آخر المواضيع

آخر الأخبار

26‏/11‏/2011

العسكرى «بيدعك» الفانوس!

485

محمد الدسوقى رشدى

عجيب أمر المجلس العسكرى وناسه، لم يفهموا حتى الآن أن ثورة المصريين كانت ضد نظام مبارك، وليس ضد مبارك فقط، لم يفهموا أن ثورة 25 يناير كانت مثلها مثل إعلان «جرافينا» الشهير فى التسعينيات تسعى نحو نسف الحمام القديم بأكمله وليس المرحاض الرئيسى فقط.
لم يفهموا بعد أن الثورات فى تكوينها أقرب ما تكون إلى البراكين لا الزلازل، بحيث تبدأ بهزات خفيفة قبل أن تنفجر لتقلب باطن الأرض على رأسها وتزيل كل ملامح الأمكنة القديمة التى تتخذها ثورة البركان مجرى وممرا، ألم يكن أعضاء المجلس يشاهدون مسلسل «الكبير أوى» حتى يدركوا أن نظام مبارك بالنسبة للمصريين كان مثل الجزرة التى «قطمها الجحش» انفجرت فى وجهها ثورة لتذهب به إلى حيث لا توجد رجعة؟
الواضح أن المجلس لم يشاهد المسلسل، ولم يشاهد الثورة أصلا، لا على الهواء مباشرة، أو حتى عبر شرائط الفيديو وإلا لما كان وقع فى نفس الفخ والخطأ مرتين، ولجأ كلما طالبناه برئيس حكومة بالهرولة نحو قاعدة بيانات الحزب الوطنى واختيار أحد رجال الحزب، فأرسل شرف فى المرة الأولى لميدان التحرير ثم إلى «التابعى» بتاع الفول والطعمية ونجح فى مداعبة مشاعر الميدان ومشاعر المواطنين، فحصلنا على رئيس وزراء كما خيال الظل يحركه المجلس كيفما أراد، وحينما انتهت صلاحية شرف وألاعيبه التوترية والتابعية والدموعية، وعاد الشعب للميدان يطالب بحكومة إنقاذ وطنى حقيقية أغمض المجلس عينيه وأصم أذنيه وذهب إلى دفاتر الحزب الوطنى ونفض الغبار عنها ودعك الفانوس ليخرج لنا بالدكتور كمال الجنزورى من كهف عميق بعد أن نسى الدكتور الجنزورى نفسه أن هناك حياة سياسية أصلا.
اختيار الجنزورى لرئاسة حكومة الإنقاذ الوطنى يكشف عن وجهين للمجلس العسكرى أترك لك أنت اختيار أحدهما.. الوجه الأول يقول بأن الناس فى هذا المجلس مثلهم مثل أهل الكهف مغيبون تماما ولا علاقة لهم بالواقع الذى يعيشونه، للدرجة التى تدفعهم لاختيار رجل كان من رجال مبارك وكان يجلس فى الصف الأول لمؤتمر الحزب الوطنى عام 2009 رئيسا لحكومة الثورة الشابة، أما الوجه الثانى فيقول بأن الناس فى المجلس العسكرى مازالت تمارس نفس سياسة الاستعلاء التى اتخذها نظام مبارك مذهبا، وجعلت «ودن من طين وأخرى من عجين» فى مواجهة مطالب المتظاهرين والعقل والمنطق الذى لا يقول أبدا بأن بلدا قامت فيه ثورة من أجل تمكين الشباب يصبح رئيس وزرائها فى عمر 77 وكان أجبن من أن يتكلم أو يفتح فمه ليكشف فساد سلطة مبارك طوال سنوات طويلة رافعا شعار الصمت حتى ولو كان على حساب الوطن.
أزمة اختيار الجنزورى لرئاسة الوزراء لا تتوقف عند شخصه أو طبيعة الاختيار ذاته، بل تمتد إلى ماهو أبعد، إلى إصرار المجلس العسكرى على تحدى القوى السياسية والمتظاهرين، الذين خرجوا ليطالبوه هو بالرحيل فاكتفى بتغيير الحكومة وعلى مزاجه كمان، ولذلك يبقى السؤال الأهم هنا.. هل يحتاج المجلس العسكرى إلى أخصائى تخاطب لكى يفهم أن هتافات المصريين فى الميادين كانت تطالبه بالرحيل وتسليم السلطة إلى مجلس مدنى قادر على أن يفى بالوعود التى فشل فى تحقيقها جنرالات المجلس العسكرى؟، إن كان الأمر كذلك فلا مشكلة؛ لأن إعلانات وأرقام هواتف أخاصئيى التخاطب أكثر من الهم على القلب فوق الحوائط والأعمدة بجوار جامعة القاهرة.. فليذهب للعلاج حتى يحفظ الله هذا الوطن من شر أمراضه وشر العدوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى