إنهم يمكرون بليل، ويخططون بنهار مظلم، فاحذروهم، وقِفوا لهم بالمرصاد، وافضحوهم وقولوا لهم "قد عرفناكم فى لحن القول". ولو قمت ببحث سريع بين القنوات، أو قادك حظك للجلوس فى مجالسهم لسمعت عجبًا، ورأيت كيف يخططون لإفشال الرئيس.
فهم يراهنون على صدام الرئيس بالمجلس العسكري، ويحرضون فى الجانبين على التمسك بالمواقف فيما يخص الإعلان الدستورى المكمل، ويروجون لوضعية المؤسسة العسكرية الخاصة والمستقلة والفوق رئاسية. ويحلمون بأن الصدام يعنى انقلاب المجلس على شرعية الرئيس.
إنهم يخططون ويراهنون ويتمنون تلكؤ وتقاعس وتخاذل الأمن، وعدم مساعدته للرئيس الجديد فى مهامه الجسيمة، وأن الأمن سيدع الأمور سداحًا مداحًا، وأمواج فوضى من فوقها أمواج جريمة.
إنهم يخططون لتأليب ضباط الجيش المصرى العظيم على قيادته الممثلة فى المجلس العسكري، ويحاولون ترويج مقولة إن المجلس العسكرى قد باع مصر وسلمها على المفتاح للإخوان المسلمين، وأنه خان مصر وخان الثورة، ويجب الانقلاب عليه.
إنهم يخططون إعلاميًا لتصيد كل كلمة يقولها الرئيس، واصطياد كل فعل أو قرار يأمر به الرئيس، وتصويره أنه كلام غير مسؤول، وعديم الخبرة، ومن ثم يزرعون الإحباط فى النفوس، ويقلبون المصرى على أخيه المصري.
إنهم يخططون لما هو أبعد من ذلك بكثير- هذا كلام فهمته من تلميحات مصدر مسموم ومسؤول- للإيقاع بين الرئيس الجديد، وبين جماعته التى استقال منها، فيحصل جفاء بين الرئيس والمرشد، لو فشل الجفاء بين الرئيس والمشير، وقد تنطلق محاولة اغتيال، فيتم توريط الجماعة والإسلاميين، والتخلص من الرئيس بحجر واحد.
إنهم يدعون ليل نهار، لأن تطلق حماس بضعة صواريخ على إسرائيل، فتقوم اللقيطة القبيحة بشن غارات وحرب على قطاع غزة، فينزح أهالى القطاع المساكين على الحدود مع مصر، ويفتحون المعبر، ويحتل الفلسطينيون سيناء، أو تتبرع إسرائيل بالدخل إلى سيناء، بحجة حماية أمنها القومي.
إنهم يراهنون على تعجل بعض شباب الجماعات الإسلامية، وينتظرون تصرفًا غير مسؤول، يتم استثماره تحت شعار اضطهاد المسيحيين، فيتم إحراج الرئيس وإرغامه على إعادة مسيرة أمن الدولة المنحل.
إنهم يراهنون على القيادات التنفيذية التى لا يمكن الاستغناء عنها فى القريب العاجل، وأن تلك القيادات ستقوم، بتدبير الأزمات من أول رغيف الخبز، ومرورًا بالمرور، ونقص البنزين والسولار، ونفاد صبر أصحاب الحاجات والمظالم.
إنهم يراهنون على استمرار ميدان التحرير، كخنجر دائم فى جنب الرئيس، وبعده يقولون لنا: "لا شيء تغير، وطلبتك يا عبد المعين تعيني، لاقيتك يا عبد المعين تنعان وتعبان".
إنهم يراهنون على خطابات ورسائل لا قيمة لها تأتى من المرشح الفاشل والخاسر، على لسان غلامه عكاشة، يتجمع بعدها بضعة آلاف فى العباسية وأمام المنصة، حتى يقال: إنه يجب إعادة النظر، ووجوب إنقاذ مصر من الإخوان.
إنهم يخططون، فهل نحن منتبهون، وداعمون لرئيسنا ومشروع مستقبلنا؟ عمومًا: حسبنا الله ونعم الوكيل.
m.mowafi@live.com
مخططات إفشال مرسى - محمد موافي
قسم الأخبار
Fri, 29 Jun 2012 15:35:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى