شهد أول تصادم دموي.. عندما أطلق الأمن المركزي داناته!!
مسجد القائد ابراهيم بالإسكندرية قاعدة ومركز لاندلاع وتحرك كل الأطياف والتيارات السياسية لتعبر عن نفسها وكان نقطة البداية التي خرجت منها ثورة 25 يناير ومازال هو القلعة التي يقصدها كل أبناء الإسكندرية من مختلف التيارات السياسية للاعلان عن فكرهم السياسي أو رأيهم تجاه قضية تشغل الرأي العام دور مسجد القائد ابراهيم لم يبدأ منذ اندلاع ثورة 25 يناير بل بدأ منذ السبعينيات واصبح شاهداً أساسياً ورئيسياً علي كل الأحداث السياسية في الإسكندرية وحتي بعد ثورة 25 يناير مازال مسجد وساحة ابراهيم هو نقطة البداية لانطلاق أي مظاهرة أو مسيرة الي اي مكان في الإسكندرية وارتبط اسم مسجد القائد ابراهيم باسم فضيلة الشيخ أحمد المحلاوي خطيب الثورة وإمام المسجد الذي يقول انه تولي مسئولية المسجد في عام 1975 حيث صدر قرار بنقله من مسجد سيدي جابر الي كفر الشيخ بسبب خلاف وقع مع النظام في ذلك الوقت ورفض المحلاوي تنفيذ القرار وانتهي الأمر بتوليه مسجد القائد ابراهيم.
أشار الشيخ المحلاوي إلي ان الموقع الجغرافي للمسجد جعل المسجد صورة مرئية لكل ابناء الإسكندرية كما ان كل المؤتمرات والندوات التي كانت تناقش القضايا الحساسة والتي يعيشها ابناء الشعب المصري كانت تعقد في المسجد وهناك قضايا كانت لا تستطيع وسائل الإعلام تناولها مثل موضوع اتفاقية كامب ديفيد وقانون المدعي العام الاشتراكي وكان المسجد في ذلك الوقت ملتقي لكل التيارات والأفكار السياسية حتي أننا كنا نقوم بدعوة الحزب الوطني لمناقشة أهم القضايا السياسية علي الساحة المصرية وهناك رموز سياسية ودينية كانت تحرص علي حضور هذه المؤتمرات.
أكد فضيلة الشيخ المحلاوي ان دور مسجد وساحة القائد ابراهيم هو نفس دور ميدان التحرير في مصر فقد أصبح المسجد هو أول ما يقصده رجال الإعلام لمتابعة الحراك السياسي في الإسكندرية كما ان المظاهرات والمسيرات تخرج من مكان واحد هو مسجد القائد ابراهيم وتتجه رأس التين أو ميدان سيدي جابر أو الي قيادة المنطقة الشمالية فمسجد القائد ابراهيم تاريخ سياسي يعرفه الجميع وكذلك تاريخ اجتماعي فقد تم عمل فصول للتقوية لكل مراحل التعليم ابتدائي وإعدادي وثانوي بنين وبنات وكذلك الكليات بكل أنواعها واجيال سلمت أجيالا وثورة 25 يناير وما بعدها من مظاهرات ومسيرات خرجت ولا تزال من مسجد القائد ابراهيم.
يقول الحاج أحمد شحاتة صاحب مكتبة أبوبكر الصديق المجاورة للمسجد أنا هنا من عام 1975 وعاصرت علي مدار 35 عاما كل الأحداث السياسية التي شهدها مسجد وساحة القائد ابراهيم الذي تحول مع نهاية السبعينيات وخاصة مع تولي فضيلة الشيخ المحلاوي مسئولية إمامة المسجد الي قبلة سياسية يقصدها كل التيارات والأطياف السياسية في الإسكندرية ومنذ ذلك الحين ارتبط مسجد وساحة القائد ابراهيم بأي حراك سياسي تشهده مصر فأصبح هذا المكان منبراً لكل من يريد التعبير عن رأيه السياسي تجاه قضية معينة ولم يقتصر الأمر علي المجال السياسي فقط بل اصبحت ساحة مسجد القائد ابراهيم نقطة مركزية للتجمع لأهالي الإسكندرية عند القيام بأي نشاط اجتماعي فأغلب أتوبيسات الحج والعمرة التي تسلك الطريق البري الي مكة والمدينة تكون نقطة انطلاقها من أمام مسجد القائد ابراهيم.
أضاف حسين كامل 70 عاما رئيس نقابة الكهرباء سابقا.. انا من رواد مسجد القائد ابراهيم منذ السبعينيات حيث كان مسجد القائد ابراهيم هو القلعة التي يتجه اليها كل رجال السياسة سواء من خارج أو داخل الإسكندرية بل من خارج مصر أيضا مثل الشيخ حافظ سلامة ومحمد عيد ومحمد حسين ومحمد سياق من افغانستان وغيرهم فمسجد وساحة القائد ابراهيم هي مركز التجمع الشعبي الأساسي لأهالي الإسكندرية فكان من الطبيعي ان تخرج كل مسيرات ومظاهرات ثورة 25 يناير من هذا المكان بل ان جنازات شهداء ابناء الإسكندرية في ثورة 25 يناير خرج اغلبها من مسجد القائد ابراهيم لما يمثله أيضا هذا المكان من قيمة قومية لأهالي الإسكندرية فقد كان هو نقطة التجمع الأساسية لخروج المسيرات والمظاهرات يوم جمعة الغضب يوم 28 يناير حيث توافد المتظاهرون من أغلب مساجد الإسكندرية الي مسجد القائد ابراهيم بل ان الأمن المركزي وضع أغلب استعداداته في هذا المكان.
وقال إن أول تصادم حدث بين الشعب وقوات الأمن المركزي كان أمام مسجد القائد إبراهيم عندما أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع والمصلين في نهاية الصلاة بل إن المسجد كان هو الشاهد علي كل الوقفات الاحتجاجية التي تمت قبل الثورة ولم ينقلها الإعلام فساحة ومسجد القائد إبراهيم سجلت كل هذه الأحداث.
ويقول عبدالرحمن أحمد 23 سنة ليسانس حقوق إنجليزي الذي يملك إحدي المكتبات بجوار المسجد أنا هنا منذ عشر سنوات ومن قبل أن آتي إلي هنا كنت أعرف أن مسجد القائد إبراهيم هو الملتقي الرئيسي في الإسكندرية لكل التجمعات السياسية والاجتماعية فهو من أشهر المساجد في الإسكندرية وساعد علي ذلك الاتساع الجغرافي للمكان وسهولة الوصول إليه.
ويؤكد أحمد علي يملك أحد الأكشاك لبيع الملابس والتي تم إزالتها قبل الثورة أن مسجد القائد إبراهيم وساحته هو موقع استراتيجي فهذا المكان بالذات معروف لكل أبناء الإسكندرية ففي شهر رمضان تتوافد عليه عشرات الآلاف في صلاة القيام وكانت الآلاف تحرص علي حضور دروس فضيلة الشيح أحمد المحلاوي والندوات والمؤتمرات التي كانت تتناول كل القضايا التي كانت تشغل المجتمع مما جعل للمسجد روحانية خاصة عند أهالي الإسكندرية ولم تقتصر هذه الروحانية علي النواحي الدينية بل أيضاً المجالات السياسية والاجتماعية فإن المسجد الرئيسي الرسمي لأهالي الإسكندرية هو مسجد القائد إبراهيم وليس مسجد المرسي أبوالعباس وقبل ثورة 25 يناير كان مسجد القائد إبراهيم هو المركز الذي تعبر منه مختلف التيارات السياسية عن آرائها ووجهات نظرها تجاه القضايا السياسية المختلفة فعملية الحراك السياسي في هذا المكان لم تنقطع منذ السبعينيات مما جعل مختلف الأجيال من أبناء الإسكندرية تتجه مباشرة وبدون أي تردد إلي مسجد القائد إبراهيم فأي مناسبة قومية أو عند القيام بأي مسيرة أو مظاهرة تعبر فيها عن نفسها فأصبح هناك ارتباط كبير بين الحرية ومسجد القائد إبراهيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى