«عيد اللحمة» هكذا يطلق المصريون علي عيد الأضحي المبارك الذي يأتي كل عام في ظل ارتفاع أسعار اللحوم ليزداد الفقراء شعوراً بالحرمان والعجز،
وليبدأ محدودو الدخل في البحث عن لحوم رخيصة، وللأسف فإن جشع التجار يفسد فرحة المصريين بالأعياد، حيث تنشط موجات رفع الأسعار بلا مبرر وليلقي الجزارون الاتهامات علي «المربين» الذين يلقون باللوم علي تجار الأعلاف ثم ندخل في دوامة «الأسعار العالمية» لنصبح في النهاية أمام مافيا حقيقية تتحكم في أسعار اللحوم ولا يعرف أحد عنهم شيئاً. «الوفد» قامت بجولة بالأسواق لترصد حركة البيع والشراء قبيل عيد الأضحي المبارك.
ارتفاع أسعار الأضاحي بنسبة 30٪
كشفت جولة الوفد بالأسواق عن ارتفاع أسعار الأضاحي في أسواق القاهرة والجيزة بنسبة 30٪ عن العام الماضي وقبل أسبوعين من عيد الأضحي. وتتراوح أسعار الخراف الحية ما بين 30 و33 جنيهاً للكيلو قائم، وأسعار الجاموس ما بين 24 و26 جنيهاً للكيلو بزيادة تصل إلي 5 جنيهات على العام الماضى، أما البقري فتتراوح أسعاره بين 26 و29 جنيهاً للكيلو.
وقال بعض التجار إن الأسعار هذا العام تختلف عن العام الماضي، حيث كانت الزيادة في الأعوام السابقة بسيطة ونسب ارتفاعها كانت تصل إلي 5٪ و10٪ من إجمالي الارتفاع هذا الذي وصل إلي 25٪ و30٪ وتعتبر هذه النسب مرتفعة جداً عن العام الماضي.
وقال التجار إن الأسعار هذا العام جاءت صادمة للتاجر والمواطن معاً، بعد أن وصل الخروف الحي الذي يزن 50 كيلو لأكثر من 1600 جنيه علي عكس العام الماضي تماماً، والتي كان يتراوح سعره ما بين 800 و1000 جنيه للكيلو بزيادة وصلت إلي 500 جنيه.
واعتبر التجار أن من أهم الأسباب التي أدت إلي ارتفاع الأسعار عدم فتح المجال أمام المستوردين للاستيراد من الخارج وكان يوجد أسواق كثيرة لأنواع المارينو والأسترالي والبرتغالي، بالإضافة للبرقى والبلدي الفلاحي وكان ذلك يعمل علي خفض الأسعار، حيث لا يتعدى سعر الكيلو القائم عن 12 جنيهاً والبلدي الفلاحي 22 جنيهاً، فاليوم اكتفى كل صاحب شادر لـ 30 رأساً علي الأكثر لضمان بيع «ثلث» الكمية علي الأقل.
وقال أحد التجار إن الثورة الليبية تسببت في إحجام الليبيين عن التعاقد مع التجار المصريين للبيع فانتهز الآخرون الفرصة وقاموا برفع الأسعار، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأعلاف حيث وصل سعر الطن لأكثر من 2700 جنيه.
وجاءت نسبة الإقبال علي شراء الأضاحي ضعيفة نسبة بالعام الماضي، حيث وجد المواطنون بدائل جديدة لمواجهة الارتفاع مثل قيام مجموعة بالاشتراك في شراء عجل جاموسي أو بقري وفي بعض الأحيان يشترك مجموعات أخري ممن هم محدودو الدخل في شراء خروف واحد وتتم المناصفة فيما بينهم.
وأكد أحد التجار أن سبب ارتفاع الأضاحي في القاهرة والجيزة ارتفاع أسعار الأعلاف وانعدام التربية داخل المنازل، وهذا يؤثر بالسلب علي إنتاج السوق المحلي ويؤدي إلي انعدام القدرة الداخلية علي طرح أجود أنواع الخراف والمواشي التي كانت تملأ السوق المصري في التسعينيات.
وأضاف محمود السيد - تاجر خراف - أن الاستعدادات هذا العام أقل من المعتاد في السنوات السابقة وسيعتبرونه يوماً عادياً من أيام السنة لأن الوضع هذا العام مختلف تماماً والسوق أصابه الركود بسبب الأوضاع بعد الثورة.
الشوادر تكسب!
شهدت شوادر اللحوم إقبالاً من الزبائن لتلقي رواجاً بين محدودي الدخل لرخص اللحوم، حيث تبيع الشوادر اللحم البلدي والمستورد بأسعار تتراوح بين 30 و37 جنيهاً والهدف منها محاربة الغلاء وانخفاض أسعار اللحوم من وجهة نظر أصحاب الشوادر كانت سبباً قوياً لإقبال المواطنين علي شرائها من الشادر، حيث يتم إنزال ما لا يقل عن نصف طن لحوم يومياً، تستنفد كلها. ويتيح الشادر بيع أي كميات يحتاجها المواطن لكن بشرط أن يتم تقطيعها إلي أجزاء لضمان عدم حصول الجزارين عليها بهذه الأسعار المدعمة فيعيدون تعليقها في محالهم وبيعها للمواطنين بأسعار أغلي.
وأكد علي محمود - صاحب شادر - أن المحافظة ووحدة الطب البيطري تقوم بالإشراف عليهم، بهدف مساعدة محدودي الدخل في الحصول علي اللحوم المدعمة بسبب زيادة إقبال المواطنين علي شراء اللحوم من الشادر، ووصفوا لحوم الشادر بأنها عالية الجودة.
وأكد لطفي كمال - جزار في شادر - أن اللحوم تأتي في عربات مجهزة وتتم تشفيتها أمام المواطنين.
ويسعي أصحاب الشوادر لزيادة عدد الشوادر، خاصة أنها مقامة بترخيص لاستخدام المياه والكهرباء من المحافظة ويعمل في كل شادر ما يقرب من 4 عمال لخدمة أكبر عدد من الزبائن، كما يسعون إلي تطوير مستوي الشادر عن طريق عمل منافذ مصنوعة من الألوميتال بدلاً من شوادر القماش وسيتم تزويدها بالثلاجات والمكيفات بما يتناسب مع طبيعة اللحوم المباعة دون أن يؤثر ذلك علي أسعار اللحوم، والهدف من ذلك التطوير هو إثبات للجميع أن اللحوم المباعة داخل الشوادر ليست لحوماً فاسدة كما يشيع عنها البعض.
التقت «الوفد» بفاطمة محمود - ربة منزل - أكدت أن لحمة الشوادر في حدود إمكانياتها وقالت إنها تستطيع شراء اللحمة مرتين أو ثلاث مرات خلال الشهر الواحد وبكميات كبيرة، وأصبح الآن تناول اللحوم المدعمة من الشادر لا يؤثر علي متطلبات الأسرة. فيما لخص البعض الفائدة التي تعود عليهم من وراء اللحوم من الشادر.
وأعربت ليلي مصطفي - ربة منزل - عن سعادتها قائلة: «كفاية أن العيال هياكلوا لحمة» حيث اعتادوا علي شراء اللحوم من الشادر لأن أسعاره أقل من أسعار الشارع التي أصبحت نار وإن كانت لحوم الشادر «عجوزة» شويتين!
تفاوت!
تفاوتت أسعار اللحوم البلدية داخل محلات الجزارة حيث وصل سعر كيلو الكندوز لـ 50 جنيهاً، و40 جنيهاً للبتلو، و55 جنيهاً للضاني، و60 جنيهاً للبقري، ومن المتوقع أن تستمر الأسعار في زيادتها حتي الأيام الأخيرة قبيل العيد، وذلك في بعض المناطق الشعبية.
وقال أصحاب محلات الجزارة إن سعر كيلو الخروف «البرقي» القائم هذا العام وصل إلي 35 جنيهاً وقد كان العام الماضي قبيل العيد 30 جنيهاً ثم وصل إلى 32 وارتفع فجأة ليصل إلي 34 بزيادة 5 جنيهات على العام الماضي، وأن الخروف البلدي أو المعروف بالفلاحي يتراوح سعر القائم فيه إلي 30 إلى 28 جنيهاً للكيلو مقابل 25 العام الماضي.
أما عن سعر كيلو لحم العجل القائم فيصل إلى 28 جنيهاً وكان السنة الماضية بسعر يتراوح ما بين 26 إلي 27 للكيلو، أما العجول الجاموسي فسعرها وصل إلي 23 جنيهاً للقائم.
وأكدوا أن سبب ارتفاع الأسعار هذا العام هو ارتفاع أسعار أعلاف المواشي، وأيضاً سماسرة اللحمة الذين يلعبون دور الوسيط بين التجار الكبار والصغار، وأضافوا إذا استمر الحال كما هو سيصل سعر اللحمة إلي 70 جنيهاً للكيلو و75 جنيهاً للضاني المذبوح.
وقال التجار إن طمع بعض التجار يجعلهم يبيعون اللحم السوداني المستورد للزبائن علي أنه لحم بلدي، وكذلك يزال الختم الأزرق للحم السوداني ليختم بختم أحمر فيتم بيعه بسعر 60 جنيهاً بدلاً من 38 للكيلو.
وأعربت «منال» - ربة منزل - عن ضيقها بسبب ارتفاع الأسعار ووصفتها بأنها «مش معقولة» وأكدت أنها قامت بتخفيض الكمية التي اعتادت علي شرائها في الماضي لكي تستطيع الشراء، وقالت إذا استمرت الزيادة فسوف تفوق الأسعار قدراتها وتعجز تماماً عن شراء اللحمة، ولولا عدم ضمان جودة اللحوم التي تباع في الشوادر رخيصة الثمن فلا تردد لحظة علي الشراء منه.
المجمعات.. أكثر إقبالاً
فيما حطمت عدد من المجمعات الاستهلاكية الأسعار لبيعها اللحوم بأسعار تتراوح بين 31 و36 و40 جنيهاً للكيلو، والسبب توافر كميات كبيرة من اللحوم المستوردة من السودان وأثيوبيا وأستراليا، وأكد العاملون بالمجمعات الاستهلاكية أن اللحوم تأتي لهم مذبوحة ومدموغة من مذابح العين السخنة وسفاجا.
وأكد العاملون بالمجمعات الاستهلاكية أنه تم التعاقد مع الشركات الموردة للحوم علي توفير 2500 عجل طازج منها 750 عجلاً استرالياً بسعر 40 جنيهاً للكيلو و1500 عجل سوداني وأثيوبي بسعر 5.34 جنيه للكيلو، مشيراً إلي أنه سيتم توفير 3500 خروف مجمد كامل وأجزاء بسعر يبدأ من 29 حتي 39 جنيهاً، و2500 طن لحوم كنذوز مجمدة بسعر يبدأ من 30 جنيهاً حتي 36 جنيهاً للكيلو.
أوضحوا أنه سيتم أيضاً عرض 300 ذبحة بسعر يبدأ من 40 جنيهاً حتي 50 جنيهاً و1500 ذبحة ضأن بلدي بسعر يبدأ من 55 جنيهاً للكيلو و50 طن بتلو بسعر يبدأ من 19 حتي 29 جنيهاً للكيلو وأكثر من 2000 خروف بلدي حي بسعر 30 جنيهاً للكيلو قائم.
وقالت ربة منزل إن اللحوم الأثيوبية لها نفس مذاق اللحوم البلدي ولا يمكن تفريق الطعم، ولذلك فهي تشتري هذه اللحوم بدلاً من اللحوم المجمدة إذا لم تجد اللحوم البلدي لأنه بالرغم من انخفاض أسعار اللحوم المجمدة إلا أن مذاقها لا يكون علي مستوي اللحوم البلدي أو الأثيوبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى