تسير بنا الحياة ببطء حتى نظن أنها توقفت، وكأنها قد أصبحت موتاً فى شكل حياة، ثم تسير بنا مرة أخرى بالسرعة القصوى وكأنها حصان مجنح، لننسى كثيراً من تفاصيل الحياة الإنسانية، ونحرم أنفسنا ومن حولنا من متع الحياة الدنيا.
الميزان السليم فى هذا الأمر هو ما جاء فى الذكر الحكيم «وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين».
إن ما تمر به مصر اليوم يجعل كثيراً من المنخرطين فى العمل الوطنى ينسون حياتهم الخاصة ويغرقون فى بحر العمل العام، وإنى لأعرف من المناضلين من لا يكاد يرى أهل بيته، ويحتسب ذلك هو وذووه عند الله كعمل خالص فى سبيل الله ثم الوطن.
تمر مصر اليوم بلحظة شديدة الدقة، تضغط على الجميع، وتضع كل مصرى فى موقع المسؤولية، وتزداد المسؤولية كلما تعاظم الدور الذى يستطيع المرء القيام به.
فى مثل هذه الظروف.. لا وقت للأحزان!
إن مصير أمة سيتحدد خلال أيام، ولابد أن يقف كل مصرى فى الموقف الذى يحب أن يواجه به أبناءه وأحفاده من بعد.
هناك من يحاول أن يعيد الاستبداد إلى موقع الصدارة، وهو يفرق المصريين لكى يسودهم ويسوسهم.
هناك من يحاول أن يضع مصر كلها تحت البيادة الأمريكية الإسرائيلية.
وهناك من يقاوم هذا المسلسل بكل ما أوتى من قوة، وهناك جيل كامل قد جهز نفسه لنيل إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.
إن لمصر أن تصبح دولة محترمة، مدنية، لا عسكرية ولا دينية، دولة تحترم الفقير بقدر ما تحترم الغنى، وتنصف الضعيف كما تنصف القوى، دولة يسود فيها القانون على الحاكم والمحكوم، وينصف فيها القضاء كل مظلوم.
حتى تتحقق هذه الدولة، وحتى نرى هذا الحلم (وهو فى هذه اللحظة قريب المنال)، وحتى نثار لكل شهداء ثورة 25 يناير العظيمة، حتى يتحقق كل ذلك.. لا وقت للأحزان!
عبد الرحمن يوسف يكتب : لا وقت للأحزان
قسم الأخبار
Sun, 24 Jun 2012 08:34:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى