قال الرئيس محمد مرسي إن آفاق التعاون بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية لا حدود لها، وهي تصلح لأن تكون نموذجا للتعاون بين سائر دول الجنوب، لتطبيق السياسات المثلى في مجالات القضاء على الفقر، وإخراج الملايين من «عوزِ» الحاجة إلى رحابة الإنتاج والتمكين، وتوسيع شبكة الضمان الاجتماعي، لتشمل الفئات الأقل حظا في المجتمع والاستفادة من التجارب الناجحة في مجالات التخطيط العمراني لاستيعاب التيار المتدفق من النازحين إلى المدن، وسياسات الاستخدام الكفء للطاقة وتنويع مصادرها وزيادة الاعتماد على الطاقات الجديدة والمتجددة.
وأشار مرسي في كلمته، أمام القمة الثالثة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية «الاسبا»، الثلاثاء، في بيرو، والتي ألقاها بالنيابة عنه، محمد كامل عمرو، وزير الخارجية إلى أن فرصة التعاون بيننا في مجال البحوث والصناعات الزراعية أفضل مثال للإمكانات التي تحملها شراكة استراتيجية بين بلداننا، حيث حققت دول أمريكا الجنوبية تقدما حقيقيا في هذا المجال، جعلها مثالا يحتذى به من قبل الكثير من دول العالم، ويجعل الجهود المبذولة في هذه القارة إضافة مهمة إلى الجهود الدولية نحو حل أزمة الغذاء.
وأشار إلى أن التعاونِ المحتمل بين الجانبين يُحتم التقدم على مسارين متوازيين، أولهما العمل سويا لتفعيل أطر التعاون بين دول الجنوب وجعلها أكثر مواكبة للتطور الاقتصادي والتكنولوجي الذي يشهده العالم، وثانيهما طرحِ نماذج ناجحة للتعاونِ الفعال بين دول الجنوب، وهو الأمر الذي تتيحه قمة رجال الأعمال المقامة على هامش اللقاء.
وأعرب مرسي عن شكر وتقديره للدعوة التي تلقاها من رئيس جمهورية بيرو، أويانتا أومالا، لحضور القمة، مضيفا أن «ارتباطاته الداخلية في مصر حالت، مع الأسف، دون تلبية الدعوة»، متمنيا أن يحظى بلقاء الزعماء المشاركين في أعمال القمة المقبلة.
وتابع مرسي: «إننا في مصر نجد من الألفة مع شعوب أمريكا الجنوبية، بل وجميع شعوب أمريكا اللاتينية، ما يعود إلى عمق التاريخ، فلقد كانت شعوبنا على مرِّ العصورِ بوتقة انصهار لكل ما مرَّ بنا من تأثيرات ثقافية وفكرية ومجتمعية»، لافتا إلى أن «أمريكا الجنوبية احتضنت المهاجرين العرب وسمحت لهم بالإبقاء على ثقافتهم والازدهار من خلالها، بل والإسهام بروافد منها في تشكيل الشخصية الوطنية للبلدان التي فتحت لهم أذرعها، ولنا في الرؤساء السابقين ورجال الأعمال وأعلام المجتمع من ذوي الأصول العربية أمثلة مضيئة لتركيبة فريدة لم تنقطع عن جذورها العربية على الرغم من انخراطها الكامل في مجتمعاتها الجديدة».
وتطرق الرئيس محمد مرسي، في كلمته للقمة، إلى الإساءة للأديان قائلا: «لقد شهدنا في الفترة الأخيرة محاولات لإثارة الفتنة والصدام فيما بين أتباع الديانات المختلفة، من خلال التهكم على دين بعينه، والإساءة إلى رموزه بشكل يتنافى مع أبسط قواعد الأخلاق والذوق السليم وأدب الحوار، بل بما يتعارض مع تعاليم الأديان كلها، والتي تحض على التسامح والخلق السليم وتقبل الآخر، ويحاول من يقومون بهذه التصرفات أن يغلفوا جهودهم لإثارة الفتنة بغلاف حرية التعبير».
وأضاف مرسي: «مع احترامنا التام لمبدأ حرية التعبير، والذي كان جزءًا أصيلًا من مطالب ثورتنا في العالم العربي، إلا أننا يجب أن نكون واضحين في وضع حدود بين حرية التعبير من ناحية، وبين محاولات إثارة الحقد والكراهية باستخدام الدين أو الجنس أو اللون من ناحية أخرى».
مرسي يدعو أمريكا الجنوبية إلى تعزيز التعاون مع الدول العربية
أ.ش.أ
Wed, 03 Oct 2012 06:56:00 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى