نشرت صحيفة «تودايز زمان» التركية، الأحد، مقالا أكد أن ما وقع في مصر من أحداث خلال الأسبوعين الماضيين «يذكر بما حدث في تركيا في الماضي القريب».
ورصد المقال الذي كتبه الصحفي، جومالي أونال، وحمل عنوان «مصر تتحول إلى تركيا»، أن الجيش والنظام القضائي «يتدخلان في سياسة الدولة، والخلافات بين الليبراليين والمحافظين والعلمانيين تزداد عمقا، فهم غير قادرين على الاتفاق على ما ينبغي كتابته في الدستور الجديد».
وأضاف: «لا أحد يعرف هل سيكون نظام الدولة القادم برلمانيا أو شبه رئاسي، وقد وصل الاقتصاد إلى الحضيض».
وأوضح المقال أن مصر «تواجه، وإن كانت بصورة أخطر نفس المشكلات التي واجهتها تركيا لسنوات وبدأت الآن فقط في اتخاذ خطوات نحو حلها».
ورأى الكاتب أنه من أجل التعامل مع هذه المشكلات «تحتاج مصر إلى تورغوت أوزال أو رجب طيب أردوغان، فقد وضع أوزال مطلع ثمانينيات القرن الماضي تركيا على طريق الإنجازات، وعلى خطاه جاء أردوغان مع مطلع الألفية ليتخذ خطوات مهمة تجاه انعاش اقتصاد كان مترنحا، فدعّم الاستقرار السياسي في تركيا».
وأشار إلى مجموعة من الخصائص التي ينبغي أن يتحلى بها الزعيم المنتظر في مصر ومنها «أن يكون من خلفية دينية ولكن دون أن يستخدم الدين كمرجعية في خطابه، وأن يكون على مسافة واحدة من كل التيارات دون أن يخيف أي أحد، وألا يكون من سياسيي الجيل القديم، وأن يكون قد أفنى حياته في نضال سياسي».
ولفت إلى ضرورة أن يكون الزعيم المنتظر لمصر «قد عانى لسنوات من قمع النظام السابق ولكنه تمسك بموقفه، وأن يكون حذرا في حديثه عن الأمور الاقتصادية ولا يتخذ موقفا رجعيا إزاء القضايا الحساسة مثل المصارف والفوائد والعلاقات التجارية مع الغرب والسياحة».
وتابع: «ويتعين عليه أيضا أن يأخذ جميع التوازنات القائمة في مصر في الاعتبار، وألا يعادي أحدًا، أما بالنسبة للشؤون الدولية فيتعين عليه أن يتجنب على الدوام أي حديث من شأنه أن يجر البلاد إلى الوقوع في مشكلات».
وقال الكاتب إنه «من الواضح بالفعل من هو هذا الشخص»، لكنه لم يذكر أي اسم.
وأوضح أنه «ما من شك في أن الجهود التي يبذلها الجيش، الذي تدخل بصورة مباشرة في عملية صياغة الدستور وتحديد مرشحي الرئاسة، للحفاظ على نفوذه، سوف تلحق ضررا شديدا بالبلاد».
وأضاف أنه «ما إن بدأت تركيا في الحد من نفوذ الجيش حتى بدأت في تحقيق التقدم الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي، مشيرا إلى أن الجيش في تركيا ظل لسنواته يصور نفسه على أنه الحامي المطلق للاستقرار والتضامن في البلاد».
وقال الكاتب إن الخطر الأكبر الذي ينتظر القادة الذين سيحكمون مصر هو «المشكلة الاقتصادية»، موضحا أن وضع مصر الحالي «يشبه أو ربما أسوأ مما كان عليه الوضع في تركيا خلال أزمتها المالية عام 2001».
واختتم بالتأكيد على أن الحكومة القادمة «سترقد على سرير من المسامير، وينبغي حتى تنجح في مهمتها أن تنتهي التوترات السياسية في أقرب وقت ممكن».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى