كنا نعتقد أن ثورة 25 يناير ستقدم لنا حلولا للألغاز، المتراكمة في عهد المخلوع.. فإذا بنا أمام ألغاز جديدة، تستعصي علي الفهم.. بل تفجر الغيظ داخل كل إنسان.. فرغم مرور عام – تقريباً – علي الثورة.. إلا أن آلاف اللصوص والفاسدين، مازالوا يمرحون في الوطن للحد الذي جعلهم يتحدثون كثوار.. فإذا أخذنا «عبد الرحيم الغول» مثلاً.. سنكتشف أن الرجل الذي كان يدافع عن النظام، بجسده ويديه قبل عقله ولسانه.. يزعم أنه كان معارضا من الأشاوس ضد «أحمد عز» و«جمال مبارك»!. ووصلنا إلي الحد الذي جعلنا نسمع من الفريق أحمد شفيق «ربيب النظام»، يتحدث علي أنه كان شوكة في حلق النظام! فضلاً عن العشرات من الوزراء ورجال الأعمال الذين حصلوا علي ما يتجاوز الحلم والخيال من مكاسب.. امتلكوا القدرة علي القول بأنهم كانوا من الرافضين لفساد هذا النظام سياسياً واقتصادياً.
دعنا من كل هؤلاء أو أولئك.. فالتوقف أمام لغز الألغاز الذي يحمل اسم «سوزان ثابت» – سوزان مبارك سابقاً – يصيب العقل بحالة من حالات الذهول.. فالأمة كلها تعلم أنها كانت الدينامو الذي يحرك مؤسسات الفساد في الوطن.. وسمعنا وعرفنا أن جهاز الكسب غير المشروع حقق معها.. ثم عرفنا عن يقين أن الأجهزة المعنية ضبطتها متلبسة بانحرافات مالية.. أي أنها ارتكبت جرائم فساد ثابتة بالضرورة.. ووسط زحام الأحداث وضجيجها.. فوجئنا بتسوية لملفها وطي صفحات فسادها بضربة خاطفة غير مفهومة.. قد تكون الشفقة البلهاء هي التي جعلتنا نغض البصر عنها.. لكنها لم تقدر ذلك.. راحت تمارس دور القائد الأعلي للثورة المضادة.. تجري ما بين المركز الطبي العالمي، حيث يرقد مخلوعها. وبين سجن طرة حيث يعيش ولداها.. وبين تلك المسافة الطويلة قبعت في مكان لا نعرفه، تمارس منه كل عمليات الإساءة لمصر والتحريض علي الثورة.. تنفق الملايين مع طلعة كل صباح، مستهدفة هدم الوطن بعد أن شاركت في تصدعه.
«سوزان ثابت» القائد الأعلي للثورة المضادة في مصر، لا تكف عن حياكة المؤامرات في كل ألوان الموضة!! فقد تمرست تلك المرأة علي عمل الترزي القادر علي إلباس الحق ثوب الباطل.. وببراعتها تستطيع أن تجعل الباطل يتزين في ثوب الحق.. يحدث ذلك علي مرأي ومسمع من جميع أجهزة الدولة الرسمية.. والعجيب انه لا يوجد من يقدر علي ردعها.. فبدا الأمر كما لو انها تملك مفاتيح صمت، كل من يجرؤ أو يملك القدرة علي الكلام. راحت تمارس التهديد لزعماء ومسئولين كبار في منطقة الخليج، ونشرت الصحف انها تبتزهم بما لديها من وثائق وأفلام مسجلة.. وفيما يبدو أن عتادها من المستندات الخطيرة، جعل الإعلام قبل كبار المسئولين في الوطن يغضون الطرف عنها.. وباعتبارها الخطيرة التي انخدعنا فيها – وكنت واحداً من اولئك المخدوعين – راحت تمارس الحرب في أبشع صورها، لتردع من يخشي بأسها.. وبما أنني لا أخشاها أو غيرها من المتفرعنين.. أشير إليها بأصابع يدي العشرة، لأؤكد أنها الرأس التي يجب قطعها حتي لا تتكرر الحرائق الرهيبة التي اشتعلت علي مدي عام منذ قيام ثورة 25 يناير العظيمة.
لا تقولوا لي إنها تنازلت عن بضعة ملايين ضبطناها متلبسة باختلاسها.. لا تحاولوا إقناعي بأنها باتت مكسورة وضعيفة للحد الذي يفرض علينا الشفقة بها.. فهي خاطبت دولاً أوروبية ومسئولين مع زعماء كبار.. حرضتهم علي الوطن والثورة.. نشرت وسائل الإعلام جميع التفاصيل.. نجحت إلي حد ما فيما ترتكبه من جرائم.. ويتجلي ذلك في قدرتها علي تأسيس فرع لجماعة «آسفين يا ريس» بمنطقة الخليج.. وأخذ هذا الفرع من الكويت مقرا له.. والدنيا كلها تعرف أنهم دعموها بعشرات الملايين من الدولارات مع حفنة محامين مغمورين، جاءوا محاولين: «بيع المية في حارة السقايين»!
أخطر ما قامت به «سوزان مبارك» – سوزان ثابت حاليا – هي تلك الرسالة التي بعثت بها إلي ثلاثة أعضاء من الكونجرس الأمريكي.. اعترفت في الرسالة بأن «المخلوع» كان يقبل بأن يحيطه مائتان من الوزراء وكبار المسئولين يمارسون العمالة والخيانة للوطن لحساب الأمريكان.. بل ذهبت لما هو أكثر من ذلك فأوضحت أنها كانت تقوم بمهام سرية لحسابهم إذا رفض المخلوع ما كانوا يطلبون منه.. أسهبت في رسائلها وذكرت جرائما واضحة بالضرورة.. وقد نشرت «روزاليوسف» تفاصيل تلك الرسالة – القنبلة – وأخشي أن نتعامل معها كل ما سبقها من جرائم ارتكبتها تلك السيدة.
لم يعد مقبولاً الصمت علي جرائم قرينة المخلوع.. فالذي يخشي من ابتزازها وإرهابها، بما تملك من مستندات وشرائط صوت وصورة.. يمكنه أن يحترم نفسه ويبتعد عن موقع المسئولية.. وإن كان بيننا من يضع مصر في مكانها الصحيح، حيث تعلو علينا جميعا.. فيجب التحفظ علي تلك السيدة ومحاكمتها علي تحريضها ضد الوطن والثورة.. ويمكن اعتبارها جزءا من الذين يقولون عنهم إنهم متآمرون.. فقد كانت «سوزان مبارك» هي السيدة الأولي في تلقي المعونات من الخارج، لتخريب الوطن قبل وبعد الثورة.. أم أن القانون يحاسب المحترمين المعروفين باحترامهم بيننا بالضرورة.. ولا يحاسب المتآمرين الذين يعترفون بما ارتكبوا من خيانة؟ ثم تسألون لماذا يغلي الشباب؟! الحقيقة واضحة لكن الذين يلعبون دور الأعمي لا يملكون قدرة وجرأة الفنان «محمود عبد العزيز» في فيلم «الكيت كات» وهذا يجعلني أسألكم الدعاء بالرحمة لمؤلفه المبدع الراحل «إبراهيم أصلان»!
10/01/2012
كتب نصر القفاص : القائد الأعلي للثورة المضادة!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
الأستاذ الفاضل نصر القفاص, انا بحاول أجمع كل جرائم الفساد في عصر مبارك وبعمل على حصرها لتكون عبرة للأجيال القادمة
ردحذفبرجاء زيارة صفحة "أرشيف الفساد" على الفيسبوك