آخر المواضيع

آخر الأخبار

08‏/07‏/2012

سياسة غرف النوم



سامحكم الله يا من هبطتم بسقف توقعاتنا لأفعالكم للدرجة التي تشعرني بالنشوة فقط لسماع قرار السيد الرئيس بعودة البرلمان المنتخب المعتدى عليه من العسكر المغتصب، ولكنني سأرضى أن أعيش هذه اللحظة حتى وإن كانت نشوة كاذبة!
حتى تعلم مقدار الإثارة التي أشعر بها دعني أعرفك أنني منذ 10 أيام أتابع فيس بوك وتويتر من جهاز جالكسي تاب، والآن فقط أتابعه من اللاب توب، حتى يتسنى لي أن أكتب لك هذه الكلمات، وعلى شفتي ابتسامة جذلة، ليس فرحا بعودتي للكتابة بعد ما يقرب من الشهر انقطاعا، ولكن احتفاء بقرار الرئيس، واسمح لي أن أصف لك أوضاعي الآن، فأنا من فرط الإثارة لا ارتاح جالسا على الكنبة أو جالسا على الأرض.

ربما تكون قد لاحظت استخدامي لألفاظ "نشوة" و"إثارة" و"أوضاع"، وهي كلمات تتسق مع فكرة المقال الأساسية، هذا المقال تراودني فكرته منذ أيام راغبا في الحديث عن عدم مصارحة الرئيس لشعبه، ولكن الله أراد أن يخرج المقال مطعما ببعض الضوء السهاري الذي يزيد من إثارة غرف النوم.

نحن شعب ادمنا الوصاية الأبوية، ونحيط ما يحدث في غرف النوم بهالة من السرية، وهذا بالضبط ما أصف به وضع الرئيس معنا، نعلم أنه يواجه تحديات قاتلة، ولا يستقيم له الأمر بسهولة، وهو بين رغبته الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه قبل جولة الإعادة، وما يفرضه عليه الواقع من ظروف ومعوقات، وكان الأولى به مصارحتنا بكل ما يقابله، ليس من باب عجزه عن اتخاذ القرار، ولكن من باب سد مداخل الفرقة وسوء الظن والبلبلة، ولكن السيد الرئيس أبى أن يغير ما وجدنا عليه آباءنا، وظللنا نناجي النجوم فنسمع ردها ولا رد من الرئيس على تساؤلاتنا.

في موروثنا نعامل كل مسئول على أنه أبونا الذي يحبنا ويعلم الصالح لنا، فلا يجوز مناقشته فضلا عن معارضته، فلا هو يريد لنا أذى، ولا هو بجاهل،أما عن أنشطته ونقاشاته وأخذه ورده فيما يخصنا نحن فقد أصبح في سرية ما يتم في حدود غرف النوم المغلقة! وأقصى ما تستطيع استشفافه هو بسمة الرضا أو عبوس الكدر في الصباح الذي يلي ليلة الخميس الحمراء!

لا أدري كيف يستقيم لنا المطالبة بعلانية مناقشة أمور الجيش وميزانيته -وهو لب مشكلة العسكر معنا- ثم نبتلع سرية ما يصير مع الرئيس من تطورات وأمور يحتاج فيها لدعمنا قبل رأينا، فلو كان الكتمان معينا على نجاح بعض الأمور، فإن الإعلان اجهاض لكل الهجوم المتوقع حينما تتخذ قرارا على خلاف ما وعدت به أو ما يريده الناس.

ما زلنا نطالب الرئيس بالشفافية والمصارحة، وأن يحمي ظهره بالشعب، بل ويتخذهم درعا في مواجهة تغول سلطة العسكر الغاصبة، ودولة الفساد والمصالح العميقة، وإلى أن تصل رسالتنا إلى الرئيس ويعي أنها صادقة خالصة، فلننتشي بقرار عودة البرلمان، الذي كان كآهة انطلقت من قلب غرفة النوم قاطعة سكون السرية التي تحيط الممارسة التي تحدث داخلها، معلنة أن رئيسنا "يافت".

صورتي
Hossam Elamir

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى