شهدت جمعة "استرداد الثورة" في مصر ارتفاع أصوات مطالبة بسحب الشرعية من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى دفة السلطة في البلاد منذ رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك، بسبب ما اعتبره المشاركون فيها عدم استجابته للمطالب الشعبية بتحقيق مطالب الثورة.
وندد آلاف المشاركين في الجمعة التي شارك فيها نحو خمسين ألفا في ميدان التحرير بأداء المجلس وبما وصفوه بالتباطؤ على صعيد نقل السلطة، فضلا عن عدة قرارات كان أبرزها تفعيل قانون الطوارئ، رغم تأكيد العديد من الفقهاء القانونيين البارزين أنه انتهى دستوريا ولا يمكن تمديده إلا باستفتاء شعبي.
وفي غياب معظم القوى الإسلامية عن الميدان، خصوصا الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية، تركزت هتافات المحتشدين في الميدان على المطالبة بإنهاء حكم المجلس العسكري وتسليم السلطة للمدنيين مع التأكيد على رفض استمرار قانون الطوارئ.
وامتلأت أرجاء الميدان بلافتات تقول "الشعب يريد جدولا زمنيا لنقل السلطة للمدنيين.. وقانون الطوارئ وسيلة قمعية تريد أن تقبض روحنا الثورية.. ولا للمحاكمات العسكرية للمدنيين.. والمجلس العسكري يقود الثورة المضادة.. ونطالب بإقالة المشير طنطاوي حتى يُحاكم مبارك وكل خونة البلد بجد".
واختص كثيرون المشير محمد حسين طنطاوي بهتافات تطالبه بالرحيل حينا وحينا بلافتات وصلت إلى تشبيهه بمبارك والإيحاء بأنهما وجهان لعملة واحدة، في حين تعالت مطالبات بعضهم بالعودة إلى الاعتصام في الميدان حتى استكمال الثورة.
وشهد الميدان توزيع منشورات تتهم رئيس المجلس المشير طنطاوي بأنه قاد انقلابا عسكريا خادعا، وأن المجلس انقلب على الشرعية الثورية والدستورية معا، وقاد تواطؤا على الثورة والتفافا على مطالبها، وتآمر على المستقبل الاقتصادي والسياسي للبلاد.
انتقادات ومطالب
وألقى المعارض المصري المقيم باليمن الشيخ وجدي غنيم كلمة مباشرة عبر إذاعة داخلية، وصف فيها المجلس العسكري بأنه كذاب لأنه أعطى تواريخ عدة لنقل السلطة دون الوفاء بها، بحسب تعبيره.
واعتبر غنيم المجلس متآمرا على الثورة، لأنه يستجيب للضغوط الأميركية والإسرائيلية، بدليل رده المتخاذل على مقتل الجنود المصريين على الحدود. وأشار إلى أن طنطاوي كان يتقاضى بدل ولاء من مبارك لذلك جاءت شهادته أمام المحكمة شهادة زور لصالح مبارك، كما قال.
ومن جهته، طالب المرشح المحتمل للرئاسة الدكتور محمد سليم العوا بسرعة وضع جدول زمني لنقل دفة الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة. وأعلن من منصة حزب "الوسط" تعليق حملته لانتخابات الرئاسة، واصفا الاستمرار فيها دون تحديد موعد لها بأنه عبث لا يجوز، وسير في طريق متوهم.
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور عمرو حمزاوي، فأكد أن هناك أربعة مطالب لجمعة اليوم تتمثل في تعديل قانون الانتخابات، وصدور مرسوم بقانون بالعزل السياسي لأعضاء الحزب الوطني المنحل، ووضع جدول زمني محدد لنقل السلطة، وإلغاء حالة الطوارئ.
وأعلن استمرار التظاهر حتى السادسة مساء، وأنه لابد من منح المجلس العسكري مهلة إلى الأحد المقبل كي يستجيب للمطالب الأربعة.
تجمع.. وإضراب
وقد شهد الميدان مولد تجمع "لا للرقيب العسكري على الصحافة"، وأعلن عدد من الصحفيين بمقتضاه رفضهم لمنع المجلس العسكري طبع بعض الصحف إلا بعد حذف موضوعات تنتقد المجلس أو أجهزة المخابرات.
وأعلن عدد من مصابي الثورة اعتصامهم في الميدان، وإضرابهم عن الطعام حتى تتم الاستجابة لمطالبهم التي لخصها رؤوف محمد للجزيرة نت بقوله "نريد علاجا سليما بمستشفيات آدمية، وتوفير معاش كريم لأصحاب الإصابات الكلية أو الجزئية، مع تسفير الحالات الصعبة للعلاج بالخارج".
في الوقت نفسه لم ينس عدد من المشاركين بقية الثورات العربية فارتفعت أعلام سورية ويمنية، كما رفعت لافتات تؤكد على عدم نسيان القضية الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى