آخر المواضيع

آخر الأخبار

18‏/04‏/2012

وائل قنديل : (العسكرى) يصلى الفجر فى الرابعة عصرًا

 

 

تسلم المجلس العسكرى الثورة نهرا جاريا، يفيض بالعذوبة والأمل فى مصر أفضل، لكنها تحولت على يديه إلى مجموعة من المستنقعات والبرك الآسنة.

فى البداية قيل لنا إنها أخطاء ناتجة عن قلة الخبرة بالإدارة السياسية، كون الجنرالات لا يصلحون إلا للجبهات والمعارك، وأن انخراطهم فى الحياة المدنية فرض عليهم فرضا.. غير أن الأيام كشفت أن المسألة ليست إدارة، بل إرادة تجلت فى مواقف كثيرة أكدت أن «العسكرى» يصنع الفوضى، ويعقد الساحة، ويتفنن فى وضع العراقيل أمام أى تحرك إلى الأمام.

والمحصلة بعد 14 شهرا من الثورة أننا نتحرك فى المكان على طريقة «محلك سر»، حيث مارس حكام المرحلة منطق الاحتكار والاستحواذ ذاته فى إدارة شئون البلاد، وتعاملوا مع كل الدعوات المحترمة لتأسيس المرحلة الانتقالية على قواعد علمية عرفها العالم، وجربها وأتاحت له الانطلاق للأمام، باعتبارها محاولات خبيثة لهدم الدولة وزعزعة الاستقرار، وتصرفوا كأنهم ملاك الحقيقة المطلقة.

إن الوقائع تذكر جيدا أن شخصا نبيلا ومخلصا وخبيرا فى إدارة مراحل ما بعد الثورات اسمه الدكتور محمد البرادعى طرح بعد أيام قلائل من إزاحة الرئيس المخلوع أن يتشكل مجلس رئاسى انتقالى، يتولى إدارة مصر لفترة مؤقتة، ويتولى الإشراف على وضع دستور للبلاد، تجرى على أساسه العملية السياسية، وكان رد العسكرى وأعوانه الرفض التام لهذه الفكرة، دون أن يفكر فى مناقشتها ودراستها.

وبعد 14 شهرا من العك والعجز والفشل واستنفاد كل الحيل والألاعيب فى إجهاض معنى الثورة والوقوف ضد صيرورتها الطبيعية، ها هو العسكرى يعود متمحكا فى طرح البرادعى القديم، بالذهاب إلى التفكير فى تأجيل الانتخابات الرئاسية لحين وضع الدستور.

ولقد كانت فكرة البرادعى وجيهة وعبقرية فى فبراير 2011، لكن هذا لا يعنى أنها تبقى على هذا النحو فى أبريل 2012 لأن جيفا كثيرة ومخلفات وأنقاض هدم ألقيت فى البركة الآسنة، فزادتها تلوثا وانسدادا فى مصارفها، وبالتالى فالعودة إلى نقطة البداية بعد كل ذلك التيه من شأنه أن يفجر الأوضاع بشكل مخيف.

إن معنى هذا بالضبط أن العسكرى يريد أن يؤم الناس لصلاة الفجر فى الرابعة عصرا، أو أن يذهب بالناس للحج فى شوال، ومع ذلك هناك من المأمومين من لا يمانع، لأنه اتخذ قرارا مبكرا للغاية بموالاة العسكر فى كل ما يريدون ويقررون ويعكون، على الرغم من أن تجارب الأيام أثبتت أنه لا يصلح للإمامة.

ولكل هذا وغيره من المهم أن تبنى الدعوات للم الشمل واستعادة التوحد والاصطفاف على أرضية مبادئ الثورة وأهدافها الأولى، وليس على اعتبارات التقاء المصالح، على نحو براجماتى تفوح منه رائحة الفئوية.

فلتكن مليونية 20 أبريل يوما للعودة إلى المبادئ وفضيلة الرجوع إلى الحق، وليس على طريقة «المصالح تتصالح».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

موضوعات عشوائية

-

 


ADDS'(9)

ADDS'(3)

-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى