القاهرة - إسراء صلاح الدين
حالة من الترقب والقلق تسود وزارة التعاون الدولى بعد تجميد الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها العسكرية السنوية لمصر، والتى تقدربـ" 1.3 "مليار دولار..
حيث ترددت الأنباء عن شن الولايات المتحدة حملة للضغط على الحكومة المصرية لإقالة فايزة أبو النجا، وزير التخطيط والتعاون الدولى، لاتهامها بعرقلة عمل منظمات المجتمع المدنى بعد تفجيرها لقضية عمل هذه المنظمات وتمويلها، وهو الأمر الذى تسبب فى منع 17 ناشطا يحملون الجنسية الأمريكية من السفر.
وقيل إن من بين الممنوعين من السفر نجل أحد وزراء حكومة أوباما ومديرة المعهد الديمقراطى الوطنى، والذى يرتبط بالحزب الديمقراطى الأمريكى، وإحدى منظمات المجتمع المدنى، التى تعمل فى مصر دون ترخيص وفقا لما صرحت به الجهات الأمنية بالحكومة المصرية، حيث لجأوا إلى السفارة الأمريكية خوفًا من إلقاء القبض عليهم فى حالة خروجهم.
وفى نفس السياق أثار تجميد المساعدات العسكرية حفيظة المجلس العسكرى ودفعه إلى إرسال وفد إلى واشنطن للتفاوض مع الكونجرس حول عودة المساعدات مرة أخرى والتى تعد بمثابة مصدر دخل ثابت للجيش المصرى منذ ثلاثة عقود تقريبا، عهدتها أمريكا لمصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وعلى الرغم من تأكيد وزير الدفاع الأمريكى قوة العلاقات بين مصر وأمريكا، فإن الحملة التى يشنها البيت الأبيض لإقالة أبو النجا من منصبها تشير إلى عكس ذلك.
من جهة أخرى وصف بعض النشطاء التحديات التى تواجههم بعد ثورة 25 يناير بأنها أشد من تلك التى واجهوها فى ظل حكم النظام السابق، والتى تعد بمثابة فتيل قد يشعل الأزمة بين القاهرة وواشنطن وتعرض المساعدات والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين للخطر.
حيث قال السفير جمال بيومى، المشرف على مشروع الشراكة المصرية ـ الأوروبية: إن ما يحدث الآن من الحكومة الأمريكية لا يرقى لأن يكون حملة، فالوزيرة دبلوماسية تعلم حقوقها وواجباتها، والأزمة التى تواجه الحكومة المصرية الآن مع الكونجرس الأمريكى تتعلق بالقوانين الدولية، فالولايات المتحدة لن تقبل بعمل أى منظمة مدنية دون ترخيص أو أن تتلقى أموالًا من الخارج بشكل غير مشروع، وهو نفس الأمر فى مصر، مشددا على أنه فى حالة معاداة أمريكا مصر بسبب أبو النجا ستصبح فى هذه الحالة زعيمة ثورية.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تجرؤ على إثارة حملة ضد حكومة مثل حكومة الدكتور كمال الجنزورى؛ وذلك لعدة أسباب منها العلاقات التجارية بين البلدين والتى تتجاوز قيمتها قيمة المساعدات العسكرية عشرات الأضعاف، كما أن أمريكا لن تتحمل وجود أى خلل أمنى أو سياسي فى مصر لأنه يهدد عمليات السلام فى المنطقة بأسرها..
جدير بالذكر أن فايزة أبو النجا أعلنت كثيرًا أن أسباب تفجيرها قضية تمويل منظمات المجتمع المدنى ترجع إلى أن القوانين تسمح بوجود مثل هذه المنظمات طالما أنها تعمل لصالح التنمية والجهات المعنية على علم بتمويلها، وبخلاف ذلك يجب على الجهات الأمنية التحقق من المنظمات التى تخالف القوانين الدولية..
المشهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى