عادل إمام
محمد عمر
ننفرد بنشر حيثيات الحكم الصادر من محكمة العجوزة الجزئية الخميس 26 إبريل في قضية ازدراء الأديان المرفوعة ضد الفنان عادل إمام وعدد أخر من المبدعين .
قالت المحكمة في حيثيات حكمها الصادر الخميس 26 إبريل فى القضية والمتهمين فيها بازدراء الدين الإسلامي "إن حرية الرأي والتعبير من أهم مقومات النظم الديمقراطية وأن الانتقاص منها انتقاص من الحكم الديمقراطي السليم".
وأضافت أن توجيه الانتقادات لأي تيار فكري غير مجرّم وأن بعض المتشددين يصرون علي تنصيب أنفسهم أوصياء وحراساً ومدافعين عن العقيدة ضد الأخطار.
وأضافت انه علي فرض أن تلك الأعمال الفنية تتناقض مع فهمهم للعقيدة فهل معني ذلك أن يختزل الدين في فهمهم وتأويلهم.. وتساءلت المحكمة لماذا صوروا ما جاء في الأعمال الفنية علي انه خطر علي العقيدة وهو في الحقيقة خطر علي فهمهم وتأويلاتهم لأن الدين والعقيدة في نفوس المصريين كشعب متدين أقوي من أن يهددها عمل فني لكن ضعف موقفهم المستمد من الظلام والجهل هو الذي صور لهم ذلك.
وردت المحكمة علي ادعاء المحامي مقيم الدعوي بأن الأعمال الفنية التي أقام دعواه ضدها انطوت علي ازدراء الدين الإسلامي وتحقير المسلمين عموما والجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين علي وجه الخصوص فإنه يجب التفرقة بين الدين والفكر الديني من جهة وبين ما هو مقدس وما هو غير مقدس. وفندت المحكمة ادعاءات المدعي بأن العمل الفني يتضمن ازدراء للدين الإسلامي وقالت: إن استخدام لحن أنشودة أسماء الله الحسني في مسرحية "الزعيم" فإنه من المعلوم أن اللحن الموسيقي وبصفته عملا فنيا من وضع البشر فهو أمر ليس من الدين في شيء.
وحول تقليد الفنان عادل إمام للشيخ الشعراوي في فيلم "الواد محروس بتاع الوزير" وقوله إنه اندرج علي استهزاء بمظهر فإنه من الخطأ الفادح إضفاء صفة القداسة الدينية علي رجال الدين أو علي فكرهم. وعن قول الفنان عادل إمام: كيف ارشي الله؟ في فيلم"مرجان احمد مرجان" فإن المحكمة لا تري في ذلك تطاولا علي الذات الإلهية في شيء حيث انه سؤال استنكاري لعدم إمكانية حدوث ذلك ولا يوجد ما يمنع من إظهار شخصية لا تؤمن بالله في عمل فني لأن المجتمع به مؤمنون وغير مؤمنين.
وبشأن قول وحيد حامد في فيلم "الإرهابي" احنا طلعنا الفضاء ولسه فيه ناس بتقول ندخل الحمام بالرجل الشمال ولا اليمين.. فإن ذلك لا يعد استهزاء بفعل الرسول صلي الله عليه وسلم لأنه لم يثبت أن ذلك جاء في أحاديث السنة المؤكدة وإنما هو اجتهاد علماء.
وعن الادعاء بأن الأعمال الفنية بها تحقير للمسلمين عموما والجماعات والإخوان حيث تهكم الممثل علي الزى والهيئة التي يرتديها رجال الدين الذي ظهر به الملتحون والمنقبات في فيلم "مرجان احمد مرجان" وكذلك في فيلم "الإرهابي" فإن المحكمة تؤكد أن هذا من أمور السياسة ولا حصانة لها من النقد خاصة أن الإخوان والجماعات أصبحت طرفا في المنظومة السياسية للبلاد وأنشأت أحزابا سياسية اشتركت بالفعل في الصراع السياسي، والنقد هنا للجماعات الإسلامية وليس إلي النقاب أو اللحية وهو من منطلق الانتقاد الاجتماعي ومعالجة القضية الحيوية التي تتناولها أعمال فنية كثيرة. وقالت المحكمة إن الأعمال الفنية من خيال المبدع ولا عقاب علي خيال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى