آخر المواضيع

آخر الأخبار

17‏/04‏/2012

كرسي البابوية في الكنيسة المصرية... بين الحمائم والصقور

الأقباط يأملون اختيار خليفة للبابا بعيداً عن صراع الجبهات والحسابات السياسية
القاهرة - أسامة رمضان:
هزة كبيرة أصابت الكنيسة المصرية بعد أن غيب الموت البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي حكم الكنيسة لمدة 41 عاما وسيكون لصراع القساوسة على من يخلف البابا في مصر تأثير بالغ على مستقبل الكنيسة, ومستقبل الحياة السياسية في البلاد والدليل سفر الاقباط الى القدس رغم ممانعة البابا لذلك وهو ما أحدث جدلا واسعا, خاصة أن مواقفه السياسية هي التي تحرك الأقباط المصريين الذين كانوا يرهنون مواقفهم على عتبات الكنيسة.
ترجيحات المفكرون ربما تأتي بشخصية غير معروفة للجميع أو على الأقل ستكون من خارج دائرة الصراع بين الجبهات الموجودة داخل الكنيسة وخارجها.
الصراع على كرسي البابوية ينحصر في اتجاهات ثلاثة, الأول محدد في مجموعة البابا نفسه والمقربة منه حتى لحظاته الأخيرة, أما الثاني فلديه الرغبة في الانفتاح على أميركا ودول المهجر, في حين يعتقد أطراف الاتجاه الثالث أنه من الضروري أن تقتصر الكنيسة على الأمور الروحية وعدم ممارسة السياسة كما كانت من قبل, وانه من الخطأ الاعتماد على الدعم الأميركي بل يجب الانحياز الى المشروع الوطني والانفتاح على القوى السياسية المصرية, وبخاصة مع الصعود السياسي للتيار الاسلامي في البلاد, وهو الأمر الذي يلقى قبولا من المؤسسة الرسمية في مصر في حين لا يلقى تأييدا داخل الكنيسة, لكن تأثيرها غير معلن.
كل الوسائل في هذا الصراع متاحة سواء كانت أمام الجميع بشكل واضح ومعلن أو كانت في الخفاء سعيا وراء المنصب البابوي لكن يبقى دائما أنه مع وجود هذه الصراعات تنتج انشقاقات في الفكر والمواقف وربما الانحياز للمناطق.

قرعة هيكلية

ويقول المفكر القبطي والنائب بالبرلمان المصري جمال أسعد ان طريقة الانتخاب التي سيتم عبرها اختيار البابا القادم معروفة وفقا لما تنص عليه لائحة 57 حيث سيتم تصفية المرشحين حتى يصلوا الى 3 أشخاص فقط يحوزون أصوات الناخبين وبعدها يتم اختيار البابا من خلال ما يسمى بالقرعة الهيكلية.
وأشار أسعد الى أن الصراع بين القساوسة على كرسي البابوية الآن أشبه بالمنافسة بين الحمائم والصقور فهناك جبهتان داخل الكنيسة المصرية احداهما يتزعمها الأنبا يوأنس والأخرى يتزعمها الأنبا أرميا والأنبا بشوي وكلهم من المجموعة المقربة من البابا قبل وفاته, وأن الأنبا أرميا غير مطروح بقوة ومعه الأنبا بشوي نظرا لتشدده المعروف وعلاقاته السيئة مع كثيرين داخل الكنيسة.
وقد يتم اختيار البابا بشكل غير ما جاء عليه في نسب التصويت فقد يحوز أحد المرشحين أعلى الأصوات ويتم اختيار اسم مخالف للتصويت بعد أن يتم سحب القرعة الهيكلية من بين الأسماء الثلاثة, اما دور البابا القادم فيجب أن يكون قاصرا على كونه رجل دين فقط دون أن يتدخل في الوضع السياسي للدولة لأنها أكبر من أي شيء والدين يأمر بالحفاظ عليها, موضحا أن الموقف الأخير بسفر بعض الأقباط المصريين للقدس بعد وفاة البابا ليس جديدا فهناك زيارات تمت للأماكن المقدسة هناك حتى في حياة البابا.

ازدياد الصراع

ومن جانبه قال د. مدحت بشاي عضو التيار القبطي العلماني في مصر: القائم بأعمال البابا حاليا وهو الأنبا باخميوس أضفى حالة من التهدئة للاوضاع داخل الكنيسة بعد رحيل البابا, وبخاصة مع التوقع بازدياد الصراعات على منصب البابوية, بعد أن أعاد احياء وتنشيط دور المجلس الملي كما أن قرار الكنيسة بالخروج من عضوية اللجنة التأسيسية وبالتالي وجه رسالة الى عدم تعامل البابا القادم مع الوضع السياسي والابتعاد عن ذلك.
وأضاف بشاي هناك شخصان يتنافسان على هذا الموقع بقوة وهما الأنبا يوأنس لما له من نشاط دؤوب في خدمة الكنيسة ورؤية وحكمة تجعله اختيارا جيدا كما أنه يتمتع بصغر سنه, وهناك من يختلف مع اختياره خاصة مع الاقتناع أنه أحد أفراد ما يوصف باللوبي المقرب من البابا شنودة, مقابل لوبي آخر كان يحاول دائما التقرب له من الخارج .
والاسم الثاني المطروح بقوة وربما تكون فرصة هي الأقرب والأعلى للفوز بمنصب البابوية هو الأنبا روفائيل, نظرا لأنه غير محسوب على أي تيار ولم يدخل في لعبة التقرب الى البابا بأي شكل, مستبعدا ترشح الأنبا أرميا نظرا لضعف فرصه بجانب أن هناك أنباء تتردد داخل الأوساط الكنسية عن كونه لم يكمل 15 عاما على دخوله في الرهبنة.
أما الأنبا بولا أسقف الغربية ومسؤول ملف الأحوال الشخصية بالكنيسة ففرصه لا تذكر في هذا المنصب نظرا لأنه فشل في ادارة الملف المسند اليه وتعامل مع الأمور وكأنه طبيب نفسي ومحلل وضابط مباحث ومحامي وهو ما أفقده أرضية واسعة من الأقباط كان من الممكن أن تكون عكس ذلك اذا أحسن ادارة ملفه, فضلا عن الواقعة المعروفة باطلاقه كلاب حراسة على المواطنين الأقباط حينما ذهب بعضهم اليه لبحث مسألة خاصة بهم.
واستبعد بشاي فرص الأنبا بشوي وهو الرجل الذي ادخل الكنيسة في أزمات متعددة بسبب مواقفه من المسلمين, بينما يبقى الأنبا بفنيتيوس مطروحا لكنه غير معروف بشكل كاف غير أنه ربما يحوز أصوات المصريين المسيحيين في الصعيد.
أما القمص عبد المسيح بسيط راعي كنيسة العذراء فرفض الخوض في تفاصيل المرشحين حتى يتم اعداد قائمة بأسمائهم خاصة أن القرعة الهيكلية هي التي ستحسم الاختيار وليس الانتخاب بالأصوات فالأمر مرهون بما ستختاره السماء حتى ان اختيار البابا شنودة نفسه لم يكن بالتصويت, حيث كان الأنبا صموئيل صاحب النسبة العليا من الأصوات في حين جاءت القرعة الهيكلية بالبابا شنودة.

الرجل الحديدي

وبالنظر الى الأوضاع الحالية نجد أن الأسماء المطروحة حسب مصادر كنسية يأتي على رأسها الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس وهو المنصب الذي يشغله منذ العام 1985 وهو المسؤول عن تقييم أداء ومتابعة ومحاسبة الكهنة بحكم موقعه في الكنيسة كرئيس للمجلس الاكليريكي, يلقب بالرجل الثاني والحديدي داخل الكنيسة, وهناك محاولات لاقصائه عن المنافسة خاصة أن لديه شقيقة أسلمت, كما أنه غير محبوب بين الكهنة والأساقفة خاصة أنه تولى المحاكمات الكنسية وصدرت خلال فترة توليه قرارات شلح بعض الأساقفة بجانب استيلائه على بعض الابراشيات الخاصة بمن شلحهم, من مواليد العام 1942وبحسب ترجيحات كنسية فان فرصه في اقتناص الكرسي البابوي ضعيفة.
أما المرشحون الآخرون فهما سكرتارية البابا شنودة متمثل في الأنبا يوأنس والأنبا أرميا, والأول معروف بالابتسامة الرقيقة, يحظي باحترام هائل في الأوساط القبطية بالنظر لشخصيته الهادئة, وهو الأسقف العام وسكرتير قداسة البابا, ذاع صيته في المقر البابوي لأدائه الرائع للترانيم القبطية وهو في الأصل من مواليد محافظة المنيا العام 1960 ولديه علاقات كنسية جيدة وفرصة في الفوز اذا ترشح ربما تكون أفضل من سابقه. أما الأنبا أرميا, الأسقف العام وسكرتير البابا المعروف بمستشار الكاتدرائية في مجال التكنولوجيا والعلوم الحديثة والرجل المسؤول عن المركز الثقافي القبطي, فليست له كتب روحية أو دينية, وانما معظم كتاباته تنحصر في مجال العلوم, ومعروف بصلته المقربة من البابا وهو من مواليد 15 نوفمبر 1959.
ومحاولات اقصائه موجودة خاصة مع محاولاته فرض الهيمنة والسيطرة على المقر البابوي, وترددت أنباء عن أنه دخل مكتب البابا بعد وفاته ومعه النائبة المعينة بالبرلمان المصري ماريان ملاك وأخذا أوراقاً من المكتب غير معلومة وحاول السيطرة بمنع الفضائيات من التصوير وتحديدا قناة أغابي وسي تي في المحسوبتين على الكنيسة وانه قال: ان قناة ماري مرقس التي يشرف عليها هي التي سيتم النقل عنها وأنها القناة الرسمية للكنيسة وتتحدث أوساط بالكنيسة عن احتمالات عودته لديره ماري مينا مريوط بجانب عودة يوأنس الى ديره الأنبا بولا بمنطقة البحر الأحمر.
بينما يلوح في الأفق الأنبا بفنيتيوس أسقف مطرانية مركز سمالوط بمحافظة المنيا وفرصه تبقي ضعيفة وكان على عداء شديد مع الأنبا بشوي حتى انه لم يحضر جلسات المجمع المقدس بسبب رئاسة بشوي له حتى ظهر للمرة الأولى بعد وفاة البابا.
الأنبا روفائيل أسقف العام كنائس وسط البلد والذراع الأيمن للأنبا موسى أسقف الشباب, وهو محبوب في الأوساط الشبابية المسيحية معروف بهدوئه وبعده عن الاعلام ولديه حظ وافر خاصة مع اتجاه عدد من أعضاء المجلس الملي والمجمع المقدس على تأييد شخص بعيد عن الصراعات لتولي كرسي البابوية.
ويبقى مرشحو السماء بمعنى أن كل دير يقدم مرشح ومن المتداول أن دير أبو مقار بوادي النطرون يجهز مرشحا وهو الدير الذي كان قاطع البابا شنودة لسنوات حينما كان يتولاه أبونا متى المسكين, وكثير من رجال الكنيسة ينتظرون تأييد هذا المرشح.

السياسة الكويتية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى