على غرار عبده مشتاق، قبل الدكتور كمال الجنزورى رئاسة وزراء مصر خلفا لعصام شرف بمجرد عرضها عليه رغم اعتراض ميدان التحرير الذى أبعد مبارك نفسه عن الحكم وكأنه كان ينتظرها بل يتمناها ، فبدلا من أن ينأى بنفسه عن مصير عصام شرف ويرفض تشكيل وزارة يحركها المجلس العسكرى قبل على الفور واختار أن يدخل في القائمة السوداء التى يسطرها ثوار ميدان التحرير بدمائهم.
الجنزورى الذى تجاوز عمره السبعة والسبعين عاما لم يعبأ برفض الملايين لوجوده في الساحة السياسية بعد الثورة، وكأن المصريون قاموا بثورتهم ليأتوا بعصام شرف أحد وزراء حكومات مبارك وكمال الجنزورى رئيس وزراء إحدى حكوماته.
الجنزورى حرص في أول يوم له بعد اختيار المجلس العسكري له رسميا ليترأس حكومة الإنقاذ الوطنى على أن يفتح ماسورة من التصريحات الإعلامية لكل القنوات الفضائية الرسمية منها والخاصة، تجاهل الحديث فيها على موقف ملايين ميدان التحرير منه مرددا نفس أحاديث المجلس العسكرى عن أن ثوار ميدان التحرير لا يمثلون مصر وأنه يعلم جيدا أن رجل الشارع العادي يثق فيه ويعتبره متحدث بلسانه، وربما يقصد المواطن فى عهد مبارك، القريبون منه يؤكدوا أنه يعانى من أمراض الشيخوخة كالزهايمر!
رئيس حكومة "ميدان العباسية" بدأ مهام عمله بالتأكيد على أن المشير غير راغب في السلطة مضيفا أنه إذا لم يتأكد من ذلك لرفض التعامل مع المجلس العسكرى وقبول مهام تشكيل الحكومة الجديدة رغم أن الرجل نفسه سبق وتعامل مع مبارك وإستمر 3 سنوات في منصبه دون أن نسمع أنه إعترض على قرار واحد لمبارك ،أكد أن يملك جميع الصلاحيات لإدارة ما تبقي من المرحلة الإنتقالية.
رئيس الوزراء الذى لن يستمر في منصبه في أحسن الظروف أكثر من 7 أشهر أكد أنه لن يتوانى في إعادة هيكلة وزارة الداخلية وتعيين وزير مدنى لها رغم تأكيده أيضا على أنه سيبقي على عدد من وزراء حكومة شرف لكفاءتهم، ترأسه للحكومة في عهد مبارك في الفترة من يناير 1996 وحتى أكتوبر1999كانت مثارا للجدل ، فأدخل على البلاد ما يعرف بالخطة العشرينية " تتم خلال 20 سنة " ولكونه خريج زراعة إهتم بالمشاريع الخاصة بالزراعة ولكنه أهدر مليارات الجنيهات في مشاريع لم تدر دخلا على البلاد للوقت الحالى فبدلا من التركيز على زراعة أراضي الدلتا والأماكن القريبة من الماء ، توجه الى الصحراء فأنشأ مشروع مفيض توشكى الذي يقع في أقصي جنوب مصر، وشرق العوينات ،تعمير سيناء.
اللافت، أن معظم تلك المشروعات التى صرف عليها مليارات الجنيهات لم تدر جنيها واحدا على خزينة الدولة من بداية التسعينات وحتى الأن يذكر للجنزورى أن أبرم صفقة بيع 100 ألف فدان للوليد بن طلال بتوشكى ، أنشأ في عهده الخط الثانى لمترو الأنفاق ، وأهم القوانين التى صدرت في عهده هو قانون الإيجار الجديد الذى ترتب عليه الإرتفاع الجنونى لأسعار الشقق وإستحالة تملك الشباب للوحدات السكنية التى يقطنون بها.
الجنزورى يبرر عدم إستمراه في رئاسة الحكومة في عهد مبارك لأكثر من 3 سنوات بأنه كان لا يستأذن مبارك في قراراته ، والأيام ستفصح عن مدى توافق قرارات الجنزورى مع إتجاهات المجلس العسكري.
الدستور الاصلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى