وديع عواودة-حيفا
تؤكد إسرائيل رسميا أن دعوتها رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت تندرج ضمن مساعيها لتعزيز علاقات الصداقة بين البلدين، لكن مراقبين يؤكدون أن الزيارة تأتي في الواقع بهدف تصدير آلاف المتسللين الأفارقة لإسرائيل إلى الدولة الوليدة مقابل حصولها على دعم اقتصادي.
ويوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان له أن إسرائيل وجنوب السودان اتفقتا خلال زيارة سلفاكير على تبادل السفراء وبدء الدعم لجنوب السودان من أجل بناء ذاتها كدولة ناشئة.
لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مصادر "سياسية عليا" في إسرائيل قولها إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بحث مع سلفاكير كيفية مساعدة دولته الحديثة العهد في الزراعة والتكنولوجيا والأمن الداخلي مقابل موافقتها على استقبال آلاف الأفارقة الذين تسللوا من السودان وإريتريا وغيرها من البلدان الأفريقية عبر صحراء سيناء.
وأشارت الإذاعة إلى أن قضية ترحيل المتسللين الأفارقة إلى جنوب السودان هي القضية الجوهرية المطروحة اليوم بين الجانبين مؤكدة أن زيارة سلفاكير جاءت أساسا لهذا الغرض.
يشار إلى أن حكومة إسرائيل اتخذت خلال جلستها الأسبوعية الأحد الماضي قرارا بتصعيد مراقبتها للحيلولة دون تسلل الأفارقة الذين تعتبرهم تهديدا للاقتصاد والأمن الاجتماعي وترى في ازديادهم خطرا إستراتيجيا.
لا اتفاق بعد
من جانبها تقول وزارة الخارجية الإسرائيلية إن بحث موضوع المتسللين تم على هامش الزيارة التي تناولت بالأساس سبل تعزيز التعاون بين البلدين وتقديم المساعدات لدولة جنوب السودان.
وفي رده على سؤال للجزيرة نت أوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يجئال بلمور اليوم أنه لم توقع أي اتفاقية بعد بخصوص استيعاب المتسللين الأفارقة لإسرائيل في جنوب السودان، مشيرا إلى أن هناك قيودا قانونية تفرض أن يوافق المتسلل نفسه على قرار ترحيله لدولة ثالثة.
ويشير بلمور إلى أن العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان -التي اعترفت بها الأمم المتحدة قبل نصف عام- تتجه نحو مزيد من التعزيز معتبرا ذلك "شراكة طبيعية" بين البلدين.
كما نفى بلمور وجود أي اعتبارات غير معلنة تتعلق بنهر النيل والبحث عن النفوذ في أفريقيا والجانب الاستخباراتي، مؤكدا أن الزيارة خطوة حيوية لمأسسة التعاون في مجالات مختلفة كالاقتصاد والمياه والطاقة.
لكن رئيس اللجنة البرلمانية لمعالجة قضية المتسللين وعضو الكنيست عن حزب الليكود داني دانون لم يخف رغبة إسرائيل في حل مشكلة اللاجئين الأفارقة من خلال جنوب السودان.
وقال في تصريح نشر على موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن إسرائيل أطلعت سلفاكير على خطورة ظاهرة المتسللين وأكدت له أنها مشكلة قومية داعية إياه للتعاون من أجل استيعابهم في إطار مشروع مشترك يروم تأهيلهم مهنيا وتشجيعهم على قبول الرحيل.
وأضاف دانون -الذي رافق سلفاكير في زيارته القصيرة لإسرائيل- "من جهتنا سنقدم دعما لجنوب السودان في المجال العسكري والترفيه والزراعة، وبالتأكيد هذه زيارة تاريخية".
الأرض الموعودة
نفس الشيء أكده الرئيس الإسرائيل شمعون بيريز خلال استقباله سلفاكير حيث وصف زيارته بـ"اللحظة التاريخية المؤثرة" موضحا أن ولادة جنوب السودان جاءت عكس كل التوقعات وأنها علامة فارقة في مسيرة الشرق الأوسط وفي رعاية قيم المساواة والحرية والسلام وحسن الجوار".
ووفق بيان بيريز فقد عبر سلفاكير عن تأثره البالغ لزيارته "الأرض الموعودة" وشكر دعم إسرائيل له قائلا إن جنوب السودان لما كانت لتقوم لولا الدعم الإسرائيلي.
وتابع "تجمعنا قيم مشتركة وسنعمل على تعميق التعاون الثنائي وتعزيز الروابط الإستراتيجية بيننا".
وقال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية السابق ألون ليئيل في تصريح للجزيرة نت إن إسرائيل تبحث عن تحقيق أهداف سياسية ومعنوية واستخباراتية بقرارها السريع الاعتراف بجنوب السودان.
وأكد أن إسرائيل تهتم بكل دولة جديدة وتقيم معها علاقات دبلوماسية حتى ولو كانت صغيرة وفقيرة.
وأضاف أن السودان طالما كان بلدا معاديا لإسرائيل لهذا شجع المسؤولون الإسرائيليون الجنوب الموالي لهم على الانفصال بهدف إضعاف الخرطوم.
وتابع "عملت إسرائيل على دعم جنوب السودان، واليوم أتوقع زيادة دعمها في مجالات الاقتصاد والاستخبارات والصحة وغيرها".
وأشار ليئيل إلى أن إسرائيل سعت لتأسيس دولة صديقة لها بجنوب السودان لزيادة نفوذها في القارة ولاستخدامها ورقة ضغط ضد مصر التي تعد منابع النيل بالنسبة لها مسألة إستراتيجية.
المصدر: الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى