خصصت صحيفة الإندبندنت البريطانية افتتاحيتها أمس للتعليق على الأحداث في مصر، وأشارت إلى أن الغضب الحالي في مصر لا يجب أن يصرف الانتباه عن القيمة الرمزية للحكم على مبارك، فهو أول زعيم عربي يمثل أمام أمام محكمة وطنية وتحكم عليه بالإدانة.. هذه لحظة فارقة ليس فقط لمصر ولكن لكل المنطقة، ولا يقلل من أهمية اللحظة أن الحكم كان "مخففا"، فالحكم على رجل مسن ومريض بالإعدام ليس مقبولا ولا إنسانيا.
وأضافت الصحيفة أن أدلة النيابة كانت ضعيفة والمحاكمة كانت عادلة قانونيا، لكن الحكم غذى الشعور بالشك في أن رأس النظام القديم فقط قد بترت فيما ظل جسده قائما، وهذه الشكوك ليس جديدة حيث قمع المجلس العسكري بالقوة كل الاحتجاجات ضده منذ سقوط مبارك، ولم يدخل أى اصلاحات على جهازي الشرطة والقضاء، ولم يبذل جهدا يذكر لمعاقبة قتلة شهداء الثورة، وحتى القرار التاريخي بتعليق العمل بقانون الطوارئ لا يخدع أحدا، فلا توجد مؤشرات على الإفراج عن المعتقلين وفقا لهذا القانون، ولا تزال محاكمات المتظاهرين مستمرة، وفي كل الأحوال وقف المجلس العسكري سدا منيعا أمام آمال الثورة الكبيرة وتثير رسائله عن أنه سيلعب دورا كبيرا في تحديد صلاحيات الرئيس القام مخاوف جديدة.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن مرشح الإخوان محمد مرسي هو المستفيد ألأكبر من الحكم، فشفيق الذي كان يأمل في الاستفادة من غضب الليبراليين تجاه الإخوان، تعرضت مقرات حملته للهجوم عقب صدور الحكم، في ظل شائعات عن أنه قد يصدر عفوا عن رئيسه السابق مبارك.. وفى المقابل تعهد مرسي بإعادة محاكمة الضباط الذين برأتهم المحكمة.. لكن تبقى المشكلة الكبرى إذا فاز مرسي بالرئاسة، رغم كل ادعاءاته بالتزام بحرية الرأي وحقوق المرأة وغيرهما، فإن ما تحتاجه مصر الآن هو حكومة كفؤة تتمتع بالمصداقية والقدرة على علاج اقتصادها المتداعي ومعالجة الشروخ الاجتماعية التي خلقها نظام مبارك.
الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى