وبما أننى أنتمى إلى الفصيل المنبوذ فى مصر، ألا وهو الفصيل الذى يتهم بالبذاءة، وقلة الأدب، وطول اللسان، وبما أننى أعيش فى مجتمع، مؤدب، مهذب، العيبة مابتطلعش من بقه…. ناقصة، حيث لا يطلق نكاتا قبيحة…. أبدا أبدا أبدا، ولا يسب بألفاظ نابية، سواء كان يمزح، أو يمدح، أو يتشاجر…. أبدا أبدا أبدا، ولا يلمح أو يصرح بإيحاءات جنسية فى الأغنيات التراثية التى تغنى فى الأفراح… أبدا أبدا أبدا، ولا يستخدم البذاءة فى أمثاله الشعبية…. أبدا أبدا أبدا، وحين تسير فى طرقات المحروسة لا تسمع إلا همسا، حيث إننا لا يعلو صوتنا بالسباب، مزاحا أو نزاعا، بل إنك حين تزور مقامات الأولياء، ولا تسمع الناس وهم يدعون الله: والنبى يا رب تاخد لى حقى من بنت الـ*** صباح… حسبى الله ونعم الوكيل فيها الـ*** بنت ال…. ثم تنهار السيدة باكية بينما تطوع النساء مربتات على كتفها: بس ياختى ما تعمليش فى نفسك كده قولى يا رب… ينعل *** أبوها.. ربنا حياخد لك حقك. فاسمحوا لى أن أبوح لكم بسر يرتبط بقوة بما حدث مع النائب زياد العليمى الذى قال: مش كل مرة حنسيب الحمار ونمسك فى البردعة، المرة دى حنمسك فى الحمار. فلقد تذكرت أغنية كان يرددها الشباب منذ سنوات، وما زالوا يرددونها: تيجى *** تقول لك لأ.. **** تقول لك لأ… يبقى كل الخلق **** وتيجى *** تقول لك لأ. والنبى أنا مش عارفة مين اللى ألف الأغنية النابية دى مع إننا يعنى شعب مؤدب وما نعرفش الكلام ده خالص، إلا أنها أغنية معبرة جدا.
معذرة بنى وطنى المهذب، لم أكن أعلم أن السباب أشد من القتل. لم يخطرنى أحد أن كشف عورات النساء أقل ضررا من الشتم. مغفلة ظننت أن الدعوة إلى حرب أهلية من قبل أكبر رأس فى النظام المصرى تسترعى الانتباه والاهتمام أكثر من لفظ استعاره نائب من مثل مصرى، هو جاب حاجة من جيبه الراجل؟ ما هو مثل مصرى… مش فرنصاوى ولا حاجة.
هاجت الدنيا وماجت، مطالبة زياد العليمى بالاعتذار لمحمد حسان، على الرغم من أنه لم يخطئ بحقه، بس هو على قد مفهومية محبيه، هم سمعوا محمد حسان، وفى نفس الجملة سمعوا بياعة فجل، فما استوعبوش قوى بيقول إيه. ثم هاجت وماجت لأن النائب زياد العليمى استشهد بمثل مصرى وطبقه على المجلس العسكرى، وطالبوه بالاعتذار للمشير. المشير الذى دعا بالمفتشر إلى حرب أهلية حين قال: وأنا مش فاهم الشعب ساكت ليه؟ ما اللى عمل كده من الشعب برضه.. ما كله يشارك. ولم يطلب أحد من المشير الاعتذار، أو التوضيح، ناهيك بإقالته من منصبه كقائد أعلى للقوات المسلحة، حيث لا يليق برجل يشغل منصبا حساسا كهذا أن يحث الجماهير على الحرب الأهلية عيانا بيانا.
الحمار… ماله الحمار؟
الحمار لا يدهس بنى جلدته من الحمير بمدرعات مرتبكة. الحمار لا يطلق الرصاص على الحمير زملائه. الحمار لا يهين الأتان ويكشف على عذريتها فى حضور جمهور عريض من الحمير. الحمار لا يعرى الأتان ويطالب بقية الحمير بأن لا تحاسبه، ولكن عليها أن تسأل الظروف. الحمار لا يظن أن الكتاب أهم من شرف الأتان. الحمار لا يترك زملاءه الحمير يقتلون يوميا، بينما هو يسعى لكسب انتخابات الزريبة ولا يتحرك قلبه لشباب الحمير الذين تهدر أرواحهم. الحمار لا يفقأ عين زميله الحمار بلا أى مبرر. الحمار لا يدعو إلى حرب أهلية فى الزريبة. الحمار يسبح ربه ولا يتاجر باسم الدين ليكوّم الأموال والقصور والسيارات ويستغفل المعاتيه من الحمير. الحمار لا يجلس فى زريبته كالشلتة، ينتقد الحمير التى تعانى وتدفع أرواحها وأعينها وأمنها فداء له، بينما لا يخجل هو من كسله ونطاعته وغلظة حسه. والحمير أنواع… الحمار الأهلى، الطيب، الصبور، حمّال الأسية، والحمار الوحشى الذى يدين بالولاء لقطيعه، لا يخونه، ولا يظلمه، ولا يسلمه.. الحمار مخلوق من مخلوقات الله يسبح بحمده ولم نسمع عن الحمار إلا كل خير الصراحة. وقد وجب على النائب زياد العليمى الاعتذار… للحمار، فلو أن الله منّ علينا ببرلمان يتمتع أعضاؤه بصبر الحمار، ونشاطه، وذكائه، وقوة تحمله، وولائه لقطيعه، لتبدل حالنا، وربما اهتم برلمان الحمير بأرواح الناس وأعراضهم بدلا من الوقوف على الهايفة والتصدر لها
التحرير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى