رغم تاريخه الطويل في الخدمة العسكرية والعامة والذي تولى فيه العديد من المواقع القيادية في الجيش، ثم المخابرات الحربية والعامة، فإن اللواء مراد موافي، رئيس المخابرات العامة السابق، الذي وصفه الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، الإسرائيلية بـ«الرجل القوي الذي يعمل وراء الكواليس»، والتي أبدت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، تخوف الإدارة الأمريكية منه، أحيل للتقاعد بعد عام ونصف فقط من توليه منصبه كمدير للمخابرات العامة، رغم أن سابقه اللواء الراحل عمر سليمان قضى فيه أكثر من 18 عاما، على خلفية هجوم سيناء، والذي راح ضحيته 16 ضابطا وجنديا من القوات المسلحة.
تاريخه
تخرج مراد موافي من الكلية الحربية عام 1970 شغل العديد من المناصب العسكرية، حتى عين رئيسا لأركان الجيش الثاني الميداني، ثم قائدا للمنطقة الغربية العسكرية، فنائبا لمدير المخابرات الحربية، فمديرا لها، ثم عين محافظا لمحافظة شمال سيناء، وعندما اشتد الضغط الشعبي أثناء ثورة 25 يناير واضطر الرئيس السابق حسني مبارك إلى اختيار اللواء عمر سليمان نائبا له لتهدئة الأوضاع تم تعيين مراد موافي مديرا للمخابرات العامة.
حصل موافي على العديد من الأوسمة من بينها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة و وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، ونَوْط الواجب من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة، كما حصل على دورات أركان حرب وزمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ويجيد خمس لغات إجادة تامة.
يطلق عليه «مهندس المصالحة» الفلسطينية حيث بذل جهودا كبيرة وقام بزيارات لرأب الصدع بين فتح وحماس، وتمكن في النهاية من إنهاء الانقسام ونجح خلال أقل من 80 يوما في لم الشمل الفلسطيني وكلل مجهوداته بتوقيع اتفاق المصالحة، ولعب دوراً رئيسياً في صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل التي تضمنت الإفراج عن 1027 أسيرا وأسيرة فلسطينية مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط.
مسيرة حافلة
عرف عن «موافي»، بحسب ما وصفته الصحف وما تداول عنه من معلومات، أنه يحظى بتقدير كبير في العالم العربي وفي المجتمع الدولي، وأنه صاحب تأثير كبير على المفاوضات، والتطورات والقضايا الحساسة في المنطقة، ولديه علاقة مباشرة مع السعودية، والأردن، وسوريا، والسلطة الفلسطينية، وحماس، وأيضاً مع روسيا والولايات المتحدة، والعلاقات بين واشنطن والقاهرة، والتي أصبحت هشة.
ووصف مدير المخابرات السابق أنه «هو مهندس صفقة شاليط، و هو الذي بدأ المسيرة، وأجلس الطرفين على مائدة الحوار».
«موافي» و عمر سليمان
على عكس «سليمان» لم يهتم «موافي» بالظهور الإعلامي فأطلق عليه «رجل الظل» رشحه سابقه لمبارك، عندما اعتزم تعيين «سليمان» نائبا لرئيس الجمهورية، تميز «موافي» بقدرة على المناورة فى المرحلة الإنتقالية الغير مستقرة التى مرت بها مصر، فكلاهما تميزا بعلاقات قوية مع الأمريكيين، فعلى الساحة الفلسطينية نجح فى إحداث تغييرات جذرية في 3 أشهر فقط في النواحي التي فشل بها «سليمان» في سنوات، فأجلس الطرفين على طاولة واحدة فى إبريل الماضي خلال مؤتمر تاريخي للمصالحة الفلسطينية، وتحول بعدها لشخصية مقبولة وموثوق بها لدى الجميع .
عمل «موافي» من وارء الكواليس أيضا بعد التوقيع على الإتفاقية لحل النزاعات الكبري بين الفصائل، فهو يعرف كيفية تحريك المسيرات وإدارة العمليات وتفعيل ثقل وزنه للحصول على النتيجة المرجوة ، فعندما إستشعر محاولة تقرب قيادة حماس من مصر بعد إندلاع الثورة السورية، أجري إتصالات مع المكتب السياسي للحركة والتى أدت لنجاح صفقة تبادل الأسري الفلسطينيين مقابل شاليط، ورأي فيه الفلسطينيون «المنقذ».
أما «سليمان» فقد مثل بحسب تحليلات الخبراء كان شريكا موثوقا به بالنسبة للمخابرات الأمريكية لجهوده في مواجهة خطر الجماعات الإسلامية الجهادية دون تردد.
وبالرغم من أن سليمان حدث في عهده أكثر من عملية إرهابية في سيناء وغيرها لكنه لم يتم إقالته، كما حدث مع «موافي».
نهاية غير متوقعة
انقسمت الآراء في سبب إقالة «موافي» فالبيان 0، الذى صدر عنه بخصوص هجوم سيناء بالغ الخطورة، لأنه يتهم ما وصفه بـ«الجهات التنفيذية» بالتراخى فى التعاطى مع المعلومات، التى قدمتها المخابرات العامة، بشأن عملية رفح، حيث أكد أنه كان على علم كامل بالعملية، وأن جهازه ليس جهة تنفيذ، ولكن مهمته محصورة فقط فى «جمع المعلومات»، وأنه قدم هذه المعلومات إلى «الجهات التنفيذية»، التي لم تصدر أى تعقيب على البيان.
فيرى البعض أن «موافي» إما كان حريصًا على مشاعر «الجهات التنفيذية»، فأشار إليها بـ«رفق»، وإما كان خائفًا منها فلم يجرؤ على تسميتها، لكنه يعتبر شهادة إدانة لجهات كثيرة تشمل رئيس الجمهورية أو المجلس العسكري، أو المخابرات العامة، أو وزارة الداخلية بكل إداراتها المعنية بإدارة ملف الإرهاب.
وأشار البعض إلى أن «موافي» بعد أن أكد أنه كان على «علم بالعملية وأبلغ المسؤولين عنها»، عاد مستدرجا ليخفف من اتهامه الصريح والمباشر لعدد من الجهات التنفيذية بالتقصير، عندما عاد وقال: «كنا نعلم بالعملية، ولكننا لم نتوقع أن يقتل مسلم مسلمًا وقت الإفطار فى شهر رمضان المبارك»، هذا التصريح الذي لا يمكن توقعه من رجل أمن محترف، وإنما من فضيلة المفتي أو شيخ الأزهر، فضلا عن أن كلامه يشى بأنه كان على علم بـ«ساعة الصفر»، وقت المغرب، وإلا فما معنى قوله: «لم نكن نتوقع أن يقتل مسلم مسلمًا عند الإفطار فى رمضان».
وعكست التصريحات الصادرة عن مؤسسة الرئاسة، حالة من الاحتقان حيث بدا كل طرف منهما في إحراج الطرف الآخر, وتحميله مسئولية التقصير في هجوم سيناء، فمؤسسة الرئاسة من جانبها سعت للدفاع عن نفسها ونفى تهمة التقصير التى وجهها لها «موافي» حيث نفى محمد جاد الله, مستشار رئيس الجمهورية للشؤون القانونية والدستورية، علم الدكتور محمد مرسى, رئيس الجمهورية, بما أعلنه اللواء مراد موافي, بشأن علم الجهاز بالتفاصيل الكاملة لأحداث رفح، مؤكدا أن «ما نشر بشأن أحداث رفح على لسان اللواء مراد موافي, لا تعلم مؤسسة الرئاسة به ولم يعرضه موافى على رئيس الجمهورية خلال لقائه به عصر الثلاثاء».
مراد موافي.. خليفة «سليمان» الذي أسقطه «هجوم سيناء»
هشام الغنيمي
Thu, 09 Aug 2012 00:19:37 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى