«الأسوأ» و»الأخطر».. وصفان لازما تغطية الصحف العالمية والعربية لأحداث العنف التى شهدتها منطقة ماسبيرو وسط القاهرة أمس ، وبينما رأت صحف أن الأحداث زادت من انعدام الثقة بين الشعب والمجلس العسكرى فى مصر ، حذرت أخرى من التأثير السلبى لتلك الاحداث على مسار الثورة ومستقبل البلاد.
فمن جانبها ، وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الصدامات بين الأقباط والجيش فى القاهرة أمس الأول بأنها أسوأ موجة عنف منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن نيران الاحتجاج الطائفى فى مصر اشتعلت لأنها استهدفت المجلس العسكرى الذى يحكم مصر منذ ثورة 25 يناير فيها الجيش فى تسليم السلطة وهو ما أدى إلى زيادة فجوة انعدام الثقة بين المواطنين تجاه الجيش. ولفتت الصحيفة إلى انه عندما اندلعت المصادمات، هرع بعض المسلمين لحماية المتظاهرين الأقباط من عنف رجال الشرطة بينما قال آخرون إنهم جاءوا من اجل مساعدة الجيش فى اخماد الاحتجاجات تحت اسم الاستقرار ليتحول المشهد إلى معركة فوضوية حول الحكم العسكرى ومستقبل مصر. وفى ذات الاتجاه، رأت صحيفة «الجارديان» أن تلك الأحداث تنذر بأن مصر يتهددها خطر عظيم اذا لم تحل تلك المشكلة من جذورها. من جانبها، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن المصريين طالما تفاخروا بالشعور المشترك بالمواطنة التى تتجاوز الحدود الدينية لكن العنف الطائفى فى مصر ما بعد الثورة عزل الاقلية المسيحية التى تمثل حوالى 10 % من عدد السكان. الأحداث هيمنت أيضا على الصحف العربية، فمن جانبها كتبت صحيفة القدس افتتاحية قالت فيها: «إذا أردت أن تدمر بلدا، وتمزق نسيجه الاجتماعى، وتجمد نموه الاقتصادى، فما عليك إلا تفجير الأزمات الطائفية فيه، لان هذه الأزمات إذا اندلعت نيرانها فستحرق كل شىء قابل، أو حتى غير قابل للاحتراق». وأشارت الصحيفة إلى انه فى بلد صغير مثل لبنان، استمرت الأزمة الطائفية لأكثر من 16 عاما من القتال الدموى، واحتاج البلد حوالى عشر سنوات حتى يتعافى جزئيا من آثارها، ويلملم جراحه بالتالى، متسائلة: «ما بالك إذا انفجرت هذه الأزمة فى بلد كبير، مساحة وسكانا مثل مصر؟».
وحذرت الصحيفة من استغلال «بعض المتطرفين حالة الغضب القبطى هذه، من الجانبين القبطى والاسلامى، ويشعلون نيران الصدامات الطائفية فى البلاد بصورة تؤدى الى انتشارها فى مدن عديدة خاصة فى الصعيد، مما يجعل السيطرة عليها عملية صعبة ومكلفة ماديا وبشريا. ودعت العقلاء من الاقباط للتدخل فورا، وان يهدئوا من روع بعض الجماعات المتشنجة، والانخراط فى حوار بناء يؤدى الى حل المشاكل الحالية، والحيلولة دون تكرار ما حدث، وفى المقابل يجب أن يكون المجلس العسكرى اوسع صدرا وأكثر تفهما لمطالب هؤلاء من اجل مصلحة البلاد العليا وامنها واستقرارها». وأعربت الصحف اللبنانية الصادرة أمس عن أسفها الشديد لتصعيد الوضع الأمنى فى مصر وأدانت الممارسات الداعية الى إذكاء نار الفتنة بين أبناء شعب مصر. وعنونت صحيفة المستقبل صفحتها الاولى بـ«الفتنة الطائفية تغرق القاهرة فى الفوضى»، فيما كتبت صحيفة النهار تقريرا اخباريا بعنوان: «نار الفتنة» الطائفية تهدّد بإشعال مصر. وبدورها، اعتبرت صحيفة «الأنوار» أن أحداث ماسبيرو تعد أخطر تصعيد فى مصر منذ تنحى مبارك. ورأت صحيفة السفير من جانبها فى هذا التطور أكبر تهديد لثورة «25 يناير» وعلامة على فشل سلطات المرحلة الانتقالية فى إيجاد حل للتوتر الطائفى، والذى يجمع الثوار على انه أخطر أداة تملكها قوى الثورة المضادة، بحسب الصحيفة. وبدورها، تساءلت صحيفة اللواء حول «من يقف وراء الاشتباكات الطائفية فى مصر؟ ومن يسعى الى تفتيت وحدة الشعب المصرى واجهاض خطوة الانتقال السلمى إلى مرحلة الديمقراطية والحكم المدنى؟». وفى اسرائيل وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن ما حدث فى مصر أمس الأول يؤكد التفكك والجهل والفشل السياسى الذى ترتكبه الإدارة الأمريكية فى الشرق الأوسط، فالولايات المتحدة أخطأت حينما ساندت الثورة للإطاحة بحسنى مبارك حسبما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت فى افتتاحيتها أمس الأول.
وتابعت الصحيفة أن الاشتباكات الدموية التى وقعت بين أقباط مصر وقوات الأمن توضح بشكل عملى، أن الإصرار الأمريكى على الإطاحة بحسنى مبارك خلق كارثة فى المنطقة، مما يؤثر سلبا على إسرائيل التى تخشى أن تصل الفوضى إلى جنوبها. وحذرت الافتتاحية من تفشى الفوضى فى أنحاء مصر قائلة إن «سيناء اصبحت بؤرة للإرهاب، والسفارة الإسرائيلية تتعرض لغارات متهورة من المتظاهرين، والإخوان المسلمين يصعدون باتجاه السلطة، كل ذلك أصبح خارج السيطرة بعد إقالة مبارك».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى