قال الكاتب الصحفي ديفيد إجناتيوس في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن الرئيس محمد مرسي عندما أقال مدير المخابرات المصرية لفشله «المزعوم» في سيناء، كان يقيل جنرال «كسب نقاط كبيرة لدى المخابرات في الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا، كما كان للمفارقة واحد من أكثر المسؤولين المصريين دفعًا للحملة على وجود الميليشيات المتزايد في سيناء».
وأضاف أنه يبدو أن مرسي والجيش «توصلوا إلى أن اللواء المقال مراد موافي كان كبش فداء مناسب» بعد الهجوم على سيناء الذي أسفر عن مقتل 16 جنديًا وضابطًا مصريًا.
وأوضح أن ما حدث هذا الأسبوع سوف يزيد المخاوف بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين بشأن السياسيات الأمنية لحكومة مرسي والتي يبدو أنها ستكون اتفاقية حماية ذاتية متبادلة مع الجنرالات المصريين الذين مازالوا يملكون قدر كبير من السلطة من خلال المجلس العسكري.
وذكر إجناتيوس أن البيانات المصاحبة لإقالة «موافي» كانت «مفاجئة» بالنظر إلى الخلفية، فالإعلام المصري ألقى باللوم عليه لتجاهل تقرير استخباراتي إسرائيلي بشأن هجوم الأحد، وبرر «موافي» ذلك بأن المخابرات ليست جهة تنفيذ، واصفًا إياه بأنه كان يبدو كرئيس مخابرات تقليدي، يتحدث أكثر من لغة وبنيته الجسدية جيدة كما أن المسؤولين في المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والأوروبية كانوا يعتبرونه «أحد الأضواء المشرقة في الحكومة الجديدة»، مشيرًا إلى أن ذلك المديح «ربما يكون قد أدى إلى إثارة غيرة الجنرالات المصريين».
ووصف «موافي» بأنه كان المفاوض الرئيسي المصري مع الفلسطينيين، كما عمل على المصالحة بين فتح وحماس، وكان «موافي» يفهم أن مصر لديها نفوذ أكبر على «حماس» خاصة بعد إجبار الجماعة «المتطرفة» على الفرار من قاعدتها في سوريا، كما إنه بعمله مع الإسرائيليين، وصل بمفاوضاته إلى وقف إطلاق نار مع «حماس» في غزة.
وقال إجناتيوس إنه بسبب سمعة موافي الشهيرة مع الحكومات الغربية، فقد قلق البعض من أن يتحول إلى عمر سليمان آخر، لكن لم يبد أن الإخوان المسلمين لديهم نفس المخاوف، وأشار إلى أنه في يونيو الماضي، بعد أيام قليلة من جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة، سأل القيادي الإخواني خيرت الشاطر عن موافي، وقال «الشاطر» إنه إذا فازت الجماعة في الانتخابات، فإنها ستحافظ على «موافي» في منصبه لأنها «لا تريد صدامات بشأن السياسة الخارجية».
وأضاف «الشاطر»، أن «الإخوان» يعرفون أن بعض القضايا المحورية، ومنها العلاقات مع أمريكا وإسرائيل، يتم التعامل معها من خلال قنوات المخابرات وأنهم مدركون أن استمرار ذلك مهم، ولكن «يبدو أن ذلك كان ينطبق على تلك الفترة فقط».
ورأى في ختام مقاله أن واقعة إقالة «موافي» تمثل «نقطة على شاشة رادار العلاقات الأمريكية المصرية، كما إنها تلقي الضوء على نقطتين: أن الوضع في سيناء خطير ويزداد سوءًا، والثانية أن الجيش المصري مشغول بتلميع صورته وصد منتقديه المحتملين، وبالتالي في إطار الحفاظ على أنفسهم، يبدو أن الجنرالات سعداء بالعمل مع مرسي والإخوان المسلمين، كما هم سعداء بإقالة (موافي)».
واشنطن بوست: مرسي والجيش اتفقا على تقديم «موافي» كبش فداء لـ«هجوم سيناء»
ملكة بدر
Fri, 10 Aug 2012 12:40:32 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى