة.. طيب خلاص.. سيبك من التحقيق.. ممكن نتكلم؟!
ــ عاوز إيه؟!
نهض مبارك من مكانه ثم توجه إلى الثلاجة وفتحها وأخرج علبة مياة غازية وفتحها فأصدرت فرقعة. اندفعت أسماء تقول:
ــ انت فاطر فى رمضان؟!
ــ أنا مريض.. من حقى أفطر.
شرب مبارك جرعة ثم تجشأ وقال:
ــ بصى يا أسماء.. عاوز أقولك كلمة لك ولزملائك.. كل واحد فيكم يشوف شغله وينتبه لمستقبله لأن الموضوع خلص.
ــ أى موضوع؟
ــ الهوجة خلصت على خير الحمد لله.
ــ إحنا عملنا ثورة عظيمة.
ـــ أنتم خربتم البلد.
ــ أنت الذى خربت مصر ونهبتها وأذللت المصريين وقتلتهم.
ـــ الشعب المصرى مازال يحبنى.. شفتِ مظاهرات التأييد فى ميدان مصطفى محمود وميدان روكسى؟
ــ هؤلاء مأجورون أو منتفعون بنظامك الفاسد.
ابتسم مبارك وتنهد كأنه يصبر على حماقة طفل وقال:
ـــ طيب يا أسماء.. أنتم طالبتم باستقالتى ومحاكمتى.. ماذا كسبتم؟!
ــ كسبنا الحرية.
أطلق مبارك ضحكة عالية وقال:
ــ الحرية أم الفوضى؟
ــ مادمنا تخلصنا من ظلمك فكل شىء يهون.
ــ أنا مازلت موجودا.. صحيح أنكم تروننى فى قفص الاتهام لكننى موجود فى كل مكان.. مازال كل شىء فى مصر يتم كما أريد، بل لقد صرت فى الواقع أقوى من قبل.. أبنائى وتلاميذى منتشرون فى كل مجال.
ــ سنطهر مصر من أتباعك جميعا.
ــ ليس من حقكم.. ألم تعترضوا على الانتخابات المزورة. ستكون الانتخابات المقبلة نزيهة لكنها ستأتى برجالى إلى الحكم. سوف يكسب أبنائى وتلاميذى الأغلبية ويشكلون الحكومة المقبلة.
ــ ماذا تقصد؟!
ــ يوما ما سوف تكتشفين أننى لست شخصا.. أنا طريقة تفكير. رؤية معينة للحياة. نظام كامل متكامل.
صمت مبارك قليلا ثم ابتسم وقال:
ــ بعض الذين كانوا أعدائى بالأمس صاروا اليوم حلفائى وسيصوتون فى الانتخابات كما أطلب منهم.
ـــ سوف نستأنف الضغط حتى يكتمل التغيير.
ــ لم يعد ذلك ممكنا.
ـــ كما أسقطناك سوف نسقط نظامك.
ــ المصريون أصبحوا يكرهون الثورة.
ــ غير صحيح.. افتح هذا الباب لترى عشرات الشبان متضامنين معى.
ــ المصرى بطبيعته لا يحب الثورة وهو يطمئن مادام خاضعا إلى حاكم قوى حتى لو ظلمه.. لقد عرضت عليكم أن أستمر فى منصبى حتى شهر سبتمبر لكنكم رفضتم فماذا كانت النتيجة.. المصريون أصبحوا منهكين ومحبطين.. السياحة انقطعت والاستثمارات تلاشت ولم يعد المصرى يأمن على أولاده من البلطجية.. حوادث قتل وإطلاق نار فى كل مكان.
ــ أنت السبب. البلطجية أطلقهم، أتباعك، ورجالك هم الذين يتآمرون من أجل إفقار المصريين وترويعهم حتى يندموا على الثورة.
ــ فى الحرب كل شىء مباح.
ــ سوف ننتصر وسوف ترى.
ــ أوهام. الناس أصبحوا يكرهون الثورة بل إن كثيرين منهم يعتبرونكم خونة.
ــ أنا لا أسمح لك.
ابتسم مبارك بغيظ وقال:
ــ هل يجوز أن تحدثى من هو فى سن جدك بهذه الطريقة؟
ــ أنا أتكلم مع سفاح تسبب فى موت آلاف المصريين.
ــ وأنت متهمة مع زملائك بتلقى أموال من جهات أجنبية.
ــ أنتم تطلقون الأكاذيب من أجل تشويه الثورة. الاتهامات التى قالها اللواء حسن الروينى بلا دليل، وقد تقدمنا ضده ببلاغ إلى النيابة العسكرية.
ابتسم مبارك وقال:
ــ تقدمتم ببلاغ ضد الروينى.
ــ طبعا.
ـــ أنا الذى سأحقق فيه.
ــ إذا كنت أنت الذى ستحقق فى البلاغ ضد اللواء الروينى فأستطيع أن أتوقع النتيجة.
ساد الصمت ونظر إليها مبارك باستخفاف.. نهضت أسماء وقالت:
ــ سأنصرف.
ــ أنا أحذرك.
ــ افعل ما تشاء.
ــ إذن انتظرى قرار النيابة فى الخارج.
حملت أسماء حقيبتها واستدارت لتنصرف، وكأنما استفز ثباتها مبارك فقال:
ــ هل تعلمين أن التهم الموجهة لك قد تلقى بك عشر سنوات فى السجن الحربى.
تطلعت إليه أسماء وقالت بهدوء:
ــ أثناء الثورة.. كنت أنزل كل يوم من بيتى وأنا أدرك أننى قد أموت فى أى لحظة. القناصة التابعون لك كانوا يقتلون زملائى أمامى. لم نعد نخاف من الموت... افعل ما تشاء، لكن مصر سوف تنتصر عليك وعلى أتباعك.
خرجت أسماء وأغلقت الباب بعنف.. أمام الحجرة كان عشرات الزملاء واقفين ينتظرون مع المحامى.. اجتمعوا حولها وألحوا عليها ليعرفوا ماذا حدث فى التحقيق.. ترددت قليلا ثم زفرت بغضب وقالت:
ــ هل تعرفون من الذى حقق معى؟
تطلعوا إليها متساءلين فقالت:
ــ حسنى مبارك.
لم تبد عليهم الدهشة، وقال أحدهم بصوت عال:
ـــ مهما فعلوا فإن الثورة ستنتصر.
وأيده الحاضرون جميعا...
الديمقراطية هى الحل
أسماء محفوظ: كيف يحاكم مبارك محاكمة مدنية وأنا عسكرية؟
تعجبت الناشطة السياسية أسماء محفوظ قائلة كيف يحاكم حسنى مبارك ورموز نظامه محاكمات مدنية بالرغم من كل الجرائم التى ارتكبوها.. فى حين أنا أحاكم محاكمة عسكرية لمجرد أننى كتبت رأى معين على صفحتى الخاصة على موقع فيس بوك، متسائلةً كيف يحدث هذا بعد الثورة التى قمنا بها وأبهرت العالم بأسره.وأوضحت أسماء وهى تبكى خلال حوارها - ببرنامج (آخر كلام) على قناة أون تى فى مساء الاحد - أنها لم تتطاول على المجلس العسكرى ولكن كل ماحدث أنها فى مداخلة هاتفية بأحد البرامج قامت بوصف اللواء الروينى بأنه (كاذب) وذلك بعد أن اتهمها وزملاءها بأنهم بلطجية بعد أحداث العباسية.
واشارت أن اللواء الروينى قد اعترف على نفسه قبل ذلك فى أحد الفضائيات بأنه أحياناً يروج شائعات بغرض جس نبض الشارع.
ونوهت أن كل ما يقال عنها من أنها تمتلك سيارة فارهة وأرصدة فى البنوك محض إفتراءات ولا أساس له من الصحة، وألمحت أسماء أنه كيف تخرج بكفالة 20 ألف جنيه بينما خرجت الوزيرة السابقة عائشة عبدالهادى المتهمة فى قضية كبيرة وهى (موقعة الجمل) بكفالة 10آلاف جنيه فقط.
ورداً على سؤال حول من الذى قام بدفع الكفالة لها أجابت أسماء محفوظ أن زملاءها الشباب قاموا بتجميع المبلغ من بعضهم البعض ورفضوا كل العروض التى تقدم بها العديد من الشخصيات العامة والكبيرة لدفع الكفالة لها.
اخبار اخرى عن اسماء محفوظ فى مدونتى :
-
خروج أسماء محفوظ بعد دفع الكفالة المقررة عليها | افتكاسات
-
النيابة العسكرية تفرج عن أسماء محفوظ بكفالة 20 ألف جنيه | افتكاسات
-
البرادعى : تقديم أسماء محفوظ للقضاء العسكري.. مهزلة | افتكاسات
-
إستدعاء أسماء محفوظ للقضاء العسكري غدا | افتكاسات
-
واشنطن تنتقد إحالة أسماء محفوظ للمحاكمة العسكرية | افتكاسات
-
اسماء محفوظ : شباب 6 ابريل وحلم يتحقق | افتكاسات
-
والد أسماء:العسكري تعامل مع ابنتى بمنطق الأبوة | افتكاسات
- حازم ابو اسماعيل يهاجم المجلس العسكري | افتكاسات
-
العسكري يتنازل عن محاكمة محفوظ عسكرياً | افتكاسات
-
موسى: 140 حرفا حاكمت "أسماء" عسكريا | افتكاسات
مجهود نبيل
ردحذفعــــــــاشت اسمــــــــــــاء بنت مصـــــــــــروحفظك الله من كل ســـــوء ابن بلدك حمـــــــــــاده الحســـــــــــــيني
ردحذفاستمر فأنت قادم بقوه
ردحذف