فى دقائق معدودة، حول الساحر المؤدب محمد أبوتريكة خسارة ناديه العريق إلى فوز بثلاثية مدوية، لم تسعد جماهير الأهلى فقط بـ«هاتريك» أبوتريكة فى مباراة الإياب مع بطل مالى، فجماهير الإخوان وجدت فى معشوقهم الرياضى فرصة للخروج من حرج لقب «الاستبن» الذى يلاحق مرشحهم للرئاسة، وفور انتهاء المباراة راحت منتدياتهم تتغنى بأن أبوتريكة نزل من على دكة الاحتياط ليحرز الفوز للأهلى، ومحمد مرسى المرشح الاحتياطى سينزل سباق الرئاسة ليكسب من الجولة الأولى، ويرون فى أسطورة كرة القدم المصرية فألا حسنا لمرشحهم الذى يسابق الزمن للحاق بركب الرئاسة، غير أن ذلك قوبل بسخرية من حملات المرشحين المنافسين رافضين المقارنة بينه وبين مرسى.
لا حديث فى الأوساط الشبابية اليوم إلا عن أبوتريكة والإخوان، تحاول الجماعة استمالة أصوات المعجبين، ويبدو الشاب منتميا إليها «فكريا» على الأقل، ويمنعه حرج الانتماء للأهلى وتقاليده من إعلان دعمه للدكتور محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة، فى وسائل الإعلام، لكن عدة مواقع إخبارية رياضية نقلت عن حازم الحديدى، وكيل أعمال محمد أبوتريكة، عدم حسم موكله لموقفه النهائى لمرشحه لكرسى الرئاسة، وأنه حائر بين محمد المرسى وعبد المنعم أبوالفتوح، وثارت ضجة حول منع النادى الأهلى لنجمه الكبير من الظهور على قناة مصر 25، المحسوبة على الإخوان، فى برنامج «الكورة مع شيتوس»، لكن النادى الأهلى نفى ممارسته أى ضغوط على اللاعب فى هذا الخصوص.
بعيدا عن السياسة أظهر اللاعب، المولود فى ناهيا سنة 1987، تفوقا رياضيا مبهرا، مزجه بسلوك أخلاقى راقٍ، والتزام دينى فطرى، شكلت هذه التركيبة قوة دفع له، وسرعان ما سطع نجمه وسط أقرانه، وصار صانع ألعاب فى المستطيل الأخضر، ليس له عداوة مع لاعبى ناديه والمنتخب المصرى، وهو إمام للجميع فى الصلاة فى معسكرات التدريب فى المباريات المهمة خارج مصر.
يفهم أبوتريكة أنه نجم تلاحقه الكاميرات، لكن طبيعته الشخصية تميل إلى الحياء والهدوء، وعلى الرغم من ذلك لا يدخر جهدا فى تسجيل مواقف تنسجم مع طبيعته المحافظة، يعبر بطريقته عن الحس العام للمصريين، وفى غمرة أحداث العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة عام 2006، سجل أبوتريكة هدفا سياسيا فى مرمى إسرائيل، حين رفع فالنته عن كلمة «تعاطفا مع غزة» فى مباراة مصر والسودان فى كأس الأمم الأفريقية.
وفى أزمة النادى الأهلى فى مالى ومحاصرة فندق اللاعبين عقب الانقلاب العسكرى هناك، لاذ أبوتريكة بالدعاء وهرع إلى الصلاة لفك الكرب، ونقل المصورون الصحفيون صور «صلاة الحاجة» التى أمَّ فيها أقرانه، كما اعتادت كاميراتهم أن تنقل عادة السجود بعد كل هدف التى رسخها أبوتريكة فى الملاعب والدعاء فى آخر الدقائق قبل نهاية المباراة، ورغم انتقادات كثير من الناقدين الرياضيين والمثقفين عموما لمخالفة أبوتريكة لتقاليد لعبة «الساحرة المستطيلة»، وتحوله إلى قديس يشبه الدعاة الجدد، يظل الرجل الذى بدأ مسيرته الرياضية فى نادى الترسانة قبل أن ينتقل إلى القلعة الحمراء محط إعجاب كثير من المصريين، ويرون فيها انعكاسا لطبيعتهم الخاصة المتصالحة مع الدين دون تشدد أو تهوين.
موقع وائل الابراشى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى