شن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، هجوماً عنيفاً على الغرب والنظام العالمي الجديد، مشدداً على أنه يكيل بمكيالين في التعامل مع العالم الإسلامي، وقال إن «خير دليل على ذلك موقفه من الفيلم المسيء للرسول، والتذرع بحرية التعبير».
وقال في تصريحات صحفية الخميس: «النظام العالمي الجديد يُكرِّسُ الهيمنة والتسلُّط والتمييز، حتى لو وضعت له المسوِّغات والفلسفات التى لا تُقنع حتى أصاحبها، والموقف من الفيلم المسىء يدخُل فى هذا الإطار، فالمسؤولون فى الغرب تعلَّلوا بحججٍ واهيةٍ وامتنعوا عن إيقاف هذا العبث الكريه».
وأضاف: «الغرب يبنى منظومة الحرية وحقوق الإنسان على قاعدةٍ فاسدة، فحريَّة التعبير عنده تُصان بسِياجٍ من حديد إذا توجه البعض للحديث عن اليهود والهولوكست، أمَّا إذا تعلَّق الأمر بالإساءة إلى مليار ونصف المليار من البشَر «المسلمين»، فحريَّة التعبير مطلقة ومقدَّسة»، وتابع: «الحرية والديمقراطية والمساواة - فى منطق الغربيين - كلها مقصورة على الرجل الغربى فقط، وهذا ظاهرٌ لكل ذى عينين».
وأوضح أنَّ علاقة الشرق الإسلامى بالغرب الأوروبى علاقة معقَّدَة، تحتاج إلى قراءة فاحصة للتاريخ واستقراء قوانينه وفلسفته، فما نَراه اليوم من حقدٍ على الإسلام وحضارته ليس وليدَ اللحظة، وإنما هو تراث فى العقل الجمعى الأوروبى منذ القرون الوسطى حتى أيامنا هذه.
وقال «الطيب» إن الغربيين مرتبطون بالطبيعة الغربية، وهى طبيعةٌ غير قابلة للتديُّن أصلاً، وعندما دخلت المسيحية أوروبا، لم تستطع أنْ تُؤثِّرَ فى الأخلاق الغربية، بل حدَث العكس، كما قال القاضى عبدالجبار المعتزلى: «تروممت المسيحية ولم يتمسَّح الروم»، ولذلك لا ينبغى أنْ نعجب من سلوكيات الغرب البربرية فى جميع فترات التاريخ، القديم منه والحديث، فالتاريخ لا ينسى حُروب الفرنجة «الصليبية» واضطهاد ومحاولة إبادة اليهود والمسلمين فى الأندلس، واستعباد الأحرار فى أفريقيا وأمريكا، واستغلال الشعوب وقهرها فى جميع قارَّات العالم.
وقال «الطيب»: «أعتقد أنَّ جذور الحقد على الإسلام فى الغرب قديمة، ولعلَّ من أوائل مَن ناصَبُوا العداء لهذا الدين الحنيف هو يوحنا الدمشقى الذى عاش فى بلاط الأمويين، واستغلَّ سماحة الخلفاء ليُهاجم الإسلام، وكتُبه ما زالت مرجعًا ملهمًا لكثيرٍ من رجال الدِّين والمفكِّرين الأوروبيين حتى الآن. فأغلب كتب المستشرِقين تغرفُ من هذا المستنقع الآسِن الذى لا يُراعى أدنى أدوات التفكير المنطقى السليم».
شيخ الأزهر: النظام العالمي الجديد يكرس الهيمنة.. و«الفيلم المسيء» أكبر دليل
أحمد البحيري
Thu, 27 Sep 2012 17:09:35 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى