المتهم برئ حتي تثبت إدانته ، أو حتي يعيش الديمقراطية ، هذا ما أثبته السياسيون في مصر المضطهدين و المظلومين عقود من الزمن ، دائماً ماكنا نري الإخوان المسلمين في مصر أنهم رافعي راية الحق في وجه فرعون ، كان لهم دوماً التصفيق و التحية و الحب و التهليل من البسطاء و السياسيون الشجعان أو حتي الصامتون منهم ، كانوا حشو السجون و معارك الإنتخابات ضد الحوت الأزرق الذي لا تخلو صناديق الإنتخابات من التسبيح برموزه ، كانوا يرفعون دوماً شعار الإسلام هو الحل ، الإسلام القيم و المبادئ ، كنت أراهم في الثوب الملائكي علي الدوام ، كنت أراهم معصومين من الخطأ و أنهم ككيان مجتمع كالنوع الواحد لايقبل التهجين ، هذا لأني كنت أجلس في مقاعد البسطاء ؛ الدرجة التالتة في مدرجات كرة القدم ، أشاهد المشهد من علي بعد ولا أستطيع الحكم لأن الحقيقة لا تتضح أمامي جلية ، كلنا كنا في طوابير العيش ، كلنا كنا في نفس المدارس و نفس الجامعات ، كلنا في نفس المجالس ، كلنا في نفس المواصلات ، لكنهم حين يجتمعوا تراهم ملائكيين ! ، تجرعنا كشعب واحد كمضطهدين و مظلومين من حاشية فرعون كل ألوان العذاب ، كدنا ننسي معني آدميتنا أو أقصد كدت أنسي ولا أدري أنسوا الآدمية أم لا ؟!!!
هذا أنا و الإخوان قبل الثورة
..........
وعندما تري النور يشع في الوجوه و رضي الله في علامة صلاة علي الجبين ختم إيمان مشهود ، تستجب لكل نداء و كل صرخة و كل حث علي الخير ، شيوخ و أئمة الدعوة السلفية قبل الثورة ( قبل الثورة لم أكن أفكر في السياسة ) فكانوا أداة لمعرفة الخالق وفقط ، كانوا دوماً يصلون بك للرجل الضعيف كانوا يثبطونك عن التفكير و قول الحق ، كانوا يدعونك للسكينة للظلم و الرضوخ للبطش و القهر و الإكتفاء بالدعاء ، كانوا دائماً يقولون اللهم أرفع عنا البلاء و الغلاء ولم تقم دعوة واحدة للبحث عن سبب البلاء و الغلاء ، قالوا إبدأوا بنفوسكم فماذا أفعل لو كنت بنفس نقية ؟!! القبول بالظلم هو الإجابة و الإحتساب عند الله ، أين الأخذ بالأسباب ؟!! لكنك تجدهم في الصعيد الآخر حين يروا شباب و رجال و نساء أنقياء القلوب و أشجع من الأسود زئيراً يطالبون بحقوقهم إذا بهم ينهروا فعلهم بالقول و الدعاء و يستهزئون بهم كأنهم خارجين عن شرع الله !!! بأي منطق هذا ؟!!! جعلوا حياتنا هي التفكير في الشهوات و الزهد في الدنيا عن كل شئ !
لنرضي بفقرنا مع أن الله أعطي أسباباً للفقر و أسباباً للغني و لك أن تطلب الحق في أن تعش حراً كريماً لا عبداً للنقود ، ألم يعش منهم من لم يملك المال ليداوي أهل بيته و يمحو ألم الجوع من بطونهم ؟!!! ألم يعلموا سبب الزنا و أطفال الشوارع و السرقات و الرشوة و الربا ؟!!
لسان لا ينطق بالحق و ينسيك الحق و يجعلك المؤمن الضعيف !!!
هذا أنا و شيوخ السلفية قبل الثورة
...........
وعندما تري الصامتون الصامتون الصامتون
لا تري سوي الأحزاب التي كانت تبات في غيوم من التهديد المستمر ، حتي باتت ألسنتهم مصابة بالشلل و إن كسبوا الجرأة في الكلام كان علي إستحياء ، قلة من كان لهم صوت عالي ، قلة من كانوا الحق يؤرق نومهم ، قلة من كانوا يصرخون في باطن الأيدي الباطشة ، فإما قطعت ألسنتهم أو تركوا حياتنا الدنيا و ذهبوا للخلاق أو بقوا معنا ليومنا هذا و الحق راية تتحرك كالدابة تتبع أراضيهم ، لكن صور لنا النظام أبطالاً ، كنا نظنهم لا يخشون لومة لائم ولا سوط ظالم ولكن إذا بهم من المتلونون و الكاذبون و لا تخفي عليكم أسمائهم فهي جلية و تتضح في كتاب الجيش والثورة الذي يتم توزيعه علي المجندين و في آخرين من قيادات الأحزاب صاحبة الأسامي اللامعة و الأفعال الوهمية ( بلا إنجاز و يكتفوا بالتصفيق و التاريخ واللون الأخضر )
............
تجمعوا معاً في ثوب الثورة !!!!!!
و نزل شبابهم و رجالهم و شيوخهم و نسائهم و أطفالهم منذ يوم 28 يناير 2011 ( الشعب يريد إسقاط النظام )
بدأ مبارك بالمماطلة و التشويه و التفرقة و المفاوضة ، بدأت تعلوا صيحات من البعض بالتهدئة و بدأت تظهر نوايا التراجع أطفأتها جموع الشعب الغفيرة البسيطة فقادت المتراجعين ورائهم ، لعلنا نسينا هذا التراجع ، تنحي مبارك و قفزت المؤسسة العسكرية علي الثورة بعقد زواج عرفي منجبة عشرات الأحزاب المولودة من أصل الذئب الجريح كأنها لعنة في أحد أفلام الرعب ، و كلها تضم الشباب ( المدعي الثورية ) ، ثورة شباب إذاً فهي أحزاب شبابية لنقنع الجميع أن هؤلاء هم الثورة ، هؤاء هم سماء الحرية و أمل المستقبل ، لم يعلم الشعب أن الأسود رجعت إلي عرينها و تركت أشبالها الضالة ترتع في ساحة ثورتنا كأنها لهم و ليست لنا نحن الشعب ، المجلس العسكري ذو الجيش الأقوي في العرب قوة وهمية تجعل إسرائيل تتكلم بثقة في كل وقت و في كل حين أنها قادرة علي أن ترد علي أي إعتداء الصاع صاعين و أنه لا يمثل لها أي من البلدان المجاورة أي تهديد لأنهم يعرفون أن الجيش قد أثقلت بطونهم المكرونة و المياه المعدنية و الأسلحة العيرة الموجودة للتصوير فقط و مناطحة الجوار في الجرائد فقط !!! ، وقفنا بإعتراض لم نقل سوي الشعب يريد إسقاط النظام و أكثر صور النظام تشويهاً للدولة هي الجيش فكيف تقنعوني أنه المؤسسة الوحيدة الشريفة في الدولة؟! بدأ مسلسل التراجع و التشويه و المجاملة و الهجوم و إغماض العيون و قتل و سحل و تعرية و بات مسلسل يومي كأنه مسلسل مهند و نور التركي و يكتفي السياسيين بتعليقاتهم الساخرة من الشعب حيناً و من الثوار حيناً آخر و للمجلس بعض المعاتبة من التراخي في الضرب بأيد من حديد . علت صيحاتهم لإسلامية و لم تعل لقول الحق . علت صيحاتهم لتسليم السلطة و لم تعل لدم الشهيد ، علت صيحاتهم لعيد الثورة و الإنتخابات و لم تعل لعرض بنات وطنهم !!!!
هذا أنا و السابقون و اللاحقون
..................
وضعنا أملنا في إنتخابات مجلس الشعب كما طالبونا بالصبر من أجل إعلاء الحق فإذا بالنفس الخبيثة تظهر نواياها و يظهر كيف يمكن أن يفرط إنسان في دم أهله و عرض بيته من أجل الكراسي !!! و تظهر دعوات للعفو عن المجلس العسكري و المسامحة و الدية !!!!
لو أملك أقبح وجه في الأرض و وقفت إلي جانبهم أمام المرايا لوجدني الناس أكثرهم حسناً و أكبروا مني عظمة وإجلالاً و أنا بلا كلمة
ولكني لا أفرط في عرضي و كرامتي و دم أهلي
وعندما أفتح كتاب التوقعات المرئية
أجد الإخوان المسلمين تتجه لحصة من ميزانية الدولة
شيوخ السلفية تتجه لجعل الجماعة السلفية ذات سلطة و سوط و سيط
أجد الليبراليين المصطنعين و الإشتراكيين المدعين هم كلاب لمن معه سوط السلطة
أجد الليبراليين و الإشتراكيين و الحركات الثورية و المراكز الحقوقية هم أهل السجون في المرحلة القادمة
وأجد المجلس العسكري متربعاً في جيشه و ممتلئة بطونه بدماء الشهداء
وأري إسرائيل تستعد لسحق الجيش المصري في أول دعوة لتحرير قطاع غزة بجيش وهمي إسمه الجيش المصري
سنكتفي بقتل 2 مليون مصري و تدمير بقايا الأسلحة الأمريكية و سنترك لكم خردة الحرب العالمية الأولي
........................
لا تصالح و لا تسامح
أنس القلا
6 يناير 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى