ليس كل الإسلاميين مع مرشحى التيار الإسلامى.. وليس كل الأقباط مع الليبراليين.. لا تفرحوا فليس هناك قاعدة.. خطيب الجمعة أمس، كانت خطبته عنوانها «كاذبون».. تحدث عن المتاجرين بالدين، ولعنهم ووبخهم.. لكنه فى نهاية الخطبة قال تنبيه: لا أتحدث عن أهلى ولا زمالك، ولا إسماعيلى ولا مصرى.. أتحدث عن الدورى العام كله.. فهمت وفهم غيرى أنه يتحدث عن جنسية السيدة، والدة حازم أبوإسماعيل الأمريكية!
معنى هذا أن كل أصحاب اللحى وخطباء المساجد لن يسيروا فى ركاب المرشح الإسلامى كالعميان.. لن يحدث هذا لمجرد أنه مرشح إسلامى.. خيرت الشاطر ليس عليه إجماع داخل جماعة الإخوان نفسها.. السلفيون احتفظوا بحقهم فى عدم تزكية أحد، حتى سقط أبوإسماعيل بجنسية والدته.. مشكلة الشيخ حازم أنه كذب.. الكذب فى السياسة ليس كله حلالاً.. فى أمريكا حاكموا كلينتون بتهمة الكذب وليس التحرش!
يكذّب الشيخ حازم نفسه.. ويكذّب الحقيقة ويكذّب الأوراق.. الخارجية الأمريكية أكدت أن والدته أمريكية، تحمل الجرين كارد.. مع هذا يخرج أنصاره فى مظاهرة، بحجة أنه يتعرض لمؤامرة أمريكية.. يسيرون كالقطيع لا يميزون.. يريدون أن يخرجوا فى مليونية.. الأصل أن ينكسفوا على دمهم.. إذا بليتم فاستتروا.. الذى كذب عليكم هو مرشحكم.. لا أمريكا تريد الانتقام، ولا المجلس العسكرى.. الطعنة داخلية!
أستغرب أن الشيخ الذى جاء بالمشروع الدينى يكذب.. ولو أنه جاء بالصدق وحده كان يكفى.. لذلك صدمنا، وصدم فريقاً كبيراً من أنصاره.. قليل من تظاهر أمس.. سبحان الله مسافة جمعتين.. الجمعة الماضى قاد مظاهرة للتقدم بأوراق ترشحه.. فى جمعة أمس قاد مظاهرة لحفظ ماء الوجه.. خداع وكذب.. خطيب الجمعة مصدوم.. تحدث عن المتاجرين والكاذبين.. ثم قال إنه لا يخص أحداً.. يتحدث عن الدورى العام!
قمة السخرية ولا أقول قمة المسخرة.. المسيرات تتعدد فى اليوم الواحد.. مسيرة أبوإسماعيل، ومسيرة الشاطر، ومسيرة عمر سليمان.. يا ترى من يبقى فى السباق الرئاسى؟.. ستحدث طعون بلا حصر.. وستحدث تنازلات بلا حصر.. لا ندرى من يبقى؟.. ولا ندرى من يفوز فى النهاية؟.. إسلامى أم فلول؟.. أم ليبرالى؟.. المؤكد أننا نعيش لحظة فوق طاقتنا.. ونعيش موجة من الشائعات والكذب بلا حدود!
تصور الشيخ حازم أن أمه ماتت - رحمها الله - وتصور أن اللى مات فات.. نسى الحكاية وهو مرشح الرئاسة.. لا يدرى أن المرشحين ينبغى أن يجلسوا فوق جهاز كشف الكذب.. الكذب أخطر شىء يهدد أى منصب.. فما بالكم بالرئيس المحتمل؟.. ما بالكم بمرشح تصور أن الرئاسة قاب قوسين أو أدنى؟.. هنا تكون المصيبة.. المرشح الرئاسى الذى يكذب الآن.. ماذا يفعل عندما يكون فوق كرسى الرئاسة؟!
فى تقديرى أن الإسلاميين أضيروا جداً بكذبة أبوإسماعيل الكبرى.. لم يضمنوا الكرسى الرفيع، لأن الشيخ حازم أزيح من الماراثون.. لم يضمنوا توحيد الصف.. عرف الناس أنهم كاذبون.. يدخلون السياسة من باب الكذب.. الكدب مالوش رجلين.. سقط أبوإسماعيل قبل أن يقرأ الفاتحة.. لم يسقط فى التصفيات.. لم يصل إلى دور الـ16.. ولم يصل إلى المربع الذهبى.. خرج غير مأسوف عليه وصدمنا جميعاً!
الإسلام لن يخسر بسقوط أبوإسماعيل.. ربما كان يخسر ببقائه وهو كاذب.. ثقة الناس تهتز فى الإسلاميين.. قد يصيب الرذاذ الإسلام نفسه.. لا يصح أن يترشح أحد على أساس العقيدة.. السياسة تضر الدين.. ينبغى أن نترشح على أساس واحد.. أننا مصريون فقط.. ينتخب المسلم قبطياً صالحاً.. وينتخب القبطى مسلماً صالحاً.. لأنه مصرى.. لا يكذب ولا يعرف طريقه إلى الكذب أبداً!
نقلا عن المصرى اليوم
07/04/2012
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى