لأول مرة منذ ثورة 25 يناير يخرج علينا المدعو توفيق عكاشة ليعلن بصوت عالٍ أنه سيذهب للتحرير وسينسق مع المشاركين فى هذا الإطار لحضور مظاهرات جمعة "العزبة".
وبعيدا عن قدرته على المشاركة فى المظاهرات أم لا.. هل وصل بنا الحال إلى أن يفتح الميدان لمثل هؤلاء؟ وما أسباب هذا الوضع الغريب الذى دفع الفلول إلى ركوب الموجة والتعامل على أنهم ثوريون؟!
باختصار تجرؤ عكاشة وأمثاله بسبب الأسلوب الذى تتبعه بعض القوى التى تدعى أنها ثورية فى استمرار نفس نهج المخلوع فى موقفها من الإسلاميين ولا سيما الإخوان، حيث واصلت عمليات التخويف والتفزيع ظنا منها أنها ستقضى على شعبيتها.. ولا تستحى هذه القوى من التقرب إلى الفلول ورفع شعار "ايد واحدة بين هذه القوى والفلول ضد الإسلاميين".
وفى هذا الإطار، يتحمل أيضا "الإخوان" جزءا من المسئولية؛ لأنه من المفترض بعد الثورة لا سيما بعد تولى الدكتور محمد مرسى الرئاسة أن يفتحوا أبواب الحوار مع جميع القوى السياسية، لأنهم المسئولون الآن، فهم من وصلوا إلى السلطة، وهم من فى وضع القوة وبأيديهم القرار.
ولكن الملاحظ أن بعض القوى التى تدعى أنها ثورية تقع فى فخ المواقف المتناقضة، ففى الوقت نفسه الذى تطالب فيها باتخاذ قرارات ثورية رأيناها تقف عائقا أمام قرار الرئيس الثورى بإقالة النائب العام.
كما رأينا أيضا فى أثناء الانتخابات الرئاسية تأييد الكثير منهم أحمد شفيق.. كما استعانت بعض الأحزاب الفترة الحالية بالفلول استعدادا لمواجهة الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.. بل وصل الأمر إلى نزول عدد من أتباع "احنا آسفين يا ريس" إلى ميدان التحرير الجمعة الماضية، وشاركوا فى إشعال الفتنة بين بعض القوى اليسارية والليبرالية من جانب وبعض شباب الإخوان ومؤيدى الرئيس مرسى من جانب آخر، لدرجة حرق أتوبيسات "الحرية والعدالة" دون أن يعترض أحد!
من المؤكد أن حالة الاستقطاب المتزايدة بين شركاء الثورة أمس وفرقاء السلطة اليوم ستعطى فرصة أكبر للفلول والفاسدين من أجل مواصلة تقسيم الصف الثورى، ومن ثم ضرب الثوريين بالثوريين والخروج من بين أيديهم سالمين إلى السلطة مرة أخرى من أجل حماية المخلوع ونجليه ورموز نظامه من المحاسبة.
مظاهرات اليوم فى جمعة "العزبة" ترسخ لحالة الاستقطاب وتعكس فشل خطاب بعض القوى الثورية التى تقصى الإسلاميين، ومن ثم سوف تعطى فرصة لعكاشة وأمثاله فى القفز على الأحداث وتعطيل قطار الثورة.
قد تنجح بعض القوى الثورية الحقيقية من منع دخول عكاشة وأمثاله الفلول للميدان لكنها لن تمنع حالة الاستقطاب التى تظهر واضحة فى خطابهم اليوم فى الميدان، حيث أعلن بعضهم أنهم سيقطعون أيدى وأرجل أى "إخوانى" يدخل التحرير، ومن ثم فهم حولوا ميدان التحرير إلى "عزبة" يمرحون فيها ويلعبون.. يسبون ويشتمون.. ويبقى الحال كما هو عليه.. انقسام الصف الثورى الذى لا يصب إلا فى صالح عكاشة وأتباعه ويبعدنا كثيرا عن تحقيق أهداف الثورة
عكاشة فى التحرير ! -علاء البحار
قسم الأخبار
Thu, 18 Oct 2012 22:11:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى