صرح مصر أمني، من داخل قسم المرج، بأن القسم تلقى معلومات تفيد حدوث هجوم قوي على القسم أمس الجمعة، وأنهم أبلغوا وزارة الداخلية قبل الحادث بـ 3 ساعات، طلبًا للتعزيزات.
وأكد المصدر ـ الذي رفض الكشف عن هويته ـ في تصريحات خاصة لـ"بوابة الشروق"، أن التعزيزات لم تصل إلا بعد انتهاء الهجوم على القسم، حيث قام مجهولون باستخدام مدفع رشاش "جرينوف" سريع الطلقات، وحاصروا جميع أفراد الأمن داخل القسم، مما أدى إلى هروب 57 سجينا نتيجة تقاعس الجهات المسئولة عن تعزيز وتأمين القسم.
بدأت الأحداث الساعة 8 مساء أمس الجمعة، مع تلقي ضباط قسم المرج معلومات تفيد حدوث هجوم قوي على القسم قبل حدوث الواقعة، قاموا على إثرها بإبلاغ الجهات المسئولة، وانتظر ضباط القسم تعزيزات لتأمين القسم، وهو ما لم يحدث، فانتظروا مصيرا لم يتوقعوا نتائجه، بعدها فوجئوا بمجهولين يستقلون درجات بخارية يبادلونهم الأعيرة الآلية، مستخدمين الأسلحة الآلية، ومدفع الجرينوف سريع الطلقات، وقاموا بمحاصرة القسم، وقامت مجموعة أخرى منهم بالتسلل إلى حجز القسم لتهريب المساجين، وذلك بعد معركة شرسة استغاث أثناءها ضباط القسم بأهالي الحي.
واستخدم بعض الأهالي مكبرات الصوت الموجودة في المساجد لحشد أكبر عدد من الناس، لتأمين القسم، وقام الأهالي مع أفراد الأمن بمحاولة إنقاذ القسم من مصير واجهه قبل ذلك، ولكن باءت كل المحاولات بالفشل؛ نظرا لعدم تكافؤ الأسلحة بينهم والمسلحين المجهولين.
"معركة غير متكافئة"، هكذا وصف المصدر الأمني داخل قسم المرج الأحداث، حيث كانوا يواجهونهم بسلاح عبارة عن مسدسات (9 ملي)، ما أدى إلى فشلهم في تأمين القسم والذي أدى بدوره إلى تهريب 57 سجينا، تاركين القسم بعد أن أشعلوا النيران فيه وتحويله إلى كتلة من اللهب شديدة الاشتعال.
وأسفر تبادل الأعيرة النارية عن إصابة ضابطي شرطة، هما المقدم وائل فاروق، نائب مأمور قسم المرج، والملازم عمرو حمودة، وتم نقلهما إلى المستشفى في محاولة لإسعافهما.
بعد وقوع الحادث بأكثر من ساعتين- كما صرح بعض ضباط قسم المرج لـ"بوابة الشروق"- جاءت تعزيزات الأمن المركزي التي لم تكن مجهزة بأي سلاح مضاد للهجوم، ما أدى إلى عزوف المجندين عن التعامل مع الواقعة، خوفا من هول الموقف وتجمهر الأهالي، ومع تشجيع الأهالي استعادوا ثقتهم بأنفسهم وتعاملوا مع الحادث وتعقبوا الجناة، ولكن باءت هذه المحاولات بالفشل.
وأشار مصدر أمني من القسم إلى أنه بعد حرق القسم في أحداث ثورة يناير منذ أقرب من عام "تم نقلنا إلى مقر صالة مناسبات بالحي"، ما يصعب فيه تأمين المبنى وتأمين أنفسنا، قائلا: "كل يوم نخرج فيه من منازلنا نشعر بأننا يمكن أن لا نعود إليه أخرى".
وحضر أحمد سليمان، رئيس نيابة المرج، إلى مكان الواقعة، وتمت معاينة الواقعة التي أجراها محمد السيد، وكيل أول النيابة، الذي أمر بانتقال المعمل الجنائي لمعاينة القسم، كما حضرت بعض سيارات الإسعاف ونقلت المصابين من المساجين الذين أصيبوا أثناء الاشتباكات، وقبل وصول سيارات الإسعاف إلى المستشفى هرب أكثرهم من سيارات الإسعاف.
من جانبه أمر اللواء أسامة الصغير، مدير مباحث العاصمة، بتشكيل فريق بحث رفيع المستوى لسرعة ضبط الجناة وإعادة المساجين مرة أخرى، حيث تم ضبط 18 مسجونا هاربا حتى الآن وجاري ضبط بقية الهاربين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى