في أول ردود أفعال على الحكم في محاكمة مبارك، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن المحكمة شهدت غضبًا واشتباكات عقب النطق بالحكم «احتجاجًا على براءة أبناء مبارك وعدد من قيادات الشرطة».
وأضافت أن المحكمة حكمت على الرئيس السابق حسني مبارك بالسجن المؤبد بعد إدانته بالاشتراك في جريمة قتل المتظاهرين خلال الثورة التي شهدتها مصر العام الماضي وأطاحت به، كما حكمت بالمؤبد على وزير الداخلية حبيب العادلي، لكنها برأت نجلي الرئيس السابق من تهم الفساد.
وأوضحت «جارديان» أن البعض ألقى بالحجارة على قوات مكافحة الشغب الموجودة خارج المحكمة، بينما كان الناس يهتفون بداخلها «الشعب يريد تطهير القضاء». وأشارت إلى أن مبارك هو «القائد العربي الوحيد الذي حاكمه شعبه»، إلا أنها عادت لتوضح أن مبارك مازال أمامه الفرصة لنقض الحكم الصادر ضده.
وأضافت أن المحاكمة اتسمت بالمشاهد الفوضوية، فيما اشتبك أنصار مبارك ومعارضوه خارج المحكمة، مشيرة إلى أن وقت الحكم حساس بالنسبة لمصر، إذ يأتي في منتصف انتخابات الرئاسة التي يتنافس فيها الإخوان المسلمون مع أحد رموز النظام السابق على منصب أول رئيس لمصر بعد الثورة.
من جانبه، أوضح مراسل «جارديان» في مصر، جاك شينكر، أن الانتخابات الرئاسية وحكم قضية مبارك «يمكن أن يقسما مستقبل مصر»، خاصة أن المصريين يتخوفون من أن يكون الرئيس القادم «خليفة لمبارك في القمع».
أما شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، فنقلت عن المراسلين قولهم إن الاشتباكات اندلعت في المحكمة بعد النطق بالحكم بسبب براءة مساعدي العادلي من تهمة قتل الثوار، وقالت إنه عقب الإعلان عن حكم مبارك والعادلي، عمت تهليلات الفرح بين أهالي الشهداء، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى هتافات غاضبة بعد النطق بالحكم على مساعدي العادلي ونجلي مبارك.
وعلى الصفحة الأولى لموقع «نيويورك تايمز» الأمريكية، جاء الخبر بصورة لمبارك وهو في قفص الاتهام، لافتة إلى أن الحكم بإدانة مبارك ربما يكون «الإنجاز الوحيد للثورة التي أطاحت به».
وأوضحت أن المستشار أحمد رفعت قال إن المدعين لم يقدموا أدلة واضحة على أن مبارك أعطى أوامر بقتل المتظاهرين السلميين، لكنه في الوقت نفسه لم يفعل شيئًا لوقف القتل.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن المحاكمة انتقدت بسبب فشلها في محاسبة رموز النظام السابق على فسادهم وعنفهم السياسي خلال 30 عامًا، بينما «يعتبر الحكم خطوة رغم ذلك لترسيخ فكرة أن الحاكم ليس فوق القانون».
وأكدت أنه بالتأكيد سيتم الطعن على الحكم، وأن المحامين أكدوا أن هناك أخطاء إجرائية حدثت خلال العام الماضي في المحاكمة مما يسهل مهمة النقض، ونقلت عن حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قوله «سنستمر في هذا لسنوات».
وقالت إن معركة حول عدالة الحكم بدأت بالفعل، خاصة أن أحمد شفيق «ربيب مبارك» يتنافس الآن مع مرشح الإخوان المسلمين على جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التنافسية الأولى، موضحة أنه لو اندلعت الاحتجاجات على الأحكام في القضية، فإن ذلك يمكن أن يصب في مصلحة شفيق، الذي وعد باستعادة الأمن والنظام للشوارع في مصر.
من جانبها، اعتبرت وكالة «أسوشيتد برس» الإخبارية الأمريكية، أن الحكم «ينهي حلقة السقوط المروع لرجل حكم بلدًا كأنه عزبته الشخصية لثلاثة عقود». وقالت إن الحكم «القاسي» الصادر بحق مبارك (84 سنة) يبدو وكأن هدفه «التقليل من التوترات قبيل جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المقبلة».
ولفتت إلى أن علاء نجل مبارك كان يتمتم بآيات من القرآن أثناء وجوده مع أبيه وأخيه جمال في قفص الاتهام، بينما اشتبك جنود مكافحة الشغب مع المحتجين خارج المحكمة.
أما صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فكان عنوانها لتغطية أحداث المحاكمة «مشاهد درامية خارج المحكمة بينما يحكم على الديكتاتور الذي حكم مصر 30 عامًا بالسجن المؤبد»،
ووصفت التعبير على وجه مبارك بأنه كان «متحجرًا» خلال سماع الحكم، بينما ظهر مرتديًا نظارة شمس داخل قاعة المحكمة وعلى سريره المعتاد.
أما صحيفة «سياتل بوست» الأمريكية فوصفت مبارك بأنه «بطل الحرب ومحور الاستقرار الذي تحول لمتهم مدان»، مشيرة إلى أن ما حدث «كان نهاية غير مشرفة لقائد صعد عقب اغتيال الإسلاميين للرئيس الراحل أنور السادات».
وأضافت أن مشهد مبارك في القفص محاطًا بنجليه، متناقض تمامًا مع صورته التي حاول ترويجها باعتباره «أبًا للمصريين وصخرة الاستقرار»، إلا أنه بعدما خلف السادات، تمسك بالسلطة وأصبحت الدولة التي يمثلها «مكروهة»، وأصبح استمراره في الحكم يشبه «أبو الهول» في جلسته الأبدية. واعتبرته الصحيفة «حامي مصر من قبضة الإسلام المتشدد، وأنه حافظ على السلام مع إسرائيل».
من ناحية أخرى، قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إنه بالنطق بالحكم في قضية مبارك، يسدل الستار على «المحاكمة الصاخبة التي ألهبت العالم العربي وصدمت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة».
وأشارت إلى البيان الذي ألقاه المستشار رفعت قبيل النطق بالحكم، والذي وصف فيه عهد مبارك «بعقود الظلام» التي قمعت المصريين وعاشوا فقراء فيها، وقالت إنه ليس من المؤكد أن مبارك سيقضي العقوبة في السجن، كما يطالب النشطاء، أم سيستمر في جناحه الرئاسي في مستشفى المركز الطبي العالمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى