يرفض عادل إمام الاستسلام لنظرية أنه مجرد ممثل، قد يختلف أو يتفق عليه جمهوره، يرفض الابتعاد بفنه وتاريخه عن الصخب الاعلامي، يريد دائماً ان يضع نفسه فى كادر واحد مع السياسيين والعسكر أو أى شخص له علاقة بالسلطة داخل هذا البلد، اقتناعاً منه بأنه الزعيم عادل إمام، ولكن الصدفة وحدها وضعت أمامى صورة له وهو يصافح اللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية أثناء تواجد الاثنين بالكاتيدرائية لحضور قداس عيد الميلاد المجيد، وجدت عادل إمام فى الصورة وهو يصافح اللواء بدين، تبدو عليه ملامح الفخر والسعادة والنشوة بوضع يده فى يد أحد الرجال الذين يحكمون مصر الآن، وجدته لا ينحاز للشعب فى الصورة وإنما ينحاز لغروره وكبريائه، كأنه يريد القول أثناء مصافحته للواء بدين «الزعيم يؤيدكم وفخور بكم» والغريبة أن نفس الصورة التى لا يخجل منها عادل إمام تكررت من قبل مع جمال مبارك، الذى بايعه عادل إمام وطالب به رئيساً للمصريين لأنه يرى فيه المنقذ، وجدنا داخل أرشيفنا صورة تجمعه بجمال مبارك فيها نفس النظرة، ونفس حب الظهور ونفس التأييد المبالغ فيه، فقررنا وضع الصورتين بجوار بعضهما لنستخرج رابطا بينهما، وهو أن عادل امام يبحث دائما عن أن يصبح زعيما لكل عصر، فهو لا يخجل من تصرفاته ولا مواقفه، يريد ان يصبح دائماً صديق السلطة مهما كانت وبأى ثمن، يريد ان يصبح صانع قرار فى بلد لا يعترف سوى بأنه ممثل كوميدى لا أكثر ولا أقل، وهى الفكرة التى يرفضها تماما، ويكرهها بشدة، فكانت ورطته من قبل بأن يرمى بتاريخه تحت أقدام عائلة مبارك، ويشكك فى الثورة المصرية ويعلن مساندته لهم.. حتى بعد سقوطهم اعتقد انه أذكى من الجميع، فقرر الخروج علينا فى وسائل الإعلام وعلى صفحات الجرائد ليعلن مساندته للثوار وتراجعه عن مساندة وتأييد للنظام السابق، والآن يعود للعب نفس الدور الذى لا يجيد لعب غيره.. وهو أن يقف بجوار العسكر ويؤيدهم فى مواجهة الأصوات التى تطالبهم بتسليم السلطة لمدنيين والرجوع لثكناتهم. هو دائماً فى صف السلطة وضد الشعب، على الرغم من ان هذا الشعب هو من صنع منه نجماً ووضعه بين الكبار، ولكنه ينكر هذا ويتصرف دائماً كأنه أتى إلى الدنيا نجماً وزعيماً ومفكرا ومحللاً سياسياً.
الآن يجب أن يعلم عادل إمام جيداً انه صنيعة هذا الشعب، هو من جعله نجماً وزعيماً، وان هذا الشعب ايضاً قادر على تحطيمه وركل نجوميته اذا ما استمر فى خذله ومنافقة أى شخص يجلس على كرسى السلطة بداخل هذا البلد
مصطفى عمار
الفجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى