الفائز فى هذه الانتخابات العصيبة ليس محمد مرسى ولا الإخوان ولا الحرية والعدالة.. الفائز هو الميدان، المنتصر هم الشهداء، هم الجرحى والمصابون والمسحولات والمسحولون.
الفائز هو الشعب الرائع النبيل الشريف الطاهر الذى قاوم كل هذا القبح وكل هذا الفساد، وكل تلك الترسانة الفتاكة التى قصفت الثورة من كل اتجاه.
لقد انتصرت مصر وارتقى المصريون معارج المجد والشرف حين أثبتوا أنهم كائنات عصية على التشويه والمحو.. لقد قاوم المصريون السيناريو الرومانى واستبسلوا دفاعا عن ثورتهم وشهدائهم، وقهروا التاريخ ونظريته البائسة «التاريخ يعيد نفسه».
لقد نجت مصر من السقوط فى دنس الغواية، وحافظت على طهرها، وصمدت أمام شلالات أرادت أن تدفعها إلى الكفر بثورتها والارتداد إلى عصر الفساد والاستبداد، فقهرت كل أساليب التجويع والترويع.
«ارفع رأسك أنت مصرى» ولك أن تختال على الدنيا فخرا واعتزازا بأنك لفظت كل ما وضعوه فى جوفك من سخائم.
مبروك محمد مرسى، لكن قبل أن ترد التهنئة أذكرك بما قطعته على نفسك أمامى وعلى مدى سبع ساعات: لنا فى رقبتك رئيس حكومة من خارج الإخوان والحرية والعدالة وتشكيلة حكومية غالبيتها من خارج الإخوان.
لنا فى رقبتك نواب رئيس من خارج الإخوان.. لنا فى رقبتك إحداث التوازن المطلوب فى تأسيسية الدستور، وعدم الاقتراب من المادة الثانية من الدستور.
لنا عليك أن تفتح ذراعيك وتحتضن إخوتنا وشركاءنا فى الوطن أقباط مصر الرائعين، ونودع معا مقولة: «عنصرى الأمة» ولنكن جميعا عنصرا واحدا فى مصر الجديدة الجميلة.
كان أمس أطول أيام التاريخ المصرى الحديث، الدقيقة فيه بألف ساعة، والساعة بألف يوم، وكأن الزمن تجمد ولم يشأ التحرك فى اتجاه الثالثة عصر التى لم تأت فى موعدها، تماما كما كان مساء العاشر من فبراير 2011 طويلا وثقيلا ومؤرقا.
لقد عاشت مصر أسبوعا من غليان العقول والنفوس فوق مراجل الشائعات والتسريبات والتكهنات، فى واحدة من أعنف حروب الأعصاب.
وكله كوم والدقائق التسعون التى أعقبت الثالثة كوم آخر، ذلك أن اللجنة العليا تحولت إلى أعمال سفلية مارست من خلالها أقسى أنواع التعذيب النفسى على المصريين بإلقائهم فى أفران الترقب.
إن هذا السيناريو البائس فى إعلان النتيجة هو المسئول عن شحن الجماهير بكل عناصر الغضب والشك والريبة وكأن واضع السيناريو يستمتع بدور المدير لصراع الديوك، واضعا البلاد والعباد على حافة الحريق، منتشيا بنجاحه فى إثارة حرب الكل ضد الكل، غير مدرك ــ وربما يدرك ــ لأن هذه اللعبة الخطرة قد تأكل الأخضر واليابس.
ويبقى أن الحقيقة الناصعة هى أن الثورة المصرية لن تتنازل عن إتمام دورتها.
25/06/2012
جاء وقت الحساب يا مرسى - وائل قنديل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
اخر الموضوعات
مصطفى بكري : الحرب ضد مصر والرئيس السيسي بدأت.. و يدق ناقوس الخطر على الهواء ويحذر من المؤامرة الكبري
(12 Jul 2025)(0 comments)الإعلامي السعودي عبدالعزيز الخميس يتشرف بالتصوير مع العلم الإسرائيلي من داخل اسرائيل
(12 Jul 2025)(0 comments)ناشطون مؤيدون لفلسطين في مدينة مكسيكو أسقطوا تمثال نتنياهو الشمعي وغطوه بالطلاء الأحمر.
(14 Jul 2025)(0 comments)طهران اكتشفت وجود شرائح تجسس مشبوهة بأحذية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء تفتيشهم المواقع النووية الإيرانية
(14 Jul 2025)(0 comments)إيهود أولمرت "المدينة الإنسانية" التي تخطط إسرائيل لإقامتها في جنوب قطاع غزة ستكون "معسكر اعتقال" للفلسطينيين،
(14 Jul 2025)(0 comments)رئيس الوزراء لقد أثبتت الدولة المصرية منذ الـ 30 من يونيو أنها دولة الحماية التي لا تدخر جهدا لصون مواطنيها من الوقوع في براثن الفقر والعوز.
(14 Jul 2025)(0 comments)تقرير لوكالة "فارس" الإيرانية: الرئيس مسعود بزشكيان كاد يُقتل في هجوم إسرائيلي الشهر الماضي بالطريقة نفسها التي استُهدف بها حسن نصر الله
(13 Jul 2025)(0 comments)مصطفى بكري : لما يحصل حادث قضاء وقدر تصوب السهام نحو كامل الوزير هذا الرجل تحققت في عهده إنجازات ما كان لها أن تتحقق مفيش مواطن مصري مشافش إنجازاته
(13 Jul 2025)(0 comments)فضائح ترامب لاتنتهى ..دونالد ترامب كان له علاقة مع جيفري إبستين، الذي كان مليارديرًا متهمًا بالاتجار بالجنس.
(12 Jul 2025)(0 comments)صور من حديقتى
(12 Jul 2025)(0 comments)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى