الطيار على مراد الذي قال " لا " يروى حكايته مع زكريا عزمي !
فاكرين الطيار الذي رفض تفتيش الطائرة المصرية في مطار غزة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ؟
كان موقفاً بطولياً ولذلك استحق عليه ان يتم ايقافه وفصله ورفض تنفيذ احكام قضائية بعودته
وعدم السماح له بالعمل في شركات طيران أخرى إلى أن عاد منذ أيام لعمله من جديد .
قصة الطيار علي مراد والتي يحكيها اليوم بحريته في السطور القادمة.
ما الذي حدث؟
في يوم 8 سبتمبر سة 2000 كنت طالع رحلة إلى مطار غزة
وكنت أول مرة أطلعها ..ولكل رحلة لها ظرف خاص بها يحتوي على تعليماتها ،
فقرأتها ووجدته لا يحتوي اي تعليمات غير عادية وهي رحلة قصيرة
حوالي 55 دقيقة، هبطت المطار وقلت لمن معي "عاوزين نخلص بسرعة علشان
نلحق نصلي الجمعة" فقالوا لي "لأ احنا هنتأخر لأن زمايلنا قالوا لنا ان
هناك تفتيشاً يحدث من القوات الاسرائيلية " فطلبت الظرف الخاص بالرحلة
ولم أجد أي تعليمات خاصة بذلك ،وبمجرد أن توقفت بالطائرة احاطتها 3 عربات
ومعهم مسلحين .. كان منظراً غريباً لم أشاهده من قبل،
بعد هبوط الركاب صعد مندوب وقال لي أنهم يريدون تفتيش الطائرة، فرفضت
لعدم وجود تعليمات بذلك،ووجدت ان هناك موقفاً فيه نوع من العنف والمظهرية
على الطائرة المصرية، وطلبت أمن الطائرة وسألته
فقال لي "لا توجد عندي تعليمات بالتفتيش" فقلت له "بالنسبة لي انا عندي
تعليمات تحكمني وهي قانون الطيران المدني ومعاهدة شيكاغو والقانون يقول
أن قائد الطائرة هو المسئول الأول عن أمنها سلامتها وإذا رأى أن
هناك شخص يعرض سلامتها وأمنها للخطر أأمره بالنزول، كما ان القانون
يقول أنه ممنوع صعود أي شخص مسلح على الطائرة، حتى الحراسات الخاصة
بالمسئولين يقوموا بتسليم الأسلحة ويتم افراغ الطلقات منها ووضعها
في ظرف وتسليمه لقائد الطائرة ويتسلموه أثناء نزولهم، هذه أرض مصرية ولها سيادة مصرية
ومحدش يحط رجله عليها، هذا ما قلته لهم .. قالوا "أصل فيه معاهدة اسمها "واي ريفر"
وهي معاهدة سرية موقعة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل ، فقلت لهم
"وانا مالي انا مصري وهذه الطائرة ملك الحكومة المصرية وليس لي علاقة بمعاهدة
بينكم كما أننا لم نبلغ بهذه الاتفاقية" وطلبت منهم فرصة للرجوع للإدارة فأرسلوا لي قائلين
"اتبع تعليمات الطيران المدني" ، وكلمت السفير المصري فأرسل مستشارين
وجلسوا مع الاسرائيليين ولكن بائت المحاولة معهم بالفشل ومنعوا الركاب والبضائع
من الصعود ، فعدت لمصر وبمجرد عودتي اتهمت من قبل الادارة بالاساءة إلى
العلاقات المصرية الاسرائيلية ، وكانت مفاجأة كبيرة اتهامي بذلك من قبل رئيس مجلس الادارة،
وكانت علامة استفهام كبيرة، وحولني للمحاكمة.
من كان رئيس مجلس الادارة؟
لا اريد ذك اسمه لأنه كان ينفذ تعليمات وزير سابق والذي كان ينفذ تعليمات النظام.
ماذا حدث بعد ذلك؟
مجلس الدولة برأني وقال في حيثيات الحكم "حافظ على كرامة وطنه بحسبان أن الطائرة قطعة
من أرض مصر في الوقت الذي تملص فيه المسئولون وفي حوزتهم قانون الطيران المدني
ومعاهدة شيكاغو وخطاب من لأمن القومي المصري يقول أنه ممنوع تفتيش الطائرة المصرية
في غزة كمبدأ المعاملة بالمثل حيث أن طائرات العال الاسرائيلية لا تفتش في القاهرة"
وكان هذا الحكم سنة 21 مارس 2001 .
حصلت على البراءة، لماذا تم الايقاف إذن؟
كلمني بعض المسئولين وقالوا لي "هترجع الشغل بس محتاجين اعتذار تقول فيه انك ماكنتش
تعرف ان فيه تفتيش وإن لو كنت تعرف كنت وافقت على تفتيشها"، فقلت لهم "أنا اسف"
فقالوا لي " طيب احنا هننشر هذا الكلام على لسانك" فقلت لو نزلتوه هكذب هذا الكلام،
فقالوا لي انت حر.من الذي كلمك؟
صحفي كبير مقرب إلى الرئيس السابق وقال لي في النهاية انت هترجع وانت حر.
ولماذا كان يتحدث معك؟
لأن وقتها كانت مشكلة الطائرة التي سقطت في أمريكا وأنا كنت رئيس رابطة الطيارين،
وبالفعل بعد عودتي بدأت المشاكل، والمضايقات، مرة راجع من نيروبي الفجر
والمفروض اننا نركب سيارة خاصة بالشركة وكان في ناس كتيرة واقفه فأمرت بأن
تنقل العربية الناس على مراحل وفضلت واقف لغاية ما الكل مشيوا، بعدها
فوجئت بأني محول للنيابة الإدارية وقالوا لي اني عملت تجمهر في الشركة وأن هناك شكوى
مقدمة من رئيس مجلس الادارة بذلك وشهد عليها اثنين من السائقين، النيابة أخذت اقوالي
ثم استجوبت السائقين فقالوا[color:7bf2=green"احنا عندنا عيال عاوزين نربيهم ورئيس مجلس الادارة
جبنا وقالنا نقول الكلام ده" فعاقبتهم النيابة بخصم ثلاثة أشهر، كان هذا في شهر ابريل،
في شهر مايو أخذت إجازة وبعد عودتي منها ذهبت لتسلم جدولي فوجدت
قراراً يقول أنني انقطعت عن العمل وتم رفدي ! طيب ليه؟ انا معايا ورقة رسمية بالأجازة
فذهبت للنائب العام وقدمت فيهم بلاغ فكلموني من الشركة وقالوا ان هذه غلطة وستعود للعمل،
ثم مباشرة قالوا ان اخر رحلة طرت بها كانت للأقصر وعرضت سلامة الطائرة للخطر
بطيراني في ظروف جوية غير ملائمة، وأوقفني عن العمل،والمفروض أنني لا أسافر إلا بإذن
من برج المراقبة الجوي ولو هناك ظروف غير مناسبة يمنعني من الطيران
وعندي أمن في الطائرة ، يعني مش بمزاجي اخد طائرة وأطلع فيها وقالوا اني غير منضبط
فذهبت للأقصر وربنا وفقني وجبت أوراق الرحلة وأني سافرت وانا معي 106 ركاب
ورجعت ومعي 168 راكباً وطالع في معادي وراجع في معادي ، ذهبت للتحقيقات وبعد اخذ
اقوالي أخذوا قرار بتنزيلي لمساعد طيار وهي اهانة فظيعة
فذهبت للمحكمة وطلبت الملف الاصلي للتحقيق فيه وصدر الحكم في 16 – 4 – 2003
بإلغاء كل قرارات الايقاف والتنزيل، فجائت وزارة الطيران المدني ومصر للطيران
عملوا طعنين على الحكم وتم رفضهما ، ووقتها كلمني أحد رؤساء التحرير للصحف القومية
وقال لي "عاوزينك تبقى عبرة!".
لماذا يحدثك وبأي صفة؟
مش عارف، حتى اني وجدتهم ينشرون أخبار تقول أنني مش لاقي أأكل عيالي،
وهذا غير صحيح، وأنا فهمت أنهم يتعمدون ذلك حتى أصبح عبرة .
من هذا الذي كلمك؟
لا يوجد عندي ورقة تثبت انه كلمني وبالتالي لا أريد ذكر اسمه.
ماذا حدث بعد ذلك؟
رفضوا تنفيذ حكم المحكمة فرفعت دعوى لعزل الوزير السابق ، وحكم في القضية له بالبراءة لأنه وزير.
ولكن هناك وزراء حكم عليهم بالحبس لعدم تنفيذ حكم قضائي ؟!
لكن هذا الوزير حكم له بالبراءة ، هو وزير محصن، وبعدها ذهب مجموعة من النواب وقدموا طلب
احاطة للوزير عن هذا الموضوع ولم يناقش الطلب، كان نظام فاسد بالكامل.
ماذا فعلت وقتها؟
رحت للقضاء ورفعت قضية تعويض، قبلها لأني عندي بيت وأولاد عاوز أربيهم بعت بيتي وعربيتي
وعربية مراتي وحتة أرض عندي وسيلت كل الفلوس وحطيت الفلوس في بنك حتى لا يشعر أولادي
بأي أزمة، حتى هذه الشقة إيجار وليست تمليك، حتى زوجتي كانت تقول لي
"هنعمل ايه لما الفلوس دي تخلص؟" فكنت أقولها "ربنا يسهل!"
لماذا لم تبحث عن عمل في شركة أخرى؟
ذهبت لشركة خاصة لأطلب العمل فيها فقالوا "ماشي بس احنا عارفين ان عندك مشاكل" فذهبت
لرئيس الهيئة العامة للطيران المدني فقال لي لازم تكون هناك موافقة من الوزير
فطلبت منه ان يكلمه فكلمه في التليفون فقال له " مفيش مانع" فكلمت رئيس الشركة
وأنا في مكتبه ليؤكد له بنفسه عدم ممانعته في عملي في الشركة، فأرسلت الشركة الخاصة
خطاب بأسماء سبعة طيارين وأنا منهم فجاءت الموافقة بأسماء الستة وتم استبعادي ، طيب ليه؟
قالوا اصل الوزير رافض وكلمني بعد ما مشيت وانا مش عاوز مشاكل.
كيف عدت مرة أخرى؟
كابتن وليد مراد وهو رئيس رابطة الطيارين كلمني وقال لي ان اللواء مهندس حسين مسعود
عاوز يقعد معاك ليحل الموضوع، فقلت له أنا تحت أمرك، فقال لي انه مختلف عن المسئولين
السابقين فذهبت وجلست معه وذهبنا إلى الوزير فقال لي "اهلا بيك في بيتك وانتم قاعدين
واحنا ماشيين " فشكرته عل تنفيذه لحكم المحكمة ، فلقيتهم ناشرين في الجرائد انهم وافقوا
على عودتي العمل على اساس ان الفلوس بعدين، فقلت أنا موافق والفلوس تخلص وقت ما تخلص.
ألمحت لشخص قريب من الرئيس السابق كلمك ، فمن هو وماذا طلب منك؟
الدكتور زكريا عزمي كلمني وقال لي "تشتغل وظيفة ادارية، عندك مانع؟"
وكان هذا عام 2003 فلم أرد،
وكان يتخيل اني سأرفض، فطلب مني الرد فقلت له " اذا كان هذا امر الريس هنفذه من غير
ما اتكلم" فقال لي " ماتلاوعش في الكلام عندك مانع ولا لأ؟ " فقلت له :
لأ ماعنديش مانع وبلغ الريس تحياتي، وبعدها فوجئت
بأنهم نشروا أني رفضت الوظيفة الادارية.
ولماذا لم تكلم الدكتور زكريا عزمي؟واكلمه ليه؟! النظام كان شغال بهذا الفساد.
هل كان لك مشاكل مع الشركة قبل موقف طائرة غزة؟
كنت وقتها أدافع عن موقف الطائرة بوينج 990 التي سقطت في امريكا وكان عليها 217 راكب
و 33 ضابط من القوات المسلحة وانا معي حتى الان توكيلات من اسر الشهداء العسكريين
الذين كانوا على الطائرة وكنا ندافع عنهم على اساس ان اللجنة المصرية في هذا الوقت
كانت ضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن سمعة طائراتنا، وانا كنت اطالب بالتحقيق في احتمال
اسقاط الطائرة وهذا الاحتمال لم تتطرق اليه لجنة التحقيق.
ولماذا ترى أن الطائرة اسقطت؟
لأن فنيا مجموعة الديل الموجودة لا تجعلها تنزل بنفس الزاوية التي سقطت بها،
هناك ملاحظات فنية تضع هذا الاحتمال في الاعتبار، وبعدين هم صحوا الرئيس في
هذا الوقت وطلبت انا تسجيل ضابط المراقبة الجوية والمفروض ان هناك تسجيل
لمكالمة بينها وبين الطيار، اين هذا التسجيل؟
اين صور الرادارات العسكرية؟ مش موجودة، هم كانوا مفروض يضعوا عدة
احتمالات لسقوط الطائرة
ولكنهم وضعوا احتمال العيب الفني والانتحار ولم يضعوا احتمال الاسقاط.
شبكة الاصداقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى