واقعة زواج "ملك اليمين" التى عرضها الإعلامى وائل الإبراشى يوم الاثنين الماضى فى برنامج “الحقيقة” بقناة دريم، لا يجوز الاكتفاء بالتفرج عليها ومعاملتها كعبث عابر فى الأعراض ودعارة علنية تسمح للفتيات بخلع جزء من ملابسهن وكشف شعرهن فى الشارع بالحلال، كما أفتى مروجها الذى يزعم أنه داعية إسلامى.
يظهر لنا الفيديو وحديث المدعى أن الواقعة قديمة ويدعو لها منذ 15 عاما.. ومن ملامح الحفل وعدد الحضور، رجالا ونساءً، والسلوك الذى أعقب تمليك المرأة وتدعى "نادية" وهى غير مصرية، يتبين أن فكرة "التمليك" أخذت طريق العلنية والانتشار.
عرفنا فيما بعد خلال اشتباكه اللفظى مع الدكتور عبد الله النجار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أنه سبق له الزواج منها رسميا فى السعودية، ولكنها عندما آمنت بفكرته ملكت نفسها له بصيغة "ملكتك نفسى على كتاب الله" فى حفل جماعى، ما هو إلا دعوة للتبشير بعقيدة جديدة وسلوكيات اجتماعية منحرفة، فقد خلعت عباءتها وغطاء شعرها بمساعدة إحدى الحاضرات بمجرد أن تلت تلك الصيغة وأجابها المدعى: " قبلت وكاتبتك على سورة الإخلاص".. والمعنى أنها تصبح حرة منه إذا رغبت وما عليها سوى أن تقرأها عليه.
ليس عندى بخصوص هذه الدعارة من الناحية الشرعية سوى ما علق به محتدا الدكتور عبد الله النجار أستاذ الفقه المقارن، وقد كاد يشتبك مع المدعى الذى يظن أن دراسته 7 سنوات فى الأزهر قبل التحاقه بكلية الهندسة تعطيه حق الفتوى والاجتهاد والدعوة إلى الدعارة الجسدية تحت يافطة "الإسلام".
إنه انفلات ينخر سوسه فى المجتمع متسترا بشعار "الإرهاب الفكرى" الذى حاول أن يدافع به عن تلك الدعارة عندما طلب الدكتور عبد الله النجار من جهات التحقيق اتخاذ الإجراءات القانونية العقابية.
وترديده للشعار ينسجم سياسيا مع المناخ السائد، حيث تنشر بعض التيارات الفزع إعلاميا واجتماعيا بسبب وصول التيار الإسلامى إلى الحكم.. وقد رأينا كيف شنت الحملات على مجلس الشعب "المنحل" وجرى تخويف منهجى للمجتمع من قوانين قد يتخذها، تأكد لنا فيما بعد أن الكثير منها مفبرك.
ولما صار المجلس غير موجود، اتجهت الفزاعات للنيل من الرئيس الجديد، ومن جمعية صياغة الدستور المنتظر، حتى قيل عنها ما كان يقال عن مجلس الشعب، كأن يثير البعض أن السلفيين يرغبون فى تغيير المادة الثانية من "مبادئ" إلى "أحكام" أو إلغاء كلمة "مبادئ" من مستهل الفقرة وعدم الاستعاضة عنها بشىء بحيث تبدأ بعبارة "الشريعة الإسلامية".
وهكذا وجد صاحب فكرة "ملك اليمين" أرضية سياسية خصبة لإرهاب من يتعرض له بالقانون.. لكن القضاء البطىء فى القضايا الخطيرة التى تتطلب السرعة والعجلة لن يكون منقذا من هذا الرجل الذى يظهر حضور حفل تمليكه أنه حقق توسعا فى قاعدة المقتنعين به.
والمنقذ إطلاق قوانين تحمى المجتمع منه ومن أمثاله، إلا أن من سيطالب بها الآن سيتهمونه بمحاربة الحرية والتحرر والإبداع، والرغبة فى تكبيل المجتمع بدستور يعطل حرياته، مع أن مستنقع "ملك اليمين" بئر عميق من الرق والعبودية ومنتج لأجيال من العبيد ومثله مستنقعات كثيرة لا تقل سوءا وفداحة وذلا.
"ملك اليمين" فى مصر! - فراج إسماعيل
قسم الأخبار
Wed, 04 Jul 2012 18:45:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى