محمد بوعزيزي شاب يبلغ من العمر ستة وعشرين عاما، يحمل شهادة جامعية واضطر للعمل بائع خضر متجولا بسبب البطالة. أحرق نفسه الشهر الماضي أمام مبنى محافظة سيدي بوزيد احتجاجا على معاملة الشرطة السيئة وإهانتها لكرامته. توفي بالأمس في المستشفى متأثرا بجراحه.
احتجاجه على حياة الفقر والهوان أطلق موجة غير مسبوقة من المظاهرات العفوية على سياسة التهميش التي تشهدها المناطق الداخلية من البلاد. نسبة البطالة في صفوف حاملي الشهادات الجامعية بلغ أربعة عشر بالمئة تقريبا وهي ظاهرة تقلق المجتمع التونسي. وعلى الرغم من التضييق الأمني الشديد إلا أن عددا كبيرا من المحتجين وجد متنفسا في التعبيرعلى شبكة الإنترنت.
شاب آخر ينتحر علانية في الثاني والعشرين من ديسمبر/كانون الأول في منزل بوزيان. وهي نفس المدينة التي شهدت مقتل شخصين برصاص الشرطة عندما تدخلت قوات الأمن لفض الاحتجاجات.
لم تعتد البلاد هذا النوع من الاحتجاجات في عهد الرئيس بن علي، الذي يتربع على كرسي الرئاسة منذ ثلاثة وعشرين عاما، بسبب السياسة القمعية التي يتبعها نظامه. لكن تزايد عدد المنضمين إلى حركة الاحتجاج أجبره على كسر الصمت فقام بتهديد المحتجين وسارع بإقالة محافظ سيدي بوزيد وبتعديل حكومي استهدف وزير الإعلام.
سياسة كم الأفواه نجحت في وضع المعارضة في صفوف المشاهدين الذين يراقبون ما يدور في الشارع دون المخاطرة بالتدخل. الجميع يعرف أن أحداث سيدي بوزيد ربما لن تقود إلى تغيير سياسي جوهري في البلاد، ولكنها تظل شاهدا على عمق المأساة التي يعيشها المجتمع والشباب التونسيان.
Copyright © 2011 euronews
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى