"مكّمل المشوار اللي ابتديته.. وأنا مش أعز من الناس اللي ماتت في التحرير"، بهذه الجملة بدأ حديث أحمد حسين الطبيب الميداني المختطف لـ بوابة الشروق، يغالبه التفاؤل والإصرار.
يتذكر مشهد بكاء والدة الشهيد علاء عبد الهادي طالب الطب فيزداد إصراره قائلا "هكمل لأني مش هقدر أخون الناس دي".
من نتحدث عنه، واحد ممن يطلق عليهم المجلس العسكري "القلة المندسة"، وينظر إليه المواطنين بأنه ممن "خّربوا البلد"، وتطبق عليه الجهات الأمنية "قانون الطوارئ، فهو في مخيلتهم يهدد الأمن القومي.
الطبيب أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء، و مدير إدارة حقوق المرضي النفسيين بالأمانة العامة للصحة النفسية، وعضو أطباء بلا حقوق، وأحد أطباء المستشفى الميداني بالتحرير.. كل تلك المناصب لم تشفع له كثيرا لدى الجهات الأمنية، ففي الفترة من 30 نوفمبر لـ20 ديسمبر تم اختطافه مرتين.
انشغل حسين في الأيام القليلة الماضية بتوثيق الإصابات وأعداد الشهداء، بعدما وجد سيطرة كاملة من أفراد الأمن والإداريين على أطباء مستشفى القصر العيني - بحسب قوله.
وفى 20 نوفمبر، اختطف الطبيب أحمد حسين وتم تهديده بعدم توثيق أعداد المصابين والشهداء وتقارير الطب الشرعي، وأطلق سراحه دون أن يعُلم أحدا، فدائما ما يؤثر المصلحة العامة على مصلحته الشخصية، وواصل حسين نشاطه معلقا على ذلك "مفيش حاجه اسمها معاش لأهالي شهداء أو مصابين ... كل دا مش موجود".
فما كان جزاءه إلا أن يتم اختطافه للمرة الثانية في 18 ديسمبر وتهديده وحرقه، وهو ما دفعه للخروج عن صمته ويتحدث للإعلام عن التهديدات التي تلقاه بعدم التحدث في السياسة أو المشاركة في عمليات توثيق أعداد المصابين والشهداء.
وتقدم حسين صباح اليوم الأربعاء، ببلاغات للنائب العام للتعدي عليه واحتجازه، مؤكدا أنه لن يصمت عن حقه ولن يترك المصابين وأهالي الشهداء، كما يرى أن الخروج من الأزمة الراهنة لا يتطلب سوى عودة الجيش لمهامه الأصلية في حماية الوطن وحدوده وتسليم السلطة للمدنيين.
الشروف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى