أثارت تصريحات الفريق أحمد شفيق بشأن إضافة أسطر من الإنجيل للمناهج الدراسة جدلاً واسعاً، لاسيما وأنه ذكر أن بديل ذلك قد يكون حذف كليهما من المناهج.
وفي حين رأى محللون سياسيون أن رئيس آخر حكومات عهد حسني مبارك يكافئ الكتلة التصويتية القبطية التي دعمته في الجولة الأولى، اعتبر آخرون أنه يسعى لاسترضاء قوى مدنية وحقوقية، تعتبر أن إعادة النظر في المناهج الدراسية، أمر ضروري لتأكيد المساواة بين جميع المصريين، على قاعدة المواطنة.
وكان شفيق أعلن مع ظهور مؤشرات خوضه جولة الإعادة أنه ينوي حذف آيات قرآنية مقررة على الطلاب في مناهج غير التربية الدينية، مثل اللغة العربية، أو إضافة أسطر من الإنجيل. وهو ما عقب عليه الشيخ يوسف البدري الداعية الإسلامي قائلاً: "كل مرشح يلقي بالوعود لاستقطاب أكبر عدد من أصوات الناخبين، فيعد الجياع بالطعام والفقير بالمال والمريض بالدواء ولكن المصيبة أن تكون الوعود في الدين".
وأكد البدري أن هناك معاهد قبطية تستوجب دراسة الدين الإسلامي، مشيرًا إلى أن مكرم عبيد أشهر خطيب في التاريخ السياسي المصري، قال إنه لم يحسن اللغة العربية إلا بدراسة الدين الإسلامي والقرآن الكريم.
وأضاف البدري أن الآيات القرآنية التي تحتويها المناهج الدراسية توجد بها أعلى مستويات البلاغة وليس بها تعدِّ على الدين المسيحي فهي تساعد الطالب على إجادة البلاغة وكتابة التعبير، بينما الإنجيل لا يحمل نفس الدرجة من البلاغة؛ لأنه مترجم من لغات أخرى، ولا يمكن أن يحمل قيمة بلاغة النص القرآني.
وقال البدري أيضًا: "لو منع الطالب من الآيات القرآنية فسوف يحرم من البلاغة وتعاليم أصول اللغة العربية"، مضيفًا أن وعود شفيق في الدين شيء سيئ وحذف الآيات من المناهج هو الأسوأ.
ووجَّه الداعية الإسلامية رسالة للفريق شفيق قائلاً: "لقد نسيت دينك، وهذا جهل منك بالدين والتعليم وأصوله، فافعل ما شئت والله المطلع وسيسألك لماذا حرفت كلامي".
من جانبه، رأى الشيخ عبدالحميد الأطرش،رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، أن هناك أشخاصًا يريدون تشويه صورة الإسلام والمسلمين، قائلًا: "إن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله مستشهداً بقوله تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ".
وقال الأطرش إن الآيات موضوع الإجلال في المناهج الدراسية لا يجوز حذفها؛ لأن ذلك يصل بنا للبعد عن الإسلام وتعاليمه، مضيفًا أنه ليس من المنطقي تدريس سطور من الإنجيل في المناهج الدراسية؛ لأنه ليس مستوجباً على المسلمين.
وتذكر رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، العقيد الليبي الراحل معمر القذافي حين طالب بحذف كلمة "قل" من القرآن الكريم فمثلًا بدلًا من "قل هو الله أحد " نقول: "هو الله أحد" معتبرًا ذلك جنوناً وجهلاً بالدين.
بينما أوضح جمال قطب، الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف،رفضه الشديد للمرشح الرئاسي أحمد شفيق قائلًا: "على الشعب أن يختار بين الثورة والثورة المضادة"، مرحبًا بأي تيار في مصر بعيدًا من الفساد وممثليه.
وفي السياق نفسه، أكَّدالناشط القبطيصفوت جرجس، رئيس المركز المصري لحقوق الإنسان،إن الأقباط يمارسون حقهم في التعبير واختيار من يمثلهم، مشيرًا إلى أن تصريحات الفريق شفيق هدفها جذب أكبر عدد من الأصوات في جولة الإعادة لضمان الفوز.
ورأى جرجس أن تصريحات المرشح الرئاسي تمثل تعزيزًا لثقة الأقباط فيه وليست مجرد وعود، لافتًا إلى أن الأقباط عقدوا العزم على عدم اختيار أي مرشح إسلامي.
من جهته، رفض المفكر القبطي إكرام لمعي، المتحدث باسم المكتب الإعلامي للكنيسة الإنجيلية، حذف الآيات القرآنية من المناهج الدراسية، مُرحِّبًا بإضافة سطور من الإنجيل والتراث القبطي.
ورأى أن هناك تقصيرًا واضحًا في إدماج التراث القبطي داخل المناهج مطالبًا، بإضافته حتى يتعرف الطالب المسلم على تعاليم وأصول الدين المسيحي.
وقال لمعي: "لا يجوز حذف الآيات القرانية من المناهج الدراسية؛ لأننا تربينا على التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ومنهما تعلمنا اللغة العربية وأصولها".
وأشار إلى أن القرآن الكريم يساعد في معرفة أصول اللغة العربية قائلًا: إن أبرع الأدباء الأقباط هم من كانوا على دراية بالقرآن، الذي ساعده بصفة شخصية في تحسين اللغة وإلقاء الخطب وكتابة المقالات".
أما الناشط القبطي مايكل منير، رئيس حزب "الحياة"، فقال إنه مع حذف الآيات القرآنية من المناهج وعدم إضافة سطور من الإنجيل وتدريس مادة حقوق الإنسان بدلًا منهما.
ورأى منير أن تصريحات الفريق شفيق طبيعية في الوقت الحالي، وهي محاولة لضمان نجاحه في جولة الإعادة، مضيفًا أنه بعد ثورة "25 يناير" لابد أن يحصل المواطن على كامل حقوقه.
المشهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى