كل شيء مباح ، نريد فقط القضاء على الثورة والثوار بأي ثمن وبأية وسيلة ممكنة ، افعلوا ما شئتم فلا رقيب ولا عقاب ، استبيحوا الأرض والمال والأهم من ذلك استبيحوا العِرض ، هذا لسان حال النظام البربري لأعوانه، فالوسيلة عندهم هي ذاتها الغاية، ولا حدود لأفعال وحوش النظام ، فلقد تفنن زبانيته بأصناف من الإنتهاكات والممارسات لا تخطر لأحد على بال.
ومن المفارقات العجيبة أن يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، في وقت تحدث فيه جرائم بشعة وحوادث اغتصاب جماعية ممنهجة يرتكبها النظام السوري ضد النساء.
ولعل أسوأ هذه الإنتهاكات مايحدث للفتيات والنساء من قبل جنود الأسد وعناصر أمنه وشبيحته ، ضمن خطة ممنهجة لضرب الثورة والقضاء عليها بشتى السبل ، فلا يقتصر الأمر على الرجال بل يشمل الأطفال والنساء عبر ممارسات يندى لها جبين الإنسانية جمعاء بكل ما تحمله من قيم ومثل إن كانت لا تزال موجودة في هذا العالم ؟
فغالبية السوريين مسلمين ، وقبل ذلك عرب والعرض والكرامة عندهم فوق كل اعتبار . وانطلاقا من ثورة أطلق عليها الشعب ثورة الكرامة يسعى النظام وبكل السبل لإنتهاك كرامة السوريين من خلال حرائرهم إنتقاما من ثورتهم ونكرانا لها ظنا منه بغباءه أنه بهكذا أفعال سيكسر إردة شعب سبق واتخذ مقولة عمر المختار (نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت) شعارا.
كثيرة هي التقارير التي تتحدث عن عمليات كثيرة مخططة ومنظمة يقوم من خلالها وحوش النظام بخطف الحرائر واعتاقلهم واغتصابهم وقيامهم بأبشع الممارسات تجاههم . تتحدث هذه التقارير عن اغتصابات جماعية وعمليات تعذيب ، إضافة إلى عمليات القتل التي يتعرضن لها داخل المعتقلات . تصرفات أقل ما وصفت به بالحيوانية واللاآدمية. ولكم أن تصنفو من يقوم بهذه الأفعال؟
يقول ناشطون إنهم وثقو حالات كثيرة يتم فيها إغتصاب المرأة أو الفتاة أمام زوجها أو أخيها أو أبيها ، بهدف ممارسة أبشع أنواع الإذلال والإهانة والقهر عليهم بالعرض والشرف . وليس أسوأ من انتظار الأهل لإبنتهم وهي في سجون الإحتلال الأسدي ولك أن تتخيل الحالة التي يعيشونها ، والأسئلة التي تدور بخلدهم عما يحدث لإبنتهم وهل ستخرج على قيد الحياة أم لا.
هي سياسة يتم اتباعها في ملاحقة الثوار عندما يقتحمون بيوتهم فإن لم يجدوهم وجدو ذويهم ، أي شخص تطاله أيديهم ، أمّ أو امرأة أو زوجة أو ابنة ، يعتقلون النساء ليجبرو الثوار على تسليم أنفسم ، ثوار يعلمون أنه بمجرد تسليم أنفسم تنتهي حياتهم بأبشع الطرق ، وإن لم يسلموا أنفسهم تنتهي حياة ذويهم بأبشع الطرق أيضا .خيارات يضعها النظام اللاآدمي أمام شعبه كلها صعب بل أليم أيضا ، عبر قاعدة مفادها إما أن أقتلكم .. أو أقتل ذويكم وفي كلا الحالتين سأقلكم أيضا.
كلنا تابع قصة زينب الحصني عبر وسائل الإعلام ، اعتقلتها قوات النظام طالبة من أخيها تسليم نفسه وعندما رفض أرسلوها جثة مشوهة ثم أظهروها مرة أخرى تعترف بما يطلب منها.
مئات الحالات وربما الآلاف التي وثقت ، ناهيك عن تلك التي لم توثق و لم يتم الحديث عنها لإعتبارات كثيرة . تأتي أغلب هذه الحالات في حمص لكسر إرادة عاصمة الثورة بكل السبل وقهر إرادة أهلها . وهنا تأتي تبعات هذه الانتهاكات
فكأن ما حصل للحرائر في معتقلات النظام غير كاف حتى تأتي نظرة المجتمع القاصرة إليهم بالاضافة إلى نظرة الأهل لنفسهم ولإبنتهم ، ناهيك عن انكار الضحية لنفسها ولما حدث معها . مواقف ولحظات تعيشها الكثير من العوائل والحرائر في سورية الجريحة .
ربما يكون هذا أحد الأسباب التي دفعت نساء سوريا إلى تشكيل كتائب حرائر سوريا وإنضمامهم إلى صفوف الجيش الحر للوقوف صفا بصف بجانب أبطاله دفاعا عن النفس والعرض وسعيا لنيل الاستقلاق
هنا وعند اتساع هذه الأفعال قام شباب بإنشاء صفحات على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك تحت مسمى أيتها المغتصبة أتشرف بالزواج بك , دعوات أطلقوها ليوجهو من خلالها رسالة إلى العالم ، إلى المجتمع ، إلى الأهل ، والأهم إلى الفتاة المغتصبة عينها أن لا تقلقي فنحن المجتمع القادم ، وبناة سوريا الجديدة . نظرتنا ليست قاصرة ، كرامتنا من كرامتك وشرفنا أنت ، وحياتنا نقدمها رخيصة للذود عنك .
حال سوريا هكذا بأحرارها وحرائرها ، بطفولتها وكل شعبها . أين المسلمون ؟ أين العرب ؟ أين العالم ؟ يقول أحرار سوريا ولكن دون مجيب . فلقد صمّ الجميع آذنهم واغلقو عيونهم . ووقوفو على الحياد في موقف لا يوجد فيه حياه.
وكأن الشاعر السوري عمر أبو ريشة قال قصيدته الشهيرة واصفا هذا الزمان وحكامه:
رب وامعتصمـاه انطلقت ــــــــــــــــــــــــــ ملـئ أفـواه الصبـايـا اليتّم
لامست أسمـاعهم لكنـها ــــــــــــــــــــــــــ لم تلامس نخوة المعتصم
ولا يزال شعب سوريا الثائر يتواصى بالصبر في وجه طاغية يتضاءل بجواره هتلر وموسوليني ولا يزالون يهتفون في تظاهراتهم بشعار: يا الله ما إلنا غيرك يا الله.
المصدر:
التغيير اغتصاب النساء في سورية ... الغاية والوسيلة
صحيفة التغيير
Fri, 13 Jul 2012 08:21:00 GMT
13/07/2012
اغتصاب النساء في سورية ... الغاية والوسيلة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى