الإخوان ..هل هم دكتاتوريات جديدة للشعوب العربية ؟؟

 

الإخوان المسلمون ..تلك الجماعة التى تأسست فى مطالع القرن الفائت على يد مؤسسها حسن البنا ...حركة دينية بأغراض سياسية ..اختلف حولها الناس وكل من اتفق معها م الحكومات والزعماء انقلب عليها ..مازالت من أكثر الجماعات تنظيما وثراء وتضم العديد من المفكرين الاسلاميين منهم العلامة الشيخ القرضاوى..

مع بداية الربيع العربى لم تهتز فقط الحكومات والعروش والديكتاتوريات ولكن الجماعة نفسها اهتزت وبدأ شبابها فى التمرد وتم فصل العديد منهم بسبب انضمامهم للشارع الثورى بل ووصل الامر للتلويح بفصل اى عضو يختار رئيسا مرشحا غير ما تريده الجماعة بعد ان لفظت الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح رغم شعبيته الجارفة واتزانه سياسيا ..!

فى مصر وجد البعض انها تجمدت واصبح اقصى امانيها ايام المخلوع الحصول على مقعدين او ثلاثة بالبرلمان وبالرغم من اضطهاد النظام لهم الا انه يظل لديهم قنوات سرية للتفاهم مع اى نظام وبالرغم من محاولاتهم تطمين السلطة من جانبهم الا ان تاريخهم فى الانقلاب على كل من اتفق معهم مثل عبدالناصر والسادات جعل المخلوع يكرههم ولا يأمن جانبهم مهما حاولوا ..

جاء الربيع العربى لشعوب عمد طواغيتها على ان تظل اسيرة التعليم المتردى والفكر الضحل والاعلام الملوث وبالتالى افرزت اجيالا لليس لديها رؤية سليمة ومختلطة المفاهيم ليسهل السيطرة عليها من خلال الاشاعات وغيرها من اساليب تغييب الوعى ..

وانتهى الامر فى مصر وتونس بثورة وبما ان الشعوب العربية بطبعها تميل للتدين فقد تطلعت للحركات الدينية واهمها واكثرها اعتدالا كانت جماعة الاخوان واعتقد البسطاء ان اختيار الاحزاب ذات الصبغة السياسية هو اختيار لله عز وجل وكأن الناس " اختاروا ربنا " وتوقعوا عن طريق الاستمالات للبسطاء بالمواد الغذائية واللعب على وتر نقص الاحتياجات الاساسية ثم الميول الدينية الفطرية ثم خواء الساحة من حركات سياسية منظمة وواضحة المعالم او احزاب ذات ثقل كل هذا اهّل الاخوان لاعتلاء كرسى البرلمان عبر اغلبية جاءت من خلال كل ما سبق وطالب العقلاء من السياسيين بإعطاءهم الفرصة لإثبات جدارتهم سياسيا..

انها "سنة اولى حرية " للجميع والتلويح بالجنة والنار والتكفير لمن يختلف معهم فى الرأى لن يجدى اطلاقا مع شباب جديد يتواصل من خلال الانترنت ويصل للحقائق بسهولة ..
وبالرغم من ان بعض المحللين السياسيين وكذلك فصيل الثوار يرون ان هناك " صفقة ما " تمت لإجهاض الثورة عبر تفتيت القوى الثورية وانتخابات مجلس شعب بلا صلاحيات حتى لإقالة وزير او سحب ثقة من حكومة وتمييع القضايا التى تمس العسكر والتغاضى عن قوانين تم تمريرها على مرأى من المجلس لتثبيت رئيس "توافقى " مطيع وتناسى حق الشهداء واتهامهم بالبلطجة والعمالة ومحاباة الشرطة , وضحت فكرة تقسيم " كعكة " الحكم والكلام للثوار ..

ومازالت عمليات الشد والجذب بين الثوار من ناحية والعسكر والاخوان من ناحية وأما فى تونس فقد تم التقسيم سريعا وارضاء جميع الاطياف عبر حكومة مختلطة ورئيس يهادن كل الأطراف ولكن يظل القلق من تشدد الاسلاميين يطرق ابواب تونس ومصر..

فى هذه الاثناء تنبهت باقى الحكومات للخطر القادم وبدأ الهجوم من خلال بعض القيادات مثل ضاحى خلفان ومازال الجدل مستمرا والتراشق بالكلام هو حديث الساعة ..
واما فى سورية فكأن التيارات المختلفة ومنها الاخوان تنتظر انهيار النظام من خلال الثوار والجيش السورى الحر والمجلس الوطنى لتنقض على الحكم بعد سقوط الطاغية..

وبالطبع يميل العرب عموما للتدين المعتدل فما بالك لو جاء هذا التدين المعتدل ثريا قادرا على تلبية الطلبات البسيطة المؤقتة كأنبوبة غاز أو بعض الأغذية المخفضة مع مداعبة الجانب الدينى المتأصل فى حين انه تنقص هذا التيار الحنكة السياسية والنظرة الشاملة واعلاء مصلحة الوطن على مصلحة حزب او جماعة وربما الزج بالبلد كاملة لمهاترات لا طائل منها مع المختلفين مع الجماعة وتسميم علاقات بين دولتين , فهل يتم اختزال الاوطان فى حزب دينى او جماعة ذات ثقل مادى وتنظيمى اكثر من ثقل سياسى يحمل الرؤية الواضحة ولديه استعداد فطرى للاتفاقات السرية ..!

انها لعبة جديدة على الساحة العربية وسنتعلم منها الكثير فى المستقبل ومازال الاخوان والاحزاب الدينية يثيرون الجدل والقلق والشك والاختلاف والتأييد المتعصب فى كل دولة ولكن تنقصهم فكرة ان العين عليهم فى مصر وتونس وان الشعوب الطامحة للحرية والجيل الجديد بالذات يتعلم سريعا من الاخطاء " المجاورة " له..!
فهل ستبدأ الشعوب فصلا اخر من الثورة على احزاب تربت فى احضان الدكتاتورية ولا تؤمن بالثورة حقا وانما ركبتها لتنسفها حال وصولها للحكم هذا هو الخطر والرعب القادم حقا لتلك الشعوب ..!

 

وطن

مواضيع مشابهة