أكد جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، أن واشنطن ملتزمة بمساندة مصر خلال الفترة الانتقالية التي تمر بها للتحول إلى الديمقراطية، مشيدًا بما حققته مصر خلال الفترة الماضية من إجراء انتخابات برلمانية حرة وشفافة بما يرسخ مرجعية للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال «فيلتمان»، في خطابه أمام الغرفة التجارية الأمريكية، التي استضافة بعثة «طرق الأبواب» من غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة: «كل الدلائل تؤكد أن المصريين سيلزمون المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى سلطة مدنية، ومصر تحتاج إلى رئيس جديد ودستور جديد، كما تحتاج إلى تحقيق تقدم في مجال حماية حقوق الإنسان وحقوق المرأة والأقليات وبناء دولة مؤسسات»، مؤكدًا أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر ليست نهاية مرحلة، بل بداية لمرحلة جديدة.
وأوضح «مساعد كلينتون» أن الإدارة الأمريكية كانت أمام خيارين، إما أن تجلس وتراقب ما سيحدث في الساحة المصرية أو أن تقوم بدورها في مساندة مصر والحفاظ على العلاقات الاستراتيجية العميقة التي تربط البلدين، وأضاف «فيلتمان»: « المصريون طالبوا بالتغيير، ونحن أيضًا قمنا بالتغيير، ونتواصل الآن مع القادة السياسيين في البرلمان، ونبني معهم علاقات قوية، ونسمع منهم رسائل إيجابية، لكننا نركز على الأفعال، وليس الأقوال، ونراقب ما سيفعلون في مجال حماية حقوق الإنسان، وكيف سيعاملون المرأة، والأقليات، والدول المجاورة، وهذا سيكون مفتاح النمو الاقتصادي في مصر».
وأكمل «فيلتمان»: «نستمع لقلق المصريين حول معدلات النمو المتراجعة، وقلقهم من تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ونؤكد لهم أننا نساند التطور الاقتصادي وتوسيع الشراكات التجارية مع المنظمات الاقتصادية والقطاع الخاص، لأن مصر تحتاج إلى خلق ملايين الوظائف خلال الفترة المقبلة،وتقوية القطاع التجاري، والشركات الصغيرة، والمتوسطة، ووفرنا مبالغ كبيرة للتدريب، وتقوية الشركات الصغيرة، وتقوية الاستثمارات، وقدمنا 250 مليون دولار ضمانات قروض، وندعم مصر لمضاعفة معدلات النمو ونشجع الشركات الأمريكية للاستثمار في مصر».
وأشار إلى قيام وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، بإقناع الكونجرس باستمرار المساعدات العسكرية لمصر، إضافة إلى مساعدة مصر في تعاملاتها مع المؤسسات المالية الدولية ودول الخليج، وقال: « نتواصل مع المؤسسات المالية العالمية لمساعدة مصر التي تحتاج إلى أن تتجنب أزمة مالية، وشجعنا صندوق النقد لتقديم قرضًا لمصر، كما نتواصل مع دول الخليج التي لديها قلق حول العملية الانتقالية في مصر ونشجعها على مساعدة مصر».
وأكد «فيلتمان» أن واشنطن ملتزمة بمساعدة مصر، رغم أنها لا تعرف من سيكون الرئيس الجديد لمصر، وما هي صلاحياته، وما صلاحيات البرلمان، ولا تعرف شكل الدستور، الذي سيتم إقراره في مصر، مطالبًا بدور أكبر لمنظمات المجتمع المدني، لافتًا إلى أن قضية المنظمات الأجنبية لا تزال قضية صعبة، وأن واشنطن مستمرة في مناقشتها مع مصر، كما طالب «فيلتمان» مجتمع رجال الأعمال المصري بدور أكثر فاعلية في بناء مجتمع ديمقراطي حر في مصر، قائلاً: « لن تكون سياسة حكيمة من مجتمع رجال الأعمال، أن يتركوا القضايا ليناقشها الآخرون وأشجعكم على لعب دور فعال».
من جانبه، أوضح جمال محرم، رئيس الغرفة التجارية الأمريكية، أن بعثة «طرق الأبواب» التي تزور واشنطن لمدة أسبوع هي البعثة رقم 31 في تاريخ غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، مشيرًا إلى أنها تضم (31) من رجال الأعمال، موضحًا أن البعثة ستلتقي عدداً من أعضاء الكونجرس الأمريكي، وكبار المسؤولين في الخارجية الأمريكية، ووزارة التجارة ومنظمة الأوبك، ولفت إلى أن هدف البعثة هو تحقيق مصلحة مصر وتشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار في مصر.
وحول المناقشات لإقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والولايات المتحدة، قال محرم: «المناقشات في بدايتها، ولن يتم إبرام اتفاقية تجارة حرة هذا العام بسبب ظروف الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لكن مجرد بدء المحاثات سيشجع الشركات المصرية على النظر لمصر، والاستعداد باستثماراتها عندما يتم إبرام تلك الاتفاقية العام المقبل أو بعد خمس سنوات».
فيما أكد الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، أن من واجب الولايات المتحدة الوقوف إلى جوار مصر، وإبقاءها قوية في هذا الوقت أكثر منأي وقت مضى، وأبدى «جونز» مخاوفه من سرقة الثورة المصرية التي بدأها شباب باحث عن الحرية والكرامة الإنسانية، مطالبًا المجتمع الدولي بالقيام بدور أكبر من المراقبة.
وقال «جونز»: «تحقيق الديمقراطية صعب، ومن المهم لمصر تحقيق الأمن والاستقرار، ولا يمكن لأي دولة أن تخطو بواحدة على حساب الأخرى»، مشيرًا إلى أهمية إبرام اتفاقية تجارة حرة مع مصر لتسريع معدلات النمو وخلق فرص عمل.
وبدوره، أكد السفير سامح فهمي، سفير مصر بالولايات المتحدة، أن الاهتمام بمساندة مصر من جانب الإدارة الأمريكية يؤكد أهمية مصر، للولايات المتحدة، ومدى أهمية مساندتها في عبور المرحلة الانتقالية، وبناء مصر جديدة تقوم على الديمقراطية والشفافية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى